زاد ملتقى يحرك إيقاعات كل الناس ترقص في البستان
آخر تحديث GMT05:21:44
 العراق اليوم -

زاد ملتقى يحرك إيقاعات "كل الناس ترقص" في "البستان"

 العراق اليوم -

 العراق اليوم - زاد ملتقى يحرك إيقاعات "كل الناس ترقص" في "البستان"

بيروت ـ وكالات

قدم ملتقى "كل الناس ترقص" على خشبة مسرح "اميل البستاني"، الخميس، ضمن "مهرجان البستان"، في عرض تجاوز التأليف الموسيقي، الى عرض شامل بكل معنى الكلمة. عرض يحاكي الحداثة بكل أدواتها الجمالية، ومبتكراتها التقنية ليروي حكاية شعب كُتب عليه "الترحال" و "الترحيل"، ثم العودة، ثم النفي عن المنابع والارض وما تتمثل به هذه الحكاية من أحداث وآلام ومشاعر، إنهم شعب "البوشمان". سكان افريقيا الجنوبية الاصليون، أقدم إنسان وجد على وجه الأرض ـ حسب الدراسات. حكاية إنسان استطاع رغم كل القساوة في هذه الارض، أن يحافظ على بعض عاداته وتقاليده ولغته والتمسك بها في محاولات للإبقاء على عرقه وحمايته من الانقراض الذي يقترب منه سريعاً في دنيا الثورة المعلوماتية والمصالح السياسية. إلا أن الثورة المعلوماتية وظّفها زاد ملتقى في تجربة فريدة، أخرى في سلسلة تجاربه التي اعتدناها منه، حيث استلهام الارث في انتاج عمل ثوري معاصر حداثوي. وكما في عمله التجريبي مع "الزجل اللبناني" قبل سنوات، بدأ عرضه "كل الناس ترقص" على وقع مشهد افتتاحي على شاشة في خلفية المسرح، يمثل إشعال النار بالطريقة البدائية باحتكاك خشبتين ببعضهما عبر اليدين والتي ما تزال وسيلة "البوشمان" المتبعة حتى اليوم في اشعال النار". تنبثق نقطة ضوء تضيء وجه رجل، نسمع من فمه "طقطقة"، وفيما بعد تتناوب "الطقطقات" بينه وبين آخر، في حوار متناغم للدلالة على لغة هذا الشعب، الذي يستخدم الطقطقة" وأصوات أخرى عديدة اثناء الحوارات. المشهد المسرحي معتم إلا من أضواء تأتي، أحياناً من مصابيح يحملها الممثلون الثلاثة، وأحياناً عبر الشاشة الكبيرة في الخلفية التي تعرض مشاهد من تاريخ هذا الشعب وترحاله عبر الصحارى "صحراء كالاهاري" مروراً بالجبال الوعرة والوهاد الشاسعة، رحلات بكل آلامها وتساؤلات العيون الحائرة، الخائفة، الهلعة، وتفضح في آن ضعف الإنسان، الذي لا يرغب من هذه الحياة سوى العيش بسلام. ومن جهة أخرى جبروت الآخر الذي لا يتوانى عن إصدار أحكام بنفي شعب بكامله عن أرضه وترحيله، وإفقاده هويته. أحداث الشاشة تكمل عناصر المسرح الأخرى، الموسيقية منها والغنائية، والسرد الحكائي لنصوص مكثفة استعان بها ملتقى من كتاب الفيلسوف لورنس فان در بوست بعنوان "مملكة كالاهاري المفقودة"، وهو الكتاب الذي صدر عام 1950، في وقت لم يكن هناك من سمع بشعب "البوشمان". وبعدها انتشر صيتهم، خاصة من خلال رسومهم وفنونهم المبدعة التي تم اكتشافها، بعد ان تركوها خلفهم على جدران الكهوف والصخور، قبل أن يغادروا منبتهم ويتفرقوا في اصقاع الأرض. نصوص شعرية، نثرية، ذات خيال درامي، تراجيدي، من تعريب المسرحي الكبير انطوان ملتقى، كانت تبث (النصوص) على شاشتين نصبتا الى جانبي المسرح، الى اليمين شاشة تبث باللغة "السنغالية"، وإلى اليسار أخرى، تبث بالعربية، فيما النص الأصلي بالفرنسية ينطلق تارة عبر التسجيل المسبق، وتارة شخص آخر مباشرة من الفنانين الثلاثة الذين لعبوا ادوارهم على خشبة المسرح. عازف ساكسفون ومؤدي في آن، مغني تينور ومؤدي ايضاً، عازف ايقاعات ويؤدي حركات بعينها، فيما يشاركهم تقنيين في "الفيديو"، اضافة الى مهندس الصوت اللبناني فادي طبال، لتنعكس المؤثرات الصوتية وتتشابك في الصالة، والمستوحاة من أصالة هؤلاء "البوشمان" لتبرز على المسرح في غناءات أوبرالية وقلوب تروي آلامها، شهامتها ومروءتها، تناجي القمر والصحراء والليل الداجي تارة في سكون هانئ لا يدوم طويلاً، إذ تخرقه أصوات طبول عنيفة وترددات الطبيعة بتنوع موسيقاها، وذلك باستخدام العديد من أدوات ايقاعية أفريقية وأواني نحاسية وزجاجية وغيرها للتعبير عن أصداء الأمكنة ولوعة السير الطويل واللانهائي لشعوب، قد تصل الى مكان، أو تتوقف في نقطة لا عودة منها؟

