الدوحة والحوثيون من السر إلى العلن

الدوحة والحوثيون من السر إلى العلن

الدوحة والحوثيون من السر إلى العلن

 العراق اليوم -

الدوحة والحوثيون من السر إلى العلن

بقلم : منى بوسمرة

 ليس مستغرباً أن تجاهر الدوحة بعلاقتها مع طهران، وعصاباتها في المنطقة سواء في العراق أو سوريا أو لبنان أو اليمن، فقد بات هذا الأمر واضحاً وجلياً، حتى لأولئك الذين يظنون أن حكام قطر يناصرون المسلمين السنّة في كل مكان، عبر دعم الجماعات الإرهابية التي أُسّست على بنية الصراع المذهبي، وتحديداً القاعدة والنصرة وداعش.

الدوحة ونظامها إذاً لهما في كل وادٍ عملاء ومشاريع، لأن كل هذه الفوضى التي تموّلها وتديرها لها غاية نهائية، تتمثل في تدمير بنية المنطقة وتقسيمها وتخريبها على كل المستويات، ولا شك أيضاً أن الحماية، التي حصلت عليها الدوحة سابقاً لإدارة هذه المشاريع، تُثبت أنها تُعَدّ أداة بيد عواصم عالمية وأطراف إقليمية لها أطماعها في عالمنا العربي.

آخر انزلاقات الدوحة تغريدة لوزير الخارجية القطري، الذي خرج علينا ليعطينا درساً في الملف اليمني، حين قال متلبساً زوراً وبهتاناً رداء الحكمة والبراءة، مناقضاً في الأساس سياسات بلاده في دول أخرى: «المنطقة لا تتحمل المزيد من الحروب والمغامرة على حساب الأرواح، إن التطورات في اليمن تستدعي تغليب الحل السياسي»، داعياً إلى تفعيل حوار وطني يشمل الأطراف اليمنية كافة، والتحرك الدولي لضمان حماية المدنيين، لكن المفاجأة ليست في تغريدته، بل في ردّ من يسمى رئيس اللجنة الثورية العليا في جماعة الحوثيين محمد علي الحوثي، الذي خرج ليتملق حاضنته السرية ويعلّق على التغريدة، قائلاً: «تصريحات وزير الخارجية القطري وكل دعاة السلام دليل وعي بإدراك المخاطر والأزمات المحاكة ضد شعوب المنطقة»!

هكذا إذاً هي الحقيقة، وهذه التغريدات ليست مجرد غزل علني بين دولة وعصابة، بل انعكاساً عميقاً لعلاقات سرية بين قطر وإيران والجماعات الإرهابية التي تتبعها، خاصة في اليمن، التي يتم توظيفها لتهديد أمن دول الخليج العربي وتهديد الملاحة في البحر الأحمر، وتحويل اليمن الشقيق إلى مجرد منصة لتهديد العالم، بشهادة الخبراء والمسؤولين والذين يتابعون شؤون هذا الملف.

لكنّ هذه الرسائل لا تنطلي على أحد، وحين يكتب معالي الدكتور أنور قرقاش، وزير الدولة للشؤون الخارجية، عبر تغريدته، يترك التقييم لمن يتابع، فيسطر: «إشادة محمد علي الحوثي بتغريدة وزير الخارجية القطري مهمة، وأترك لكم الحكم والتعليق».

لقد آن الأوان أن يفهم كثيرون أن مقاطعة النظام الحاكم في الدوحة لم تأتِ لاعتبارات شخصية، ولا بسبب صراع على النفوذ، وكل القصة تتمحور حول ما قيل سابقاً، أي تصدير تنظيم الحمدين للإرهاب في هذا العالم، ورعايته جماعات من شتى الاتجاهات والمذاهب، ولنا في قصة العراق وإطلاق سراح سجناء قطريين دليل على أنها مستعدة لدفع المال للقاعدة والنصرة، مثلما تدفعه لحزب الله وميليشيا الحشد الشعبي، وها نحن نؤكد اليوم أن ما بين الدوحة وعصابة الحوثي أكبر بكثير من تغريدات متبادلة، وتصل إلى حد الدخول على خط هذه العصابة، وتوظيفها أيضاً ضد أمن المنطقة واستقرارها. ستُثبت الأيام أن ما فعلته الدوحة ضد المنطقة أكبر بكثير مما نرى، فقد أسهمت في قتل شعوب المنطقة بسكين دورها الدنيء، ولم يسلم أحد من غدرها.
المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع
نقلا عن البيان

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الدوحة والحوثيون من السر إلى العلن الدوحة والحوثيون من السر إلى العلن



GMT 04:55 2019 الخميس ,21 شباط / فبراير

السباق على استعمار القمر

GMT 04:46 2019 الخميس ,21 شباط / فبراير

نتانياهو متهم والولايات المتحدة تؤيده

GMT 04:40 2019 الخميس ,21 شباط / فبراير

فى حياته.. ومماته!

GMT 13:45 2019 الخميس ,31 كانون الثاني / يناير

الإعلام والدولة.. الصحافة الورقية تعاني فهل مِن منقذ؟!

GMT 04:08 2017 الجمعة ,01 كانون الأول / ديسمبر

الكشف عن لقاح الورم الحليمي الذي يقي من السرطان

GMT 21:41 2021 الثلاثاء ,05 كانون الثاني / يناير

يحالفك الحظ في الايام الأولى من الشهر

GMT 17:33 2017 الإثنين ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

3 وصفات تفيدك في علاج حب الشباب "بالطماطم"

GMT 11:25 2019 الثلاثاء ,07 أيار / مايو

تعرَّف على أسباب ارتباط شهر رمضان بـ "الفانوس"

GMT 19:50 2017 الجمعة ,15 كانون الأول / ديسمبر

النيران تلتهم شاحنة نقل كبيرة في الدار البيضاء

GMT 13:30 2020 الأربعاء ,30 كانون الأول / ديسمبر

نبيلة عبيد تؤكد أنها تعتذر عن أي مناسبة بعد انتشار "كورونا"

GMT 08:58 2019 الثلاثاء ,30 إبريل / نيسان

كلوب يؤكد أن ملعب "كامب نو" ليس معبدًا

GMT 15:31 2019 الإثنين ,07 كانون الثاني / يناير

تركي آل الشيخ يدرس عرض إماراتي لبيع نادي بيراميدز المصري

GMT 11:14 2018 الأربعاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

بيان عاجل من روسيا بشأن الانسحاب الأميركي من سورية

GMT 19:25 2018 الخميس ,20 كانون الأول / ديسمبر

نادي الشباب ينهي تدريباته استعدادًا لمواجهة الباطن

GMT 09:06 2018 الأربعاء ,19 كانون الأول / ديسمبر

القوات الإسرائيلية تعتقل فلسطينيين من محافظة طوباس

GMT 14:39 2018 الإثنين ,10 كانون الأول / ديسمبر

أبرز سيارات "سيدان" دخلت مصر لأول مرة هذا العام
 
Iraqtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Iraqtoday Iraqtoday Iraqtoday Iraqtoday
iraqtoday iraqtoday iraqtoday
iraqtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
iraq, iraq, iraq