تقنية جديدة لصيانة كارتوناج المومياوات المصرية
آخر تحديث GMT05:21:44
 العراق اليوم -

يستخدم العلماء مواد النانو مع وسائل الترميم التقليدية

تقنية جديدة لصيانة "كارتوناج" المومياوات المصرية

 العراق اليوم -

 العراق اليوم - تقنية جديدة لصيانة "كارتوناج" المومياوات المصرية

تقنية جديدة لصيانة "كارتوناج"
القاهرة - العراق اليوم

بعد التأكد من قصور بعض المواد التقليدية التي يستخدمها المرممون الأثريون في تقوية وترميم كارتوناج المومياوات المصرية، إذ أثرت على طبيعة الأثر ولم تحسن من الخواص الفيزيائية والميكانيكية للكارتوناج بالقدر المطلوب، حاولت دراسة جديدة حلها، عبر اللجوء إلى ما يعرف بـ«تكنولوجيا النانو»، وحصلت الباحثة المصرية أسماء مصطفى حسين، بهذا الحل الجديد، على درجة الدكتوراه من كلية الفنون الجميلة بجامعة المنيا المصرية.

الكارتوناج هو نوع من أغلفة المومياء المصرية استخدمه القدماء المصريين للحفاظ على موتاهم لاعتقادهم بالبعث والخلود والحياة الأخرى بعد الموت، ونفذ الفنان المصري القديم الأغلفة بمثالية بالغة اختلفت من فترة زمنية لأخرى، والقاسم المشترك بين الفترات جميعها، هو أن الكارتوناج يتكون من مواد عضوية وغير عضوية، سواء عندما كان عبارة عن طبقات من الكتان أو البردي المغطى بطبقة من الجسو (مزيج من الطلاء الأبيض يتكون من مادة رابطة ممزوجة بالطباشير، أو الجبس، أو الأصباغ، أو أي خليط من هذه المواد)، وطبقة ألوان وأحياناً طبقة تذهيب حيث المناظر الدينية والنصوص الجنائزية.

ويظهر الكارتوناج في أحيان أخرى على هيئة قطعة واحدة تغطي المومياء بالكامل أو على هيئة قطع منفصلة (قناع يغطي الرأس والكتفين - صدرية توضع على الصدر - مئزر يوضع على الساقين - صندل وهو يلبس في القدم).
ولاحتوائه على مواد عضوية وغير عضوية، فهو يحتاج إلى عناية تامة عند الترميم، ومن أهم المشاكل التي تواجه المرممين في هذا الإطار هو ضعف الكارتوناج وتعرضه للتلف بسبب سمكه الضئيل مما يعرضه للكسر والتلف، لذلك تعتبر عملية التقوية خطوة مهمة من خطوات الصيانة العلاجية للكارتوناج، من خلال استخدام مواد التقوية المناسبة مثل «راتنجات الأكريليك» و«مشتقات السليلوز» التي تحسن من خواص المادة.

وخلال الدراسة ألقت الباحثة الضوء على إدخال التكنولوجيا الحديثة (تكنولوجيا النانو) في مجال علاج وصيانة الكارتوناج للعمل على تحسين خواصه، مع إجراء مقارنة بينها وبين مواد التقوية التقليدية للوقوف على مميزات وعيوب كل منهما.
وشملت الدراسة تجارب لاختيار أنسب مواد التقوية لكارتوناج غطاء قدم، وذلك من خلال إجراء مقارنة بين مواد التقوية التقليدية والنانوية على عينات مشابهة للكارتوناج موضوع الدراسة، حيث تم تنفيذ عينات تجريبية مشابهة لتركيب الكارتوناج الأثري ثم تم تعريض العينات للتقادم الصناعي المعجل (إخضاع العينة لحرارة ورطوبة بشكل مكثف لإحداث تأثير يحدث خلال آلاف السنين)، ثم تم تقويتها بعدد من مواد التقوية المختفة، ثم تم تعريضها مرة أخرى لعمليات التقادم الصناعي، وذلك لدراسة مدى مقاومة العينات للظروف الجوية، ثم تم تقييم النتائج من خلال ملاحظة تأثير هذه المواد على المظهر العام للعينات، كما تم إجراء تقييم مورفولوجي للعينات باستخدام الميكروسكوب الإلكتروني الماسح، وفي النهاية تم تقييم تأثير مواد التقوية المختارة على تثبيط الفطريات المعزولة من كارتوناج غطاء القدم الأثري.
وتقول الباحثة في تصريحات خاصة لـ«الشرق الأوسط»: «أظهرت نتائجنا أن استخدام مواد النانو منفردة (مثل جزيئات نانو هيدروكسيد الكالسيوم) لتقوية الكارتوناج لم يعط النتائج المرضية والمرجوة، حيث تبين أن بعض المواد التقليدية قد تعطي نتائج أفضل عن استخدام مواد النانو منفردة، وهذا يؤكد أنه رغم التوافق الكيميائي لجزيئات نانو هيدروكسيد الكالسيوم المنفردة مع مكونات الكارتوناج إلا أنها لم تحقق نتائج جيدة إلا عند استخدامها مع مواد التقوية التقليدية، وبذلك لا يمكن الاستغناء عن مواد التقوية التقليدية في مجال ترميم الآثار».