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

زاد ملتقى يحرك إيقاعات كل الناس ترقص في البستان زاد ملتقى يحرك إيقاعات كل الناس ترقص في البستان



GMT 14:55 2020 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

فرقة المنيا للفنون الشعبية تتألق في احتفالية "دكان الفرحة"

GMT 11:55 2020 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

فرقة "كردان" في بيت السحيمي الاثنين

GMT 18:56 2019 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

"الطنبورة" تحتفل بذكرى انتصار بورسعيد على العدوان الثلاثي

GMT 18:54 2019 الأحد ,15 كانون الأول / ديسمبر

حفل جديد لسلمى مختار ببيت العود بالهراوي

GMT 18:57 2019 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

مختارات من مسرحيات وأغانٍ عالمية بمعهد الموسيقى العربية

GMT 20:58 2019 الثلاثاء ,15 تشرين الأول / أكتوبر

عرض "باليه كليوباترا"على المسرح الكبير في دار الأوبرا

GMT 19:37 2019 الثلاثاء ,15 تشرين الأول / أكتوبر

ألوان موسيقية تُطرب جمهور "منظار" في خريبكة

GMT 00:44 2018 الأحد ,09 كانون الأول / ديسمبر

عرض أمير البهجة وندى وشباكي في نادي السينما المستقلة

GMT 10:32 2018 الأربعاء ,05 كانون الأول / ديسمبر

جيش الاحتلال الإسرائيلي يعتقل 21 مواطنًا من الضفة الغربية

GMT 15:59 2018 الإثنين ,08 تشرين الأول / أكتوبر

أفضل أجهزة لاب توب تم الكشف عنها في معرض MWC 2018

GMT 09:18 2017 الإثنين ,25 كانون الأول / ديسمبر

كواليس تفوق محمد صلاح على ميسي في استفتاء لشبكة أميركية

GMT 18:23 2016 الخميس ,13 تشرين الأول / أكتوبر

ما أسباب الصداع عند المراهقين؟

GMT 19:35 2017 الإثنين ,03 إبريل / نيسان

طريقة عمل المكدوس الشامي

GMT 19:04 2019 الإثنين ,18 شباط / فبراير

"تويتر" يفضح مستخدميه وينتهك خصوصيتهم

GMT 19:04 2019 الأحد ,20 كانون الثاني / يناير

دار الأوبرا المصرية تحيي حفلًا فنيًا الخميس المقبل
 
Iraqtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Iraqtoday Iraqtoday Iraqtoday Iraqtoday
iraqtoday iraqtoday iraqtoday
iraqtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
iraq, iraq, iraq