شباب يبحثون عن كنوز المدينة الإغريقية قورينا في ليبيا
آخر تحديث GMT05:21:44
 العراق اليوم -

شباب يبحثون عن كنوز المدينة الإغريقية "قورينا" في ليبيا

 العراق اليوم -

 العراق اليوم - شباب يبحثون عن كنوز المدينة الإغريقية "قورينا" في ليبيا

شباب يبحثون عن كنوز المدينة الإغريقية "قورينا" في ليبيا
طرابلس - العراق اليوم

"من ليبيا يأتي الجديد".. مقولة نسبت إلى الفيلسوف أرسطو وأيضا إلى المؤرخ الإغريقي "هيرودوت" أصبحت الآن هي لسان حال الليبيين، في حديثهم عن تطورات أزمتهم التي طال أمدها، ومازالوا يأملون أن يجدوا الضوء في نهاية النفق المظلم.لكن الجديد يأتينا اليوم بما هو مبشر، فبعيدا عن السجال في ميدان السياسة، نجدنا في مدينة شحات (شرق ليبيا)، التي تمتاز بالمروج الخضراء، على عكس الصحراء الليبية الممتدة، وفي القلب منها أطلال "قورينا"، وهي بقايا مدينة ذات طراز إغريقي لا تخطئه العين، لتظن نفسك لوهلة من الزمن على جبل "الأوليمب" في اليونان، حيث حكايات "الميثولوجيا الإغريقية" عن أبطال يواجهون غضب آلهة متصارعين.

 

وشهدت المنطقة حراكا لم تعهده من قبل، بحسب  أستاذ الآثار بجامعة السيد محمد بن علي السنوسي الإسلامية أحمد أمريجي، الذي قال لـ "سكاي نيوز عربية" إن الجامعة نظمت بعثة تدريبية لطلاب قسم الآثار في كلية التاريخ والحضارة، لتنفيذ أعمال حفريات ضمن برنامج عملي لمادة التنقيب عن الآثار، لتكون أول "بعثة" ليبيا وعربيا تنقب في موقع التراث الإنساني العالمي "قورينا".

 

مدينة إغريقية في ليبيا

 

وتأسست مدينة شحات على أنقاض أخرى كانت تسمى "قورينا"، التي أنشأت في القرن السابع قبل الميلاد، من قبل مستوطنين إغريق قدموا من جزيرة كانت تعرف باسم "سانتوريني" وتقع إلى الشمال من جزيرة كريت، ومكثوا فيها بسبب كثرة الأمطار بمواسم الشتاء، حيث سكنوا أعلى موقع فيها ويعرف بـ"الأكروبول"، ثم نزلوا إلى مكان يدعى "نبع أبولو" وأسسوا عددا من المباني، وقد عاصرت المدينة الحضارة الأغريقية بشقيها "الكلاسيكي" و"الهلنستي"، وأيضا الحضارة الرومانية والبيزنطية.

 

ويؤكد أمريجي أن الطلاب والطالبات المشاركات في أعمال التدريب أتيحت لهم الفرصة لأول مرة كي يعملون في موقع أثري حقيقي، وهم بذلك يسهمون في المحافظة على هذا التراث الليبي والإنساني المهم.

 

وتحول الموقع المنسي إلى ورشة عمل كبيرة، حيث أخذ الشباب باستخدام المعاول وأدوات التنقيب الأخرى في البحث داخل الأرض عما قد يكون اكتشافا بارزا، وبالفعل عثروا على بعض القطع الأثرية القديمة، التي تحتاج إلى معرفة تاريخها بدقة، وإلى أي حقبة تعود.

 

وعن تلك التجربة تقول باحثة التاريخ القديم إيمان الصالح إنها استفادت منها للغاية، إذ أن موضوع دراستها يتركز على "المعبودة إيزيس" في ليبيا خلال العصرين الإغريقي والروماني.لذا كانت إيمان تتعامل مع الدراسة النظرية فقط في الكتب والمراجع، لكنها انتهزت الفرصة عند إعلان هذا النشاط لتسجل حضورها، قائلة لـ"سكاي نيوز عربية" إنها بذلك "حققت أحد طموحاتها في المشاركة بأحد الحفريات"، خاصة في إقليم برقة وبالتحديد بموقع "قورينا".

 

وبالمثل أبدت طالبة الآثار الإسلامية حنين نوري سعادتها بتلك المشاركة، قائلة إن تعليمهم في الجامعة نظري فقط، يفتقر للجانب العملي، وكانوا يتعاملون مع مادة التنقيب من خلال المحاضرات فقط، "لكن هذه المرة الأولى التي تتاح لهم الخروج إلى المواقع، وممارسة التنقيب بشكل تطبيقي".

 

"أول حفرية لليبيين"

 

ولم يستطع الطالب بقسم الآثار إبراهيم عبدالرازق أن يخفي حماسه عند اختياره ضمن المشاركين في تلك الفعالية، إذ أنها "أول حفرية لليبيين"، وهذا الأمر "يدعو إلى الفخر"، مضيفا أنه استفاد كثيرا من المعلومات التطبيقية التي تحصل عليها من العمل في الموقع.وتابع: "عند حضورنا اكتشفنا الكثير من الأمور، وبالطبيعة كانت العملية صعبة، لكن مع مساعدة أساتذتنا استفدنا كثيرا، ونطمح عندما تصل بعثة أجنبية للتنقيب في الموقع أن نكون من ضمن المشاركين فيها، وأتمنى أن أواصل العمل الأكاديمي حتى أصبح من بين الأساتذة الجامعيين".

 

وخلال عملهم، جاء عدد من الزوار الذين أبدوا في بداية الأمر تعجبهم من وجود بعثة تنقيب في المكان، قائلين إنهم لم يعلموا أن هناك كوادر ليبية تمتلك القدرات الفنية لذلك، لكن سريعا ما تحول شعور التعجب إلى إعجاب بهؤلاء الشباب الذين ينقبون عن الحفريات، مبدين افتخارهم بهم، لأنهم يحاولون العثور على بقايا من التراث والحضارة المدفونة في رمال ليبيا.كما أثنوا على التعاون بين الشباب وأيضا مشاركة الفتيات في الفعالية بشكل واضح، متمنين أن يتمكنون من العثور على كشف مهم، يعرف الجميع أكثر عن الحضارات الغائبة في بلادهم.يذكر أن هذه الفعالية تلقى دعما من المدرسة الأميركية للأبحاث الشرقية، بالتعاون مع السفارة الأميركية في ليبيا، ومنظمة ألفا، لأنها تأتي ضمن "أنشطة حماية موقع التراث العالمي في مدينة قورينا".

 

وقد يهمك أيضا

تعرف على تمثال "اليوغا" الهندي للمعبود الهندوسي "شيفا"

"بوذا العملاق" تمثال منحوت فى الصخر لن تصدق حجمه وعمره

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

شباب يبحثون عن كنوز المدينة الإغريقية قورينا في ليبيا شباب يبحثون عن كنوز المدينة الإغريقية قورينا في ليبيا



GMT 04:21 2017 الإثنين ,25 كانون الأول / ديسمبر

الفنانة صابرين تعرب عن سعادتها بـ"الجماعة" وتكريمها

GMT 08:10 2018 السبت ,22 أيلول / سبتمبر

ظهور نمط حياة اسكندنافي جديد في عالم الديكور

GMT 08:30 2017 الأحد ,24 كانون الأول / ديسمبر

محمود الموجي يطرح أساسيات المحافظة على مناعة الأطفال

GMT 01:17 2017 الأربعاء ,18 تشرين الأول / أكتوبر

تشكيلة "كريستيان ديور" لصيف 2018 ترفع شعار الأناقة

GMT 02:26 2012 الثلاثاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

النمل الأبيض يكتشف الذهب

GMT 03:06 2017 الثلاثاء ,10 كانون الثاني / يناير

شركة "ريزر" تعلن سرقة إثنين من الكمبيوتر المحمول لديها

GMT 08:40 2019 الإثنين ,29 إبريل / نيسان

"سريلانكا" تحظر النقاب بعد تعرضها لهجمات متطرفة

GMT 01:10 2019 السبت ,16 آذار/ مارس

التنورة ليست مجرد رقصة!

GMT 23:36 2019 الجمعة ,25 كانون الثاني / يناير

تعرف على طرق اختيار "النظارات الشمسية"

GMT 12:42 2019 الأحد ,20 كانون الثاني / يناير

قتلى في اعتداء انتحاري استهدف حاكم ولاية بافغانستان

GMT 10:23 2019 الثلاثاء ,01 كانون الثاني / يناير

تعرّفي على قواعد الإتيكيت الخاصة بتناول القهوة

GMT 17:20 2018 الأحد ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

تعرف على أعراض الإصابة بمتلازمة الإرهاق
 
Iraqtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Iraqtoday Iraqtoday Iraqtoday Iraqtoday
iraqtoday iraqtoday iraqtoday
iraqtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
iraq, iraq, iraq