تفسير قوله تعالى ولقد كرمنا بني آدم
آخر تحديث GMT05:21:44
 العراق اليوم -

تفسير قوله تعالى "ولقد كرمنا بني آدم"

 العراق اليوم -

 العراق اليوم - تفسير قوله تعالى "ولقد كرمنا بني آدم"

"ولقد كرمنا بني آدم"
القاهرة - العرب اليوم

يتناول علماء مركز الفتوى بالأزهر الشريف اليوم معني الكرامة، من خلال قول الحق سبحانه "وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ" { الإسراء : آية 70}.

الكرامةُ مقوّم أصيلٌ من مقومات الإنسانيّة، ومن دعائم القدرة على السواء في التّعامل، ولقد تعاهد الله الإنسان منذ خلقه بالتّكريم، فخلقه بيده، وأمر الملائكة بالسجود له، إمعانًا في إظهار كرامته على مولاه، قال سبحانه:

"وَلَقَدْ خَلَقْنَاكُمْ ثُمَّ صَوَّرْنَاكُمْ ثُمَّ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ لَمْ يَكُنْ مِنَ السَّاجِدِينَ" {الأعراف: آية11} وإتمامًا للكرامةِ فقد خلقه في أحسن صورة، قال تعالى: "وَصَوَّرَكُمْ فَأَحْسَنَ صُوَرَكُمْ" {غافر: 64} ومن إكرامِ ابن آدم أن حباهُ الله العقل والفهم، والنّطق، والقدرةَ على الإبانة، والتمييز، وتدبير أمر المعاش والمعاد، وأن جعله متصرفًا في طيّبات الأرض، كلّها مسخّرةٌ له، ومن أعظم صور التكريم المخاطبة بالشرائع، وحصر التوجه بالعبوديّة إلى الله وحده، وتحرير الإنسانية من أغلال الوثنية، وعبوديّة الفكر، ومن ذلك جعل التّقوى هي المعيار الأساسيّ الّذي يتفاضلُ به البشر، وليس الجنس، أو اللون، أو الصورة، يقول الله تعالى في سورة الحجرات: "إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقاكُمْ" { الحجرات : آية 13} الأمر الذي جهر به النّبي – صلى الله عليه وسلم – مذكرًا في حجّة الوادع: "أَلَا لَا فَضْلَ لِعَرَبِيٍّ عَلَى عَجَمِيٍّ، وَلَا لِعَجَمِيٍّ عَلَى عَرَبِيٍّ، وَلَا أَحْمَرَ عَلَى أَسْوَدَ، وَلَا أَسْوَدَ عَلَى أَحْمَرَ، إِلَّا بِالتَّقْوَى" فمن أراد الكرامةَ حقّ الكرامة، فليتّق الله، ومن كرامة الإنسان على الله كذلك أن عقد له الخلافة في الأرض، ووكل إليه إعمارها، وحمّله أمانة ومسئولية القيام بذلك على أوفق الوجوه، وربط له ذلك بأهداف عليا محررًا إرادته، ومطلقًا لها العنان في أنْ تشرّق وتغرّب، ما دامت تسيرُ على منهاج الله، إنّ حفظ كرامة الإنسان هو ما تصلح معه المطالبة بالتبعة، وتتحقق به المسئولية، والقرآن الكريم مشحون بالآيات التي تنهى عن ظلم الإنسان، بأي صورة من صور الظلم بما في ذلك النّيل من كرامته، إن النفوس الكريمة تستشرف للمهام الكريمة، وتقهر الصعاب، أمّا ذلك الّذي يرغم الأنفس تحت صنوف المذلة والمهانة فلا أرضًا قطعَ، ولا ظهرًا أبقى.

نقلًا عن بوابة الأهرام

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

تفسير قوله تعالى ولقد كرمنا بني آدم تفسير قوله تعالى ولقد كرمنا بني آدم



GMT 00:44 2018 الأحد ,09 كانون الأول / ديسمبر

عرض أمير البهجة وندى وشباكي في نادي السينما المستقلة

GMT 10:32 2018 الأربعاء ,05 كانون الأول / ديسمبر

جيش الاحتلال الإسرائيلي يعتقل 21 مواطنًا من الضفة الغربية

GMT 15:59 2018 الإثنين ,08 تشرين الأول / أكتوبر

أفضل أجهزة لاب توب تم الكشف عنها في معرض MWC 2018

GMT 09:18 2017 الإثنين ,25 كانون الأول / ديسمبر

كواليس تفوق محمد صلاح على ميسي في استفتاء لشبكة أميركية

GMT 18:23 2016 الخميس ,13 تشرين الأول / أكتوبر

ما أسباب الصداع عند المراهقين؟

GMT 19:35 2017 الإثنين ,03 إبريل / نيسان

طريقة عمل المكدوس الشامي

GMT 19:04 2019 الإثنين ,18 شباط / فبراير

"تويتر" يفضح مستخدميه وينتهك خصوصيتهم

GMT 19:04 2019 الأحد ,20 كانون الثاني / يناير

دار الأوبرا المصرية تحيي حفلًا فنيًا الخميس المقبل

GMT 00:45 2018 الخميس ,18 تشرين الأول / أكتوبر

نسرين أمين تكشف عن رغبتها في تجسيد شخصية سامية جمال

GMT 14:39 2018 الخميس ,27 أيلول / سبتمبر

YouTube يضيف دعم HDR على أجهزة iPhone XS وXS Max

GMT 04:49 2018 الجمعة ,21 أيلول / سبتمبر

محمد الشرنوبي يُبدي سعادته بالتعاون مع أنغام
 
Iraqtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Iraqtoday Iraqtoday Iraqtoday Iraqtoday
iraqtoday iraqtoday iraqtoday
iraqtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
iraq, iraq, iraq