الأمانوس الرواية المرآة للروائي والأديب السوري طاهر عجيب
آخر تحديث GMT05:21:44
 العراق اليوم -

"الأمانوس" الرواية المرآة للروائي والأديب السوري طاهر عجيب

 العراق اليوم -

 العراق اليوم - "الأمانوس" الرواية المرآة للروائي والأديب السوري طاهر عجيب

دمشق - سانا

الانطباع الأول الذي يخرج به القارئ عندما ينتهي من قراءة رواية "الأمانوس" للأديب والروائي طاهر عجيب هو الإعجاب بالجهد الكبير الذي بذله الكاتب لإنتاج هذا العمل الأدبي التأريخي الهام والذي يرصد من خلاله ظروف وإرهاصات تشكل وولادة حزب البعث العربي الإشتراكي في السابع من نيسان عام 1947 مسلطا الضوء في سياق ذلك على محطات ومنعطفات مرت بها البلاد على مستويات عدة في السنوات التي سبقت ميلاد الحزب ولاسيما ما يتعلق منها بمقاومة الاحتلال الفرنسي وإنجاز الاستقلال والروح الإيجابية التي تحلى بها المجتمع السوري بكل مكوناته في تلك المرحلة. الرواية الصادرة عن اتحاد الكتاب العرب قدم فيها الكاتب بنية سردية مدروسة بعناية فبالرغم من ضخامة العمل "484" صفحة استطاع عجيب الإمساك بخيوط الرواية وتواترها في خضم الأحداث الكثيرة وتعدد الشخصيات والأمكنة التي شملت كل البقاع السورية حيث تحولت فكرة البعث التي طرحها المفكر العروبي الكبير زكي الأرسوزي والمشار إليه بشخصية أحمد إلى تيار شعبي تمكن من فرض نفسه كحزب يمثل لسان حال الطبقة العاملة والفقيرة والمسحوقة في المجتمع السوري في ذلك الوقت. لعل الظروف الراهنة التي تمر بها سورية الآن ساهمت بظهور هذا العمل الأدبي إلى النور ولاسيما أن التاريخ يعيد نفسه من خلال عودة الصراع بأشكال جديدة بين الغرب الاستعماري والتيار العروبي المقاوم من جهة ومن جهة أخرى بين الفكر الذي ينشد التقدم والعلم وسيادة العقل والفكر الظلامي التكفيري المتخلف المسنود من أعداء الأمة وأذنابهم في المنطقة وفي الداخل من أصحاب المصالح الضيقة الذين راهنوا سابقا ويراهنون حاليا على قوى الخارج وتبعيتهم له. الرواية تكشف بأمانة وموضوعية طبيعة القوى السياسية التي كانت موجودة ..هويتها وانتماءاتها وأدوارها السلبية والإيجابية مركزة على الروح الإيجابية التي كان يحملها الشباب العربي السوري وطموحاته العريضة في قيام مجتمع سوري متطور وصولا إلى المجتمع العربي الموحد تحت شعار أمة عربية واحدة ذات رسالة خالدة. الأمانوس رواية شيقة مكتوبة بلغة عربية قلما تجدها إلا عند من أحب هذه اللغة إلى حد العشق ولعل خير ما يلخص ما جاء فيها هذه الأسطر التي زينت الغلاف الأخير... عندما يتحول السرد التاريخي إلى عمل أدبي روائي يكون الكاتب قد وضع نفسه أمام الاختبار الأصعب وإذا كانت رواية الأمانوس قد جاءت في السياق ذاته والنبوءة لم تتحقق وقتها وأن ما يسمى بـ"الربيع العربي" ما هو إلا محاولات لإجهاض الفكر التحرري الوحدوي العربي وما تشهده الساحة السورية من مقاومة لهذا المشروع الاستعماري الجديد فإن هذا وذاك يحدونا للقول .. ان الأيام التي أنتجت الأمانوس قد عادت وهي تحمل لواء الحرية تدق علينا الأبواب بأيد مضرجة فينفتح الداخل على مآثر البطل فيها وتذوب الكلمات الأرجوانية على جدايل الإشراق ليصنع منها أهل الضاد تيجان النصر يزينون بها بوابات البلدان المشرعة الآن نحو نافذة الوطن الأكبر.

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الأمانوس الرواية المرآة للروائي والأديب السوري طاهر عجيب الأمانوس الرواية المرآة للروائي والأديب السوري طاهر عجيب



GMT 07:49 2018 الثلاثاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

ريتا أورا تحتفل بألبومها الثاني الذي ينتظره الجميع

GMT 15:03 2020 الإثنين ,18 أيار / مايو

فساتين خطوبة مطرزة لإطلالة إستثنائية فخمة

GMT 04:09 2015 الأحد ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

علماء يعثرون على أصغر كوكب خارج المجموعة الشمسية

GMT 00:55 2017 الخميس ,06 إبريل / نيسان

فؤاد قرفي يكشف عن مجموعته الجديدة من الأزياء

GMT 00:26 2021 الأحد ,17 كانون الثاني / يناير

أجمل معاطف كيت ميدلتون موضة 2021 لمناسبة عيد ميلادها

GMT 10:42 2018 الثلاثاء ,04 كانون الأول / ديسمبر

البنك المركزي يصدر تعميم جديد يحدد سعر الصرف

GMT 08:01 2018 الأربعاء ,20 حزيران / يونيو

تعرف على أسعار سيارات نيسان "بيك أب" بعد زيادة يونيو

GMT 08:09 2018 الإثنين ,02 إبريل / نيسان

يارا تظهر بإطلالة مثيرة في فستان أخضر مميز
 
Iraqtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Iraqtoday Iraqtoday Iraqtoday Iraqtoday
iraqtoday iraqtoday iraqtoday
iraqtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
iraq, iraq, iraq