إيران صراع المعارضة والموالاة على مواقع التواصل الاجتماعي
آخر تحديث GMT05:21:44
 العراق اليوم -

إيران: صراع المعارضة والموالاة على مواقع التواصل الاجتماعي

 العراق اليوم -

 العراق اليوم - إيران: صراع المعارضة والموالاة على مواقع التواصل الاجتماعي

طهران ـ العرب اليوم

حين انطلقت شرارة "الثورة الخضراء" في إيران، اكتشفت المعارضة أهمية مواقع التواصل الاجتماعي كوسيلة لتحفيز الشارع. وهو ما انتبه إليه النظام جيّدا، فسارع إلى الاستيلاء على تلك المواقع. فنشب صراع محموم حولها بين الفريقين. على موقع إلكتروني يحمل عنوان "الحوار"، نُشر شريط فيديو للمعارض، فؤاد سجودي فريماني، وهو يحاور، توحيد عزيزي، المؤيد لنظام "الملالي" ورموزه في طهران. ويتضمن الشريط المصور حوارا ساخنا بين الرجلين، يدور موضوعه حول ملف الانتخابات الرئاسية، ويبحث في دلالات "حرية ونزاهة الانتخابات". ودعا الاثنان معا، مناصريهم إلى المشاركة في النقاش وطرح الأسئلة على الفريق الآخر، وتقديم مداخلاتهم حول الموضوع. وتظهر أشرطة مسجلة أخرى، نشرت على الموقع ذاته، كل منهما وهو يوجه انتقادات لاذعة للطرف الآخر، ويعرض الأدلة والبراهين التي تأكد عدم صحة موقف الطرف المعاكس، داعيا مناصري الأخير إلى التأمل في طبيعة مواقفهم. وهكذا أضحى موقع "حوار"، أول خطوة تقوم بها المعارضة الإيرانية، في سبيل فتح باب الحوار مع مؤيدي النظام. في ما لم تقم الحكومة بأي خطوة مماثلة. على الانترنت، لا يمكن للمرء إلا أن يستشف الغضب، والارتياب والخوف والكراهية بين معسكري المعارضة والموالاة في إيران، خاصة بعد الأحداث التي شهدتها البلاد عقب الانتخابات الرئاسية السابقة (2009). وفي هذا الصدد، يؤكد فؤاد سجودي، مؤسس موقع "حوار" على ضرورة "وقف الكراهية المتبادلة، والبحث عن سبل للحوار، لأنها الوسيلة الوحيدة لكي نفهم بعضنا البعض". فيسبوك للموالاة فقط بالنسبة لفريماني، هناك فرق كبير بين موظفي شرطة الانترنت في إيران وبين مناصري الحكومة والنظام. ففي الوقت الذي تمارس فيه تلك المؤسسة الرسمية الرقابة وتطارد وتزعج المعارضين، يستعمل مناصرو النظام فيسبوك كغيرهم من مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي، للتعبير عن آراءهم والتحاور مع الآخرين والحصول على المعلومات عن الفريق المنافس". ورغم الرقابة الشديدة التي تمارسها الأجهزة الأمنية على الانترنت، تبقى مواقع التواصل الاجتماعي المنبر الوحيد في إيران الذي يعبر الناس من خلاله عن آرائهم بحرية. ولهذا تحظى تلك المواقع بشعبية كبيرة بين أوساط المعارضة. وكلما اشتهر موقع على فيسبوك أو تويتر وزادت شعبيته، كلما سارعت السلطات إلى حجبه. وفي الوقت ذاته يقول الناشطون، إن عدد المواقع المؤيدة للنظام في ازدياد مهول، لأن استخدامها يعتبر "نوعا من أنواع الجهاد، فمحاربة العدو جهاد وإن تعددت أشكاله"، ويوضح خبير الانترنت الإيراني، علي نيكويي الذي يعيش في هولندا، أنه "عادة ما يستغل الإسلاميون الانترنت للقيام بحملات دعائية". دعاية سياسية عبر الخداع وفي شباط/ فبراير 2013 أطلق خبراء الانترنت من المعسكر المؤيد للنظام مدونات وصفحات على فيسبوك لصحفيين يعيشون بالخارج، ويعملون لقنوات إذاعية تلفزيونية باللغة الفارسية. ويشرح ناشط على صفحات