البصرة تشيِّع جثماني الصحافيين المغدورين لديها واستنكار واسع لاغتيالهما
آخر تحديث GMT05:21:44
 العراق اليوم -

أحمد عبد الصمد انتقد "الطرف الثالث" قبل استهدافه بقليل

البصرة تشيِّع جثماني الصحافيين المغدورين لديها واستنكار واسع لاغتيالهما

 العراق اليوم -

 العراق اليوم - البصرة تشيِّع جثماني الصحافيين المغدورين لديها واستنكار واسع لاغتيالهما

المراسل الصحافي أحمد عبد الصمد
بغداد - العراق اليوم

شيّع المئات من البصريين، أمس، جثمانَي المراسل الصحافي أحمد عبد الصمد، وزميله المصور صفاء غالي، اللذين اُغتيلا برصاص مجهولين في أثناء عودتهما من تغطية المظاهرات في البصرة، أول من أمس.

وانطلقت مراسم التشييع في ساعة مبكرة من الصباح بمنطقة الحكيمية باتجاه ساحة المظاهرات، ثم نُقل الجثمانان إلى مثواهما الأخير بمقبرة «وادي السلام» في النجف.

وأحمد عبد الصمد الذي يعمل مراسلاً لقناة «دجلة» الفضائية، معروف بمواقفه المناهضة للفساد والتدخلات الإيرانية والفصائل المسلحة الموالية لها. وقد وجّه عبر «فيديو» خاص، انتقادات لاذعة إلى «الطرف الثالث» والجماعات الموالية لإيران قبل ساعات قليلة من عملية اغتياله. وتساءل في الفيديو: «اعتقالات عشوائية للمتظاهرين في البصرة، وسؤالي هو: لماذا لم يحدث نفس الأمر حين تظاهروا أمام السفارة الأميركية ولم يتعرضوا للضرب، هل عرفتم الآن من هو الطرف الثالث؟». وأضاف: «لقد انكشفت الأوراق وأصبح اللعب على المكشوف، لقد انتهت لعبة أميركا وإيران وعلى الذيول أن يكفّوا عن التقافز، قضيتنا قضية وطن يا من ليس لديكم وطن».

وأحدثت جريمة الاغتيال المروعة صدمة شديدة داخل أوساط المتظاهرين والصحافيين في البصرة وعموم العراق. وأقامت ساحات التظاهر في بغداد وواسط والناصرية وبقية المحافظات، أمس، تشييعاً رمزياً للصحافيَّين، ونظم صحافيون وناشطون وقفة احتجاجية في ساحة كهرمانة وسط بغداد وترددت في أوساطهم اتهامات لـ«الجيوش الإلكترونية» التابعة للفصائل المسلحة بمسؤوليتها الضمنية عن عملية الاغتيال نتيجة عمليات التحريض الواسعة التي تقوم بها تلك «الجيوش» منذ أشهر ضد الصحافيين والناشطين المنتقدين للسلطات والفصائل المسلحة الموالية لإيران.

وفي مسقط رأس الضحيتين، مدينة البصرة، ردد متظاهرون غاضبون، أمس، هتافات «الثأر... الثأر... يا بصرة الأحرار» و«دم أحمد ما ننساه». واتهم المتظاهرون السلطات وأجهزتها الأمنية بـ«التواطؤ مع القتلة» والإخفاق في توفير الحماية للمتظاهرين والصحافيين.

وفيما لم تصدر حكومة تصريف الأعمال التي يرأسها عادل عبد المهدي أي بيان حول الحادث، تواصلت بيانات الإدانة والاستنكار لحادث الاغتيال من شخصيات ومنظمات مهنية عديدة، إلى جانب تنديد السفارتين البريطانية والأميركية في بغداد. وقالت الأخيرة في بيان أمس، إن «اغتيال واختطاف ومضايقة وترهيب الكوادر الإعلامية ونشطاء وسائل التواصل الاجتماعي المؤيدين للإصلاح في العراق من قِبل الجماعات المسلحة لا يمكن أن يستمر دون عقاب».

وأضافت سفارة واشنطن أن «الحكومة العراقية مسؤولة عن دعم حق العراقيين في حرية التعبير وحماية الصحافيين وضمان قدرة الناشطين المسالمين من ممارسة حقوقهم الديمقراطية من دون خوف من الانتقام، ولا يمكن أن يتم ذلك إلا بالعثور على الجناة وتقديمهم للعدالة». وبيّنت أن «حرية التعبير بمثابة حجر الزاوية في المجتمعات الديمقراطية».

بدروها، عدّت مفوضية حقوق الإنسان في العراق أن «استمرار استهداف الصحافيين والإعلاميين والناشطين بشكل ممنهج أمام ضعف الحكومة والمؤسسات الأمنية يثير الكثير من تساؤلات الرأي العام المحلي والمجتمع الدولي». وذكر عضو المفوضية علي البياتي، في حديث لـ«الشرق الأوسط»: «الرسالة التي تبعثها السلطات على المستوى المحلي مفادها أن كل مؤسسات الدولة تعمل ضمن المزاج السياسي والمصالح السياسية وعندما يتم استهداف هذه المصالح، سواء فيما بين هذه الجهات السياسية، كما لاحظنا ذلك سابقاً مرات عديدة، أو من الشعب وهو مطالِبٌ بحقوقه، كما هو الحال الآن، يتم تجميد كل هذه المؤسسات كأنها غير موجودة ويتم فسح المجال لعصابات الجريمة المنظمة لكي تقوم باستهداف المواطنين وبأشكال مختلفة ولأهداف مختلفة أيضاً».

