مئويتان

مئويتان

مئويتان

 العراق اليوم -

مئويتان

سمير عطا الله
بقلم : سمير عطا الله

لدى روسيا ما يدعو إلى الاحتفال: ربما إلى أبد الأدب والرواية. في مثل هذا الوقت قبل مائتي عام، ولد لها فيودور دوستويفسكي، الذي صنفه معظم النقاد، أعظم الروائيين الروس. البعض قال بل هو مواطنه تولستوي. ما من أحد تقدم باسم ثالث. وبعد دوستويفسكي وتولستوي توجت صناعة الرواية للروس، بارتضاء الأدباء من جميع الأمم. والرواية الأهم في دوستويفسكي لم تكن «الجريمة والعقاب»، أو «الإخوة كارامازوف» بقدر ما كانت سيرته البائسة والمعذبة: يحكم بالإعدام وتستعد الفرقة لإطلاق الرصاص وهو معصوب العينين، وفي اللحظة الأخيرة يصل أمر القيصر بالعفو عنه. ويستبدل بالإعدام السجن ست سنوات في سيبيريا، ذلك المنفى البارد الرهيب، الذي حوله القياصرة، وبعدهم الشيوعيون، إلى أقسى عقاب للمعارضين. أما الأقصى فكان الموت الذي أنزل بالملايين.

خرج دوستويفسكي من السجن لكي يكتب الرواية الإنسانية الكبرى. وأتقن، أيما إتقان، فيما داء الصرع يرميه ويمزقه، رحلة البحث في أعماق النفس البشرية وكرامة الإنسان المهان. وبعد وفاة زوجته الأولى التي هام بها، تزوج من فتاة هامت هي به، وأصبحت الزوجة والخادمة والكاتبة التي يملي عليها أعماله. لكن برغم نجاحه الأدبي وذيوع شهرته، افترسته الديون بسبب غرقه في إدمان القمار. وعندما كان في ألمانيا وصل الأمر به إلى أن اضطرت زوجته إلى بيع معطفها كي يسدد ديونه إلى كازينو «بادن بادن».

لا يزال الروائيون حول العالم يتأثرون بأعماله وآدابه. وتأثر هو أيضاً بكبار الأدباء مثل فيكتور هوغو، وأونوريه دو بلزاك، وشكسبير، وإدغار آلن بو. وأحب كثيراً أعمال تولستوي، وكتب إليه وحاول الالتقاء به، غير أن اللقاء لم يتم.

كان دوستويفسكي ضد الإقطاع والعبودية، لكنه كان أيضاً ضد النظام الجمهوري ووضْع نظام دستوري للبلاد، داعياً إلى وحدة كلية بين الشعب والقيصر. ورأى أن الحل الأمثل خليط من الاشتراكية والمسيحية.

كتب دوستويفسكي في كل شيء: المطالعة الفلسفية، الشعر، القصة القصيرة، المنشور السياسي، التحليل النفسي، والسخرية والرواية. تميز عن سواه بطاقة إبداعية في الجمع بين أبطال عدة في عمل واحد، كما في تحفته «الإخوة كارامازوف». وهي حكاية الصراع بين الخير والشر في عائلة واحدة.

ترجم الدكتور سامي الدروبي (سوريا) جميع أعمال دوستويفسكي إلى العربية، ولا تزال طبعاتها تتتالى إلى الآن.

 

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مئويتان مئويتان



GMT 20:24 2021 الأحد ,21 شباط / فبراير

حزب الله والارتياب والتدويل

GMT 22:45 2021 الخميس ,18 شباط / فبراير

عن دلالات «واقعة أربيل» وتداعياتها

GMT 22:43 2021 الخميس ,18 شباط / فبراير

المنسي في وادي الملوك

GMT 10:32 2021 الخميس ,18 شباط / فبراير

تكاملُ اللامركزيّةِ والتدويل في لبنان

GMT 20:38 2019 الأربعاء ,27 شباط / فبراير

الهلال يتعاقد مع نجل الدولي السابق عبده عطيف

GMT 10:17 2015 الأربعاء ,14 تشرين الأول / أكتوبر

دون كيشوت" من أفضل 10 مطاعم في مصر

GMT 03:01 2018 الجمعة ,13 إبريل / نيسان

جورج وسوف يصرح "بشار الأسد مش هنلاقي أحسن منه"

GMT 00:52 2017 الأربعاء ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

كوسوفو مدينة جميلة اكتشفها أنت وعروسك خلال شهر العسل

GMT 19:55 2016 الخميس ,14 إبريل / نيسان

تعلمي طريقة تكبير الشفايف بالمكياج في البيت

GMT 19:29 2019 الأحد ,27 كانون الثاني / يناير

الرئيس محمود عباس يزور مركز الإحصاء الفلسطيني

GMT 01:14 2018 الثلاثاء ,24 تموز / يوليو

طريقة اعداد التورتة على شكل الرمان

GMT 21:15 2018 الثلاثاء ,17 إبريل / نيسان

غاري نيفيل يكشف سر نجاح كريستيانو رونالدو

GMT 07:46 2018 الإثنين ,09 إبريل / نيسان

سايرس مثيرة في بدلة مستوحاة من ثياب القراصنة

GMT 13:53 2018 الثلاثاء ,16 كانون الثاني / يناير

الإعلامي عمرو الليثي يزور مستشفى أبو الريش للأطفال

GMT 19:58 2017 الثلاثاء ,05 كانون الأول / ديسمبر

دار "Bulgari" تكشف عن مجموعة من العقود المرصّعة بالأحجار الكريمة

GMT 14:45 2017 السبت ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

الألوان المبهجة تسيطر على ديكور الشتاء هذا الموسم

GMT 23:14 2017 الأربعاء ,25 تشرين الأول / أكتوبر

هيفاء وهبي تؤكّد أنّ من يزرع الفن سيحصد العالمية
 
Iraqtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Iraqtoday Iraqtoday Iraqtoday Iraqtoday
iraqtoday iraqtoday iraqtoday
iraqtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
iraq, iraq, iraq