اليأس الشعبي

اليأس الشعبي

اليأس الشعبي

 العراق اليوم -

اليأس الشعبي

بقلم: أحمد المالكي

انتهى اليوم الأول في جولة الإعادة من المرحلة الأولى والإقبال ضعيف جدا وبعيد عن كل ما يقال بأن هذه النسبة جيدة وبعيد عما تروجه الحكومة وتصريحات الوزراء حول النسبة العالمية للمشاركة وأن هذه النسبة جيدة.

هناك حالة يأس واضحة بلا شك وهذه الحالة أثرت سلبا على مشاركة الناس في هذه الانتخابات، وهذه الحالة اليائسة جاءت من فشل حكومة محلب التي كانت أفضل قليلا من الحكومة الحالية؛ لكن حكومة محلب وحكومة شريف إسماعيل لم تقدما أي جديد للشعب المصري وهذا خلق هذه الحالة اليائسة والبائسة في نفس الوقت.

ومن وجهة نظري حالة اليأس الشعبي الموجودة الآن قريبة جدا من الحالة التي عاش فيها الشعب المصري نكسة 67، قد يظن البعض أن توصيفي للحالة فيه مبالغة لكن هذا أمر واقع نحن نعيش الآن حالة اليأس بسبب غموض المستقبل، والسبب أيضا في هذه الحالة بعض الإعلام الذي يهلل أكثر من اللازم.

لكننا إذا أردنا الخروج من هذه الحالة علينا أن نعترف بما نمر به وعلينا أن نعيش حالة من المصارحة حول حقيقة الوضع، الناس الآن تنتظر حلا ولو كان هذا الحل مؤقتا لكل المشاكل التي تخص العدالة الاجتماعية التي هي غائبة الآن بلا شك بسبب الفشل الاقتصادي وبدلا من أن نبحث عن حلول جيدة لتحسين الاقتصاد نقوم بتعليق الشماعة على قضية حسن مالك ونختصر الفشل في شخص ينتمي إلى جماعة إرهابية.

إلى هذه الدرجة نعلق الفشل الاقتصادي في مصر على شخص مهما كان يمتلك من أموال أو يتحكم في مؤسسات اقتصادية وهذا من وجهة نظري عبث كبير جدا، الناس انتخبت الرئيس عبد الفتاح السيسي وهي علي أمل لأن يحقق لهم العدالة الاجتماعية.

صحيح أن الرئيس لا يتحمل الوضع كله لوحده لكن عليه أن يوضح لنا خططه وبرامجه لكيفية تحقيق العدالة الاجتماعية للبسطاء في المجتمع المصري، هذه الحكومة محسوبة على الرئيس وهناك حالة غليان في الأوساط العمالية وهناك احتجاجات عمالية موجودة وفي تزايد مثل عمال غزل المحلة وغيرهم بالإضافة إلى غضب أصحاب المعاشات بسبب تجاهل مطالبهم؛ لذلك يجب على الرئيس أن يختار رجالا قادرين على حل المشاكل الاقتصادية.

وأنا أؤيد بشدة الرأي الذي يرى أن عدم خروج الناس وخاصة الشباب للمشاركة في الانتخابات هي رسالة للرئيس السيسي بضرورة إجراء إصلاحات اقتصادية يشعر بها المواطن على المدى القريب لأنه للأسف الأسعار تلتهم دخول البسطاء والدخول ثابتة لا تتماشى مع هذه الارتفاعات الجنونية في الأسعار والتي لم يسبق لها مثيل من قبل.

إذا الرئيس عبد الفتاح السيسي يحتاج بالإضافة إلى معركته مع الإرهاب أن يخوض معركة أكبر وهي معركة البطون الخاوية حتى يخرج الناس من حالة اليأس الشعبي بعيدا عن الفشل السياسي للأحزاب والجماعات السياسية في مصر الذي يراه البعض باْن ما يحدث بالإضافة إلى الوضع المتردي للحالة المعيشية أيضا الحالة السياسية يعتبرها البعض عودة إلى نظام مبارك وعودة إلى برلمان مبارك.

