لا تكرِّروا سؤال دبي

لا تكرِّروا سؤال دبي

لا تكرِّروا سؤال دبي

 العراق اليوم -

لا تكرِّروا سؤال دبي

بقلم : منى بوسمرة

حين قرر المغفور له الشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم، رحمه الله، إنشاء مطار دبي في مطلع الستينيات من القرن الماضي، وإنشاء ميناء جبل علي في السبعينيات من القرن الماضي، كان ردُّه على الذين تساءلوا عن جدوى إنشاء منشأتين كبيرتين لعدم حاجة دبي لطاقتهما الكبيرة في ذلك الوقت، قال في المناسبتين جواباً بمضمون واحد هو: إنهما سيصبحان صغيرين في مستقبل دبي، وهو ما أثبتته الأيام.

كانت الرؤية واضحةً عند الشيخ راشد حول مستقبل دبي، مثلما هي الرؤية اليوم عند الشيخ محمد بن راشد الذي وجَّه بعمليات التوسع المتتالية للمطار والميناء، حتى أصبحت طاقة المطار الاستيعابية تصل إلى 100 مليون راكب، وقدرة الميناء تتجاوز 15 مليون حاوية نمطية سنوياً.

أرقام إعجازية تحققها دبي، وهي ذاهبة إلى أرقام أكبر عند التشغيل الكامل لمطار آل مكتوم الذي ستتجاوز طاقته الاستيعابية 120 مليون راكب سنوياً، والذي تم ربطه بممر إلى ميناء جبل علي لتسريع عمليات الشحن والتخليص.

ليست الأرقام هدفاً في حد ذاتها، ولكن تقديم نموذج أعمال متميز وخدمات بمعايير عالمية، ترسم صورة مثالية لابن الإمارات وابن المنطقة العربية بقدرته على التفوق على أرضه وتأسيس نموذج أعمال فوق العادة، معتمداً فيه على تقاليده وعاداته وأخلاقه ومنسجماً في نفس الوقت مع روح العصر من دون إخلال بأي منهما، بل التميز في الاثنين معاً.

لقد كانت كلمات الشيخ محمد بن راشد وهو يتفقد، كما هي عادته، سير العمل في مختلف مرافق مطار دبي ويطمئن على راحة المسافرين وتسهيل إجراءات سفرهم، ذات دلالة كبيرة، بتأكيده على القيم الإنسانية العربية في الترحيب ووداع الضيف، وهي قيم تتفوق على القيم العالمية؛ لأنها عند شعب الإمارات قيم فطرية نشأ وتربى عليها فتميز بها وأثارت إعجاب الغير ودهشته. لهذا حرص سموه على التأكيد بضرورة أن يبقى الواقفون على «باب البيت» بذات الروحية والأصالة؛ لأنهم المشهد الأول للزائر، الذي يعكس روح البلد وجماله، لذلك فالكلمة الطيبة والابتسامة هما احترام وتقدير لحقوق البشر مهما كانت منابتهم.

لقد جعلت رؤية القيادة ونهجها وسياساتها كل ما تنفذه دبي مثار إعجاب وحديث العالم، حتى غدت وجهةً أولى للأعمال والسياحة في الإقليم والعالم. واليوم تذهب دبي بعيداً إلى المستقبل تسبق محيطها، عبر عشرات من مشاريع التقنية والذكاء الاصطناعي والابتكار، لتحجز لنفسها مقعداً بين صُناع العلم والمعرفة، فلا تكرروا السؤال على دبي، فالجواب الذي كتبته عام 1960 تكتبه اليوم بحروف من نور.
 المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع
المصدر: البيان

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

لا تكرِّروا سؤال دبي لا تكرِّروا سؤال دبي



GMT 13:26 2020 الثلاثاء ,22 أيلول / سبتمبر

عبد الحي.. وداعاً

GMT 11:44 2020 الأربعاء ,24 حزيران / يونيو

قرار عربي حازم

GMT 10:18 2020 الخميس ,04 حزيران / يونيو

لن نتوقف

GMT 07:22 2019 الأربعاء ,29 أيار / مايو

محمد بن راشد.. عطاء القلب الكبير

GMT 08:22 2019 الإثنين ,27 أيار / مايو

ثوابت إعلامنا الوطني

GMT 04:08 2017 الجمعة ,01 كانون الأول / ديسمبر

الكشف عن لقاح الورم الحليمي الذي يقي من السرطان

GMT 21:41 2021 الثلاثاء ,05 كانون الثاني / يناير

يحالفك الحظ في الايام الأولى من الشهر

GMT 17:33 2017 الإثنين ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

3 وصفات تفيدك في علاج حب الشباب "بالطماطم"

GMT 11:25 2019 الثلاثاء ,07 أيار / مايو

تعرَّف على أسباب ارتباط شهر رمضان بـ "الفانوس"

GMT 19:50 2017 الجمعة ,15 كانون الأول / ديسمبر

النيران تلتهم شاحنة نقل كبيرة في الدار البيضاء

GMT 13:30 2020 الأربعاء ,30 كانون الأول / ديسمبر

نبيلة عبيد تؤكد أنها تعتذر عن أي مناسبة بعد انتشار "كورونا"

GMT 08:58 2019 الثلاثاء ,30 إبريل / نيسان

كلوب يؤكد أن ملعب "كامب نو" ليس معبدًا

GMT 15:31 2019 الإثنين ,07 كانون الثاني / يناير

تركي آل الشيخ يدرس عرض إماراتي لبيع نادي بيراميدز المصري

GMT 11:14 2018 الأربعاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

بيان عاجل من روسيا بشأن الانسحاب الأميركي من سورية

GMT 19:25 2018 الخميس ,20 كانون الأول / ديسمبر

نادي الشباب ينهي تدريباته استعدادًا لمواجهة الباطن

GMT 09:06 2018 الأربعاء ,19 كانون الأول / ديسمبر

القوات الإسرائيلية تعتقل فلسطينيين من محافظة طوباس

GMT 14:39 2018 الإثنين ,10 كانون الأول / ديسمبر

أبرز سيارات "سيدان" دخلت مصر لأول مرة هذا العام
 
Iraqtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Iraqtoday Iraqtoday Iraqtoday Iraqtoday
iraqtoday iraqtoday iraqtoday
iraqtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
iraq, iraq, iraq