الانترنت معروف باسم "وحيد أولاين" - له أكثر من 15 ألف متابع على موقع تويتر- ما حدث بالقول "يقوم مؤيدو النظام بإطلاق مواقع على الفيسبوك ومدونات تبدو للوهلة الأولى لشخصيات معارضة، لكنهم يمررون عبرها "بروباغندا" (دعاية سياسية) مؤيدة للنظام". بدوره، يضيف علي نيكويي أن النظام "يستعمل أساليب لإزعاج المعارضين على الشبكة. وذلك من خلال نشر تعليقات تدعو للكراهية والعنف على فيديوهات أو على مواقع الفيسبوك، أو يصنفوها على أنها أفلام خليعة لكي يتم حجبها بسرعة". وأثناء "الثورة الخضراء"، تم استعمال مواقع التواصل الاجتماعي بقوة لتحفيز الناس على التظاهر، ولنقل مجريات الأحداث إلى الخارج. وحسب "وحيد أولاين،" اكتسب النظام قدرة إضافية على استخدام الانترنت لأغراض تبشيرية، فـ"لديه المال الكافي، والتأثير السياسي إلى جانب التنظيم المؤسساتي الضروري لذلك". في المقابل، يسقط الإنسان العادي المعارض عرضة للمتابعة والخوف". الصراع من أجل الانترنت وحسب نيكويي، تستقطب شرطة الانترنت متطوعين للتجسس على مواقع المعارضة بمواقع التواصل الاجتماعي. ومن أجل ذلك يتقاضون سبعة دولارات للساعة الواحدة. وهو مبلغ كبير بالنسبة للإيرانيين. ووفق دراسة حديثة لموقع "ViewDNS" الإحصائي، الذي يبحث عدد مستخدمي الانترنت وعدد المواقع وغيرها، تم في إيران فحص موقع واحد من أصل أربعة بدقة. يضاف إلى ذلك، أن طهران رفعت درجة الرقابة إلى أعلى مستوياتها، حتى تمنع تصفح مواقع التواصل الاجتماعي، وذلك في إطار التحضيرات للانتخابات الرئاسية. الحوار بين المعارضة والموالاة، أمر غير مرغوب فيه لدى الجانب الرسمي. ولهذا حذف التسجيل الحواري بين فؤاد سجودي فريماني وتوحيد عزيزي على موقع "المؤسسة" التابع للحكومة. من جهته، يقول سجودي "يسعى الخطاب الرسمي في الدولة الإسلامية دائما إلى تقديم المعارضين، كمنافقين، غير أخلاقيين، وكجواسيس يعملون لصالح الغرب. وذلك لكي يمنعوا مناصريهم من اكتشاف أن هؤلاء المعارضين هم أصلا مواطنون يحبون وطنهم بذات القدر ويتطلعون إلى إصلاحه". ولذلك، يضيف سجودي "يرفض النظام مواقع الحوار، ويحذف جميع التسجيلات المتعلقة به".

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

إيران صراع المعارضة والموالاة على مواقع التواصل الاجتماعي إيران صراع المعارضة والموالاة على مواقع التواصل الاجتماعي



GMT 21:09 2020 الأربعاء ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

تعرف لقاءً مهماً أو معاودة لقاء يترك أثراً لديك

GMT 17:33 2019 الثلاثاء ,03 أيلول / سبتمبر

تتحدى من يشكك فيك وتذهب بعيداً في إنجازاتك

GMT 13:45 2021 الأربعاء ,10 شباط / فبراير

أبرز صيحات موضة بدلات ملونة بستايل عصري وجديد

GMT 13:25 2021 الأربعاء ,27 كانون الثاني / يناير

مجموعة من مجوهرات عروس فخمة من وحي أهم النجمات

GMT 01:30 2020 الثلاثاء ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

مايكروسوفت تجعل متصفح Edge أسرع وأكثر عملية

GMT 13:00 2019 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

طريقة إعداد حلوى "تشيز كيك اللوتس" الشهية

GMT 19:38 2017 الإثنين ,30 تشرين الأول / أكتوبر

واتساب تعلن عن خاصية مشاركة المكان بشكل مباشر

GMT 22:26 2