وتضيف: «يجب أن يكون هناك توافق بين مادة النانو ومادة التقوية التقليدية عند استخدامها كخليط، لكي يحدث تحسين لخواص المادة، وتبين أن أفضل مادة حسنت من خواص عينات الكارتوناج هي (البارالويد ب72) المدعم بجزيئات نانو هيدروكسيد الكالسيوم».
وحول أسباب العمل على عينات تجريبية وليست حقيقية، تقول د.فاطمة مدكور المشرفة على الدراسة لـ«الشرق الأوسط»: «لا يمكن تعريض الآثار للتجارب، ولكن ما يحدث هو أنه لدى وزارة الآثار بعض القطع المتاحة للبحث العلمي، فأخذنا عينة من قطعة كارتوناج بمنطقة سقارة الأثرية، وقمنا بمحاكاة تلك القطعة، وأخضعنا القطعة الجديدة لعملية التقادم الصناعي لإحداث تأثير يمكن أن يحدث بالقطعة الأصلية بعد آلاف السنين، ثم بدأنا ننفذ تجاربنا على القطعة الجديدة، وعندما توصلنا لنتيجة موثقة قامت الباحثة باستخدام ما توصلت إليه في ترميم كارتوناج حقيقي، وتضمنت الرسالة صورا للكارتوناج الحقيقي وعملية الترميم التي قامت بها الباحثة».

قد يهمك أيضًا: 

 ورشة علمية تؤكد على اهمية المومياوات المصرية في إعادة كتابة التاريخ

 

معرض الكتاب يكرم قنصل نيجيريا لإسهاماته الثقافية

 

 

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

تقنية جديدة لصيانة كارتوناج المومياوات المصرية تقنية جديدة لصيانة كارتوناج المومياوات المصرية



GMT 00:44 2018 الأحد ,09 كانون الأول / ديسمبر

عرض أمير البهجة وندى وشباكي في نادي السينما المستقلة

GMT 10:32 2018 الأربعاء ,05 كانون الأول / ديسمبر

جيش الاحتلال الإسرائيلي يعتقل 21 مواطنًا من الضفة الغربية

GMT 15:59 2018 الإثنين ,08 تشرين الأول / أكتوبر

أفضل أجهزة لاب توب تم الكشف عنها في معرض MWC 2018

GMT 09:18 2017 الإثنين ,25 كانون الأول / ديسمبر

كواليس تفوق محمد صلاح على ميسي في استفتاء لشبكة أميركية

GMT 18:23 2016 الخميس ,13 تشرين الأول / أكتوبر

ما أسباب الصداع عند المراهقين؟

GMT 19:35 2017 الإثنين ,03 إبريل / نيسان

طريقة عمل المكدوس الشامي

GMT 19:04 2019 الإثنين ,18 شباط / فبراير

"تويتر" يفضح مستخدميه وينتهك خصوصيتهم

GMT 19:04 2019 الأحد ,20 كانون الثاني / يناير

دار الأوبرا المصرية تحيي حفلًا فنيًا الخميس المقبل

GMT 00:45 2018 الخميس ,18 تشرين الأول / أكتوبر

نسرين أمين تكشف عن رغبتها في تجسيد شخصية سامية جمال

GMT 14:39 2018 الخميس ,27 أيلول / سبتمبر

YouTube يضيف دعم HDR على أجهزة iPhone XS وXS Max

GMT 04:49 2018 الجمعة ,21 أيلول / سبتمبر

محمد الشرنوبي يُبدي سعادته بالتعاون مع أنغام
 
Iraqtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Iraqtoday Iraqtoday Iraqtoday Iraqtoday
iraqtoday iraqtoday iraqtoday
iraqtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
iraq, iraq, iraq