وهناك من يتصور حتى الآن أننا نعيش في عصر الرئيس الأسبق مبارك حين قالت مواطنة لمراسل قناة فضائية في محافظة البحيرة ربنا يخلي الرئيس محمد حسني مبارك قبل أن ينبهها المراسل إلى أننا في عصر الرئيس السيسي ويبدو أنه بسبب ما نعيشه هذه الأيام جعلها تعبر عن حالة صادقة بداخلها سبقت لسانها قبل أن يذكرها المراسل بأنها عليها أن تستيقظ وتعرف أنها في عصر الرئيس السيسي الذي سبقه ثورتان والوضع لم يتغير والأحلام بالعيش والكرامة والعدالة الاجتماعية تبخرت ولم تعد مبادئ الثورة التي اتفق عليها الشباب في 25 يناير موجودة وأصبح العنوان الرئيس لهذه المرحلة اليأس الشعبي.

لكن هل ينجح الرئيس عبد الفتاح السيسي في الخروج بالشعب المصري من هذه الحالة إلى حالة أفضل كما نجح أجدادنا في تخطي حالة اليأس بعد67 إلى نصر كبير في73 وهل يعيد التاريخ نفسه هذا ما سوف تجاوب عليه الأيام المقبلة.

       

iraqtoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

اليأس الشعبي اليأس الشعبي



GMT 18:54 2019 الثلاثاء ,27 آب / أغسطس

جريمة انتهاك حرمة المسكن في القانون العراقي

GMT 20:50 2019 الأحد ,21 تموز / يوليو

يحدث عندنا.. ذوق أم ذائقة

GMT 12:52 2019 الأربعاء ,20 آذار/ مارس

قرار المحكمة الصهيونية مخالف للقانون الدولي

GMT 18:56 2018 الأربعاء ,05 كانون الأول / ديسمبر

أخونة الدولة

GMT 10:35 2018 الأحد ,02 كانون الأول / ديسمبر

عدن مدينة الحب والتعايش والسلام

GMT 09:10 2018 الخميس ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

ٰ مواطن يمني يبحث عن وطن بدون حواجز

GMT 10:58 2018 الجمعة ,26 تشرين الأول / أكتوبر

وذهب.. سوار الذهب!!

GMT 12:24 2018 الإثنين ,22 تشرين الأول / أكتوبر

"عقار جودة" وتسريب الأراضي الفلسطينية إلى المستوطنين

GMT 21:09 2020 الأربعاء ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

تعرف لقاءً مهماً أو معاودة لقاء يترك أثراً لديك

GMT 17:33 2019 الثلاثاء ,03 أيلول / سبتمبر

تتحدى من يشكك فيك وتذهب بعيداً في إنجازاتك

GMT 13:45 2021 الأربعاء ,10 شباط / فبراير

أبرز صيحات موضة بدلات ملونة بستايل عصري وجديد

GMT 13:25 2021 الأربعاء ,27 كانون الثاني / يناير

مجموعة من مجوهرات عروس فخمة من وحي أهم النجمات

GMT 01:30 2020 الثلاثاء ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

مايكروسوفت تجعل متصفح Edge أسرع وأكثر عملية

GMT 13:00 2019 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

طريقة إعداد حلوى "تشيز كيك اللوتس" الشهية

GMT 19:38 2017 الإثنين ,30 تشرين الأول / أكتوبر

واتساب تعلن عن خاصية مشاركة المكان بشكل مباشر

GMT 22:26 2018 الإثنين ,10 كانون الأول / ديسمبر

الشباب يواصل تدريباته على ملعب الأمير خالد بن سلطان

GMT 19:36 2018 الأربعاء ,17 تشرين الأول / أكتوبر

تحذير أممي من تعرض اليمن لأكبر مجاعة يشهدها العالم

GMT 01:22 2018 الثلاثاء ,03 تموز / يوليو

صيحات مميّزة للحقائب باللون الأبيض لصيف 2018
 
Iraqtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Iraqtoday Iraqtoday Iraqtoday Iraqtoday
iraqtoday iraqtoday iraqtoday
iraqtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
iraq, iraq, iraq