كوميديا الموت الساخرة تستند في روائيتها بشأن الوضع السياسي في سورية
آخر تحديث GMT05:21:44
 العراق اليوم -

تفرعت منهما سلطاتٌ أخرى باتت أكثر فتكًا لها نكهة الدم والنحر

"كوميديا الموت الساخرة" تستند في روائيتها بشأن الوضع السياسي في سورية

 العراق اليوم -

 العراق اليوم - "كوميديا الموت الساخرة" تستند في روائيتها بشأن الوضع السياسي في سورية

رواية كوميديا الموت الساخرة
دمشق – العراق اليوم

هذه الرواية (الدار العربية للعلوم ناشرون) "موتٌ بالجملة... أو تكرارٌ لفعل الموت"، و"حياة الشخوص بُنيت على أحداث حقيقيّة (1975 - 2017)"، بهذا التنويه يُعرّف الكاتب فهد السيّابي روايته، ويفتتح مشهده الروائي بفعل الموت: "كريم مات"، مات موتًا مجانيًا بالجملة عندما اختارَ بحماس وطواعية اللعب مع النار؛ نار سلطتين قويتين، تفرعت منهما سلطاتٌ أخرى باتت أكثر فتكاً، لها نكهة الدم والنحر والفداء، الخاسر الوحيد فيها هو الإنسان السوري.

في هذه الرواية يكتب السيّابي في فضاء الموت أو ما يصفه بـ"كوميديا الموت الساخرة"، بصورٍ متنوعة، ومعانٍ مختلفة، تستند في روائيتها على الوضع السياسي في سورية منذ منتصف سبعينات القرن العشرين وحتى قيام الثورة في عام 2011، وتمتد وقائعها إلى عام 2018، وتتمظهر الأحداث من خلال رصد حياة عائلة سورية فقدت واحداً من أبنائها في الحرب المستعرة بين الأطراف المتنازعة على السلطة: "كريم الذي تحمس للثورة واقتلعته الوعود والآمال البرّاقة في استعادة (يوتوبيا) ضاعت في البلاد"، وكانت النتيجة أن فقد حياته وغيرُه من أعداء النظام، ممن اختاروا ألا يغادروا الوطن إلا جثّة؛ وآخرون، فقدوا حياتهم، ممن اختاروا الهجرة والرحيل، فارّين من موتٍ إلى موتٍ آخر وسط البحر، تهشّمهم أمواج غاضبة لا تتمنّى للمشرّدين واللاجئين النجاة، فارّين من وطنٍ لفظهم إلى حدودٍ مغلقة، وفي حالات كهذه هل يكون "الموت"، فرصة للنجاة؟ ولعل ترك السيّابي نهاية روايته مفتوحة بمثابة القول إن جراح الثورة لم تلتئم بعد، وإن هناك الكثير من الموت المُنتظر.

- من أجواء الرواية نقرأ:

"كريم مات. مثل عار، كان جسده ملقى على الصفيح المعدنيّ، بكفن متّسخ ومكرمش يكاد يغطّي جزأه السفليّ. رأسه مفكوكٌ من الرقبة، مثل خيطٍ غادرَ إبرته. كنت أفكّر، وعيناي جاحظتان ومنخرطتان في التجويف الضّخم للرقبة، أنّ خيار رجوع الرأس المجزوز إلى الرقبة، والالتئام بها مجدّداً، لم يعد متاحاً.

كنت مصعوقاً. أرتعش من الصدمة. على نحوٍ غريزيّ؛ ذراعاي تهدّلتا. حينما كُشف الغطاء عن الجثّة، لم أخضع لهمس الخاطر الذي انبعث على شكل وعي في دماغي، أنّ الرأسَ والجسدَ هما غصنان من أصل جذع واحد، وقد افترقا بضربة فأس الآن، وكانا يرجعان لجذع كريم".

وقد يهمك أيضا:

رواية "حزب الله" عن سقوط طائرتين في الضاحية الجنوبية في بيروت الأكثر رواجًا

"إصدار الترجمة العربيّة لرواية "بونساي" بعنوان "زهرة الحب

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

كوميديا الموت الساخرة تستند في روائيتها بشأن الوضع السياسي في سورية كوميديا الموت الساخرة تستند في روائيتها بشأن الوضع السياسي في سورية



GMT 11:34 2018 الإثنين ,29 كانون الثاني / يناير

10 " ميداليات ذهبية " في سباق رماية القرية التراثية

GMT 00:36 2017 الأربعاء ,13 كانون الأول / ديسمبر

منة الله سامي تكشف جمال المساحات الشاسعة في البلدان

GMT 15:10 2018 الثلاثاء ,11 كانون الأول / ديسمبر

مدرب يد تونس يكشف عن قائمة اللاعبين استعدادًا لمعسكر سوسة

GMT 01:33 2018 الجمعة ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

جمعة يؤكد أن دوره في "الممر" مختلف عن "يوم مصري"

GMT 23:33 2018 الثلاثاء ,16 تشرين الأول / أكتوبر

تعرف على عدد زيجات عمر الحريري في ذكرى رحيله

GMT 12:41 2015 الثلاثاء ,13 تشرين الأول / أكتوبر

فوائد الفراولة للمساعدة على التئام الجروح
 
Iraqtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Iraqtoday Iraqtoday Iraqtoday Iraqtoday
iraqtoday iraqtoday iraqtoday
iraqtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
iraq, iraq, iraq