ويرى البياتي أن «سيادة أي دولة لا تتحقق على المستوى الدولي إلا في ظل وجود دولة تحمي المواطن، وعند تنصلها من أداء هذا الواجب، فإن المجتمع الدولي ملزم بالتدخل من أجل حماية المواطن، ذلك أن حقوق الإنسان لا تتقيد بمساحة أو جغرافيا محددة».

وقال زعيم تيار «الحكمة الوطني» عمار الحكيم في بيان: «عمليات الاغتيال والتضييق والتهديد التي يتعرض لها الصحافيون وآخرها ما حصل للمراسل أحمد عبد الصمد والمصور صفاء غالي وسط البصرة، بحاجة إلى وقفة جادة من صانع القرار الأمني». وأضاف: «ونحن إذ ندين ونستنكر هذه الممارسات الإجرامية التي تعرض الكلمة الحرة في العراق للخطر نطالب الجهات الأمنية بالإسراع في كشف تفاصيل الحادث الإجرامي وتقديم الجناة للعدالة».

وعقب حادث اغتيال الصحافيين، غرد رئيس الوزراء السابق حيدر العبادي، قائلاً: «إن استهانت الحكومة بدماء العراقيين، استهانت الدول بكرامتنا وحياتنا، تباً لكم يا من استرخصتم دماءنا وكرامتنا وسيادتنا، ذبحونا بالقومية، وذبحونا بالطائفية، ويريدون ذبحنا بالتبعية».

أما النائب المستقل أحمد الجبوري، فرأى أن «كل من يحرض على المتظاهرين والداعمين لهم هو شريك للقتلة المجرمين الذين قتلوا لحد الآن أكثر من 500 متظاهر وناشط وإعلامي». واعتبر أن «اغتيال الصحافي الشهيد أحمد عبد الصمد مراسل قناة (دجلة) في البصرة يضاف لسجل جرائمهم».

وكتب القاص والأكاديمي البصري لؤي حمزة عباس، عبر صفحته في «فيسبوك»: «ليس غريباً ولا مفاجئاً أن يُقتل أحمد عبد الصمد، الإعلامي الشجاع، وزميله صفاء غالي فقد بات معروفاً أن مؤازري ثورة تشرين الشبابية، بلا استثناء، مشاريع قتل يومي، حتى صرنا نسمّي الأيام بأسماء الشهداء». وأضاف: «يكفي أن تصرّح بالحقيقة الواضحة وضوح الشمس، بأن البلد منتهَك وحياتنا مستباحة، حتى تضعك قوى الظلام التي تتقاسم السلطة على اللائحة، وما كان يغيب عن ذهن أحمد أنه على رأس اللائحة منذ اختار القول على الصمت، وفضّل التصريح على التلميح، فقتلته الأيدي الملوثة بدماء العراقيين كما قتلت الكثيرين في البصرة وسواها».

قد يهمك ايضا :

رئيس الوزراء البريطاني يهرب من الصحافيين داخل ثلاجة صناعية في يوركشاير

 

تقرير يرصد انتهاكات إسرائيل بحق الإعلام الفلسطيني بهدف "تغييب الرواية"

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

البصرة تشيِّع جثماني الصحافيين المغدورين لديها واستنكار واسع لاغتيالهما البصرة تشيِّع جثماني الصحافيين المغدورين لديها واستنكار واسع لاغتيالهما



GMT 06:51 2019 الأربعاء ,24 إبريل / نيسان

أناقة سكارليت جوهانسون في عرض فيلمها الجديد

GMT 15:48 2018 السبت ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

رامي عياش يحصد جائزة أفضل مطرب عربي لعام 2018

GMT 16:44 2017 الإثنين ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

الإفتاء" تردّ على فريدة الشوباشي بعد تصريحاتها ضد الشعراوي

GMT 02:04 2019 الثلاثاء ,30 إبريل / نيسان

سلاف فواخرجي تُنافس في موسم دراما رمضان 2019

GMT 10:42 2019 الخميس ,07 شباط / فبراير

أسعد يُشيد بإمكانات مصر في مجال التكنولوجيا

GMT 05:13 2019 الأربعاء ,16 كانون الثاني / يناير

شاحن "آبل" اللاسلكي"أير باور" في الأسواق قريباً

GMT 05:39 2018 الأربعاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

علي الحجار يستعدّ لطرح أغنيته الجديدة مع بداية عام 2019

GMT 00:30 2018 الثلاثاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

إيناس مكي تؤكّد أنها تحمسّت لـ"سرايا حمدين" بسبب الشخصية

GMT 13:08 2018 الأحد ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد إمام يبدأ تصوير فيلمه الجديد "لص بغداد"

GMT 22:52 2018 الجمعة ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

الثدي الصغير هو الأفضل لهذه الأسباب

GMT 03:43 2018 الأربعاء ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

إليكِ طرق مُميزة لتنسيق القمصان "المعرقة" موضة خريف 2018

GMT 13:15 2018 الأحد ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

الحزن يسيطر على نادي الصيد بعد وفاة اللاعب سيف أسامة

GMT 04:38 2018 السبت ,13 تشرين الأول / أكتوبر

"ساقية الصاوي" تنفي تأجيل حفلة الفنانة أنغام

GMT 23:34 2018 الثلاثاء ,02 تشرين الأول / أكتوبر

فلوكس يكشف سر عودة شائعات زواجه من هنا شيحة
 
Iraqtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Iraqtoday Iraqtoday Iraqtoday Iraqtoday
iraqtoday iraqtoday iraqtoday
iraqtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
iraq, iraq, iraq