ملجأ فوق الأرض

ملجأ فوق الأرض

ملجأ فوق الأرض

 العراق اليوم -

ملجأ فوق الأرض

سمير عطا الله
بقلم : سمير عطا الله

من جمالات فيروز وجمائلها على المغلوبين من أهل الهوى، وما أكثرهم وما أكذبهم، أغنية تتوسل الوهم تقول «تعا ولا تيجي/ وكذوب (كذبة) علي/ الكذبة مش خطية/ وعدني إنّو راح تيجي/ وتعا... ولا تيجي». أحياناً لا يبقى للإنسان سوى الحلم فيحلم، أو لا يبقى سوى الوهم فيتوهم. وذلك ليس ضرباً من الجنون، بل شيء من العزاء. وعندما يفقد الإنسان احتمال إمكانية الحقائق، يلجأ إلى فيروز. ففي أي حال هو يذهب إليها، سواء أحب حباً، أو وطناً، أو قرية تدعى كحلون.

طلب الكاتب إدواردو غاليانو من أميرة الرواية اللاتينية إيزابيل الليندي أن تضع مقدمة لكتابه «شرايين أميركا المفتوحة» وهو، للمناسبة، من الكتب المملّة. غير أن الليندي تستشهد بحكاية من أحد كتبه القديمة:

«كان هناك رجل وحداني يُمضي معظم وقته في الفراش. وبسبب ذلك سَرت شائعات بأنه يخبئ كنزاً في منزله. وفي أحد الأيام اقتحم لصوص المنزل وفتّشوه، فعثروا في القبو على خزنة صغيرة، خرجوا بها إلى مقرهم. وعندما تمكنوا من فتحها بعد عناء، وجدوها مليئة برسائل الحب التي كان الرجل العجوز يتلقاها طول عمره. غضب اللصوص وقرروا إحراق تلك الرسائل. لكن بعد نقاش سريع فيما بينهم، قرروا إعادة الرسائل إليه. لكن ليس دفعة واحدة، وإنما واحدة بعد الأخرى. ومنذ ذلك الوقت يقف الرجل ظُهر كل يوم اثنين عند باب منزله في انتظار ساعي البريد، وما إن يلمحه من بعيد حتى يركض نحوه، فيرفع هذا الرسالة ملوّحاً بها، ثم يسلّمها له، معرباً عن إعجابه بالعاشق الذي لا تنتهي الرسائل الواردة إليه».

ذلك كان الاتفاق الذي تم التوصل إليه بين ساعي البريد واللصوص. لكن مع الوقت صدّق الجميع الكذبة اللطيفة. وشعر اللصوص براحة البال لأنهم عادوا عن سرقتهم. وشعر الساعي بالسرور بسبب عمل دائم. وصدّق الرجل العجوز أن النساء لا يزلن يكتبن إليه رسائل العشق، فعاد إليه شيء من وهم الشباب.

إنها أغنية «تعا ولا تيجي» في كل اللغات. لكن ليس في زمن «كورونا»، فقد حرم الناس حتى من عزاء كذبة الوهم. ولم يعد في إمكان أحد أن يوجّه الدعوة إلى من يحب حتى في الأغاني، أو في كتابها (الأغاني) الجميل.

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ملجأ فوق الأرض ملجأ فوق الأرض



GMT 20:24 2021 الأحد ,21 شباط / فبراير

حزب الله والارتياب والتدويل

GMT 22:45 2021 الخميس ,18 شباط / فبراير

عن دلالات «واقعة أربيل» وتداعياتها

GMT 22:43 2021 الخميس ,18 شباط / فبراير

المنسي في وادي الملوك

GMT 10:32 2021 الخميس ,18 شباط / فبراير

تكاملُ اللامركزيّةِ والتدويل في لبنان

GMT 17:39 2020 الأربعاء ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

أترك قلبك وعينك مفتوحين على الاحتمالات

GMT 13:15 2020 الجمعة ,28 شباط / فبراير

مناخا جيد على الرغم من بعض المعاكسات

GMT 13:49 2019 الثلاثاء ,07 أيار / مايو

ترامب يمنح ميدالية الحرية لأسطورة الغولف

GMT 09:10 2017 الخميس ,19 تشرين الأول / أكتوبر

الفالح يؤكّد على أهمية منتدى الطاقة العالمي في الجزائر

GMT 04:58 2018 الأربعاء ,12 كانون الأول / ديسمبر

"وان بلس " تُطلق النسخة الجديدة من هاتف 6T McLaren

GMT 06:04 2018 الخميس ,25 تشرين الأول / أكتوبر

فوائد اللوز للقلب ويساعد على الرشاقة

GMT 13:12 2018 الإثنين ,20 آب / أغسطس

مشروع قومي لرفع المعاناة

GMT 06:18 2017 الإثنين ,25 كانون الأول / ديسمبر

بقلم : أسامة حجاج

GMT 20:10 2017 السبت ,02 كانون الأول / ديسمبر

هجوم في داقوق يكشف النقاب عن تنظيم جديد بديل لـ"داعش"

GMT 11:27 2017 الخميس ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

التوصل لعقار جديد لعلاج أحد أنواع الزهايمر

GMT 22:05 2017 الأحد ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

شريف الشمرلي مديرًا للمنتخبات الوطنية لكرة الطائرة

GMT 04:13 2017 الأحد ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

مدينة ريميني الإيطالية أبرز وجهات الصيف المقبل

GMT 18:10 2015 الأحد ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

طريقة عمل الدونات الأميركية
 
Iraqtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Iraqtoday Iraqtoday Iraqtoday Iraqtoday
iraqtoday iraqtoday iraqtoday
iraqtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
iraq, iraq, iraq