عبدالله البصيص يُوضح على أنّ سلطة المجتمعات العربية جبارة تقهر الإبداع
آخر تحديث GMT05:21:44
 العراق اليوم -

لأنها تصفه بالعار إذا خرج عن حدود معينة وتختلف من مجتمع لآخر

عبدالله البصيص يُوضح على أنّ سلطة المجتمعات العربية جبارة تقهر الإبداع

 العراق اليوم -

 العراق اليوم - عبدالله البصيص يُوضح على أنّ سلطة المجتمعات العربية جبارة تقهر الإبداع

الروائي عبدالله البصيص
القاهره - العراق اليوم

شدد الروائي عبدالله البصيص على أن سلطة المجتمع العربي قاهرة للإبداع، مشيراً إلى أن بيئة كهذه ستكون منفرة لا جاذبة.أكد الروائي عبدالله البصيص أن سبب اختياره لبيئة الصحراء في روايته "طعم الذئب"، هو أن البدوي معروف ببعده عن الثقافات والفلسفة، وتعتبر أفكاره أولية، ومعرفته للحياة والأشياء التي حوله صادرة عن ذاته، لا عن خلفية ثقافية اكتسبها، لافتا إلى أن ذلك سهّل عليه أن يتعاطى مع الأمور بأولوياتها، وأشكالها الأولية بدون أي تعقيدات ثقافية ومرجعيات.

جاء ذلك في جلسة حوارية للبصيص مع مجلس "شما محمد للفكر والمعرفة"، على تطبيق "Zoom"، بحضور رئيسة المجلس الشيخة الدكتورة شما بنت محمد، وعدد من العضوات، وتضمنت الجلسة عدة أسئلة من المتابعين تمحورت حول الأسلوب المتبع في كتابة الرواية، وقضايا أخرى تعنى بالسرد.

بداية، تحدث البصيص عن فكرة رواية "طعم الذئب"، وقال إنها تدور حول الحياة، والإنسان، وتأثير مجتمعه عليه، فالمجتمع شارك في تشكيل الشخصية، و"هناك قيود نحن لم نخترها ولكن المجتمع فرضها علينا قسراً، فالإنسان هو الذي يضع قيودا على نفسه"، هكذا يقول الفيلسوف جان جاك روسو، ومن الأقوال الشائعة ضمن هذا الإطار، حديث غابرييل غارسيا ماركيز، "نحن نولد مرة واحدة ثم تتولى الحياة عملية والدتنا"؛ ويوضح البصيص "هذا كان المقصد من كتابة الرواية".

شاعر المليون

وتابع "أنا شاعر وشاركت بشاعر المليون في أبوظبي، واستفدت من ملكة الشعر التي لديّ ووظفتها في الرواية، فالقصائد الموجودة فيها كتبتها لرواية، أما اللغة الشاعرية فجمعت بين الجزالة، وسهولة اللفظ، ورشاقة التعبير".

وتحدث عن نهاية الرواية، وبيّن أنها نهاية مفتوحة، وأن كل قارئ سيخرج بنهايته الخاصة، أما عن فكرة المرأة في الرواية سواء أم ذيبان أو غيرها، فقال "فعل الشر يصدر من الرجل لأنه يطلب شيئا ما، والمرأة لا يصدر الشر منها إلا إذا كان دفاعا عن نفسها، فالمرأة لديها عطاء، وأسلوب، ومخاوف، وصفاتها تتماشى مع دورها، وسحرها يكمن في أنها تكون في طبيعتها وتلقائيتها".

سلطة قاهرة

وتحدث البصيص عن قضية الإبداع فقال "أنا لا أحب أن اضرب مثلا عن الغرب، لكن أحيانا نضطر إلى ذلك، يكثر الإبداع في الغرب، لأن عاداتهم وسلطة المجتمع على الفرد ليست كبيرة، ولا تشبه السلطة لدينا نحن العرب فهي قاهرة جداً، وهكذا بيئة تكون منفرة وليست جاذبة، لذلك فإن المبدعين في الغرب أكثر من المبدعين العرب، ونحن إذا خرج الفرد عن مسار المجتمع عندنا يتهم، لذلك هي سلطة قاهرة للإبداع".

وأشار إلى أن البيئة الخصبة في الإبداع هي أقل ما تكون سلطة المجتمع فيها، لافتا إلى أن المجتمع سلطته جبارة، لدرجة أنها تصل أحيانا إلى وصف الشخص بالعار إذا خرج عن حدود معينة، وتختلف هذه الحدود من مجتمع لآخر.

وحول تركيز الرواية على الفترة المسائية وتكرار أحداثها، قال البصيص "نحن العرب أجمل أوقاتنا في فترة الليل، فهو الوقت الذي يفضله الشعراء، وذيبان كشاعر يهوى الليل، ودائما الليل فيه شاعرية".

وتطرق إلى قراءاته من الكتب، وقال "قراءة الفلسفة وعلم النفس من الضرورات، لأنه هذا المجال يعطينا فهما للشخصيات، ودوافعها النفسية وأسباب ردود أفعالها".

دور النشر

من ناحية أخرى، تحدث البصيص عن الترجمة "للأسف صناعة النشر في الدول العربية متراجعة كثيراً عن الغرب، والكتاب عندما يصدر عندنا لا يستطيع الكاتب أن يقول إنه يريد أن يترجمه، ولكن دار النشر هي التي تعرضه للترجمة أو تستعين بمترجم لترجمته، وللأسف بعض دور النشر العربية ليست مهنية إلا قلة القليل منها، فهي تريد أن تبيع الكتب وتبحث عن الربح، ولا تهتم بوصول أي كتاب إلى الغرب، وأقصد أنها تهتم بخدمة الأدب العربي أو اللغة العربية خلال لغته الأم لا باللغات الأخرى".

وأضاف أن رواية "طعم الذئب" ترجمت إلى الصينية عن طريق شركة صينية تواصلت معه، ووافق على الترجمة.

ملحمة إنسانية

بدورها، قالت الشيخة شما بنت محمد بن خالد آل نهيان، في كلمة لها عن رواية البصيص "رواية (طعم الذئب) عمل مبدع، جعلنا نعيش أجواء صحراوية، فالصحراء حضور خاص، نستمد منها تاريخنا وقوة جذورنا التي رسخها أجدادنا على مر السنين، والرواية ملحمة إنسانية، ومع صفحاتها الأولى شعرت كأننا أمام مسرح بيئته صحراء حياتنا، تقف عليها جميع الشخصيات الإنسانية بكل إفرازاتها النفسية والحياتية".

وأشارت إلى أنه كأن هناك فجوة زمنية صنعتها الرواية، وأدخلتها فيها إلى زمن بعيد من تاريخ صحرائنا الذي مازال باقيا فينا بالكثير من تفاصيله، كم هي حاضرة فينا تلك الصحراء حتى في قسوتها.

قد يهمك أيضًا

النائبة ريزان الشيخ دلير تطالب رئاسة البرلمان باستئناف الجلسة وعدم التذرع بكورونا

برئاسة زوران زاييف بمقدونيا مؤيدو الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي يتقدمون في الانتخابات

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

عبدالله البصيص يُوضح على أنّ سلطة المجتمعات العربية جبارة تقهر الإبداع عبدالله البصيص يُوضح على أنّ سلطة المجتمعات العربية جبارة تقهر الإبداع



GMT 20:55 2021 الأربعاء ,06 كانون الثاني / يناير

أعد النظر في طريقة تعاطيك مع الزملاء في العمل

GMT 15:59 2019 الأربعاء ,01 أيار / مايو

تواجهك عراقيل لكن الحظ حليفك وتتخطاها بالصبر

GMT 16:09 2019 الأربعاء ,01 أيار / مايو

حلم السفر والدراسة يسيطر عليك خلال هذا الشهر

GMT 13:22 2018 الثلاثاء ,23 كانون الثاني / يناير

قيس الخزعلي قائد عصائب أهل الحق مطلوب بشكل رسمي في لبنان

GMT 23:25 2018 السبت ,20 كانون الثاني / يناير

سعر الريال السعودي مقابل ريال عماني الأحد

GMT 20:33 2017 الأحد ,15 تشرين الأول / أكتوبر

توقف حركة القطارات في الوجه القبلي إثر وقوع انفجار

GMT 02:51 2015 الخميس ,10 كانون الأول / ديسمبر

توقيف "تشكيل عصابي" نصب على شركات الرياض

GMT 15:53 2017 الإثنين ,19 حزيران / يونيو

نادي "القادسية" يتعاقد مع الشنقيطي لمدة 4 مواسم

GMT 02:31 2019 الأربعاء ,09 كانون الثاني / يناير

بلجيكا تحظر ذبح الحيوانات على الطريقة الإسلامية

GMT 09:54 2018 الأربعاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أطباء برازيليون يستخدمون جلد السمك في علاج الحروق

GMT 02:06 2018 الثلاثاء ,09 كانون الثاني / يناير

هالة صدقي تبدأ تصوير "الضاحك الباكي" الأسبوع المقبل

GMT 20:21 2017 الإثنين ,25 كانون الأول / ديسمبر

ليونيل ميسي يتفوق على كريستيانو رونالدو في استفتاء جديد

GMT 16:31 2014 الإثنين ,20 كانون الثاني / يناير

"النخيل" أروع شواطئ البحر المتوسط في العريش

GMT 21:12 2017 الثلاثاء ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

كاظم الساهر يحيي حفل الكريسماس في دبي

GMT 12:13 2017 الإثنين ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

سعر الجنية المصري مقابل الشلن الصومالي الاثنين

GMT 09:34 2017 الثلاثاء ,17 تشرين الأول / أكتوبر

رسومات سرقت إعجاب كارول سماحة عن بشار الأسد وترامب

GMT 09:47 2017 الإثنين ,16 تشرين الأول / أكتوبر

بريشة : اسامة حجاج

GMT 02:46 2017 الثلاثاء ,10 تشرين الأول / أكتوبر

دراسة حديثة تكشف تأثير التأمل على أنشطة الدماغ
 
Iraqtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Iraqtoday Iraqtoday Iraqtoday Iraqtoday
iraqtoday iraqtoday iraqtoday
iraqtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
iraq, iraq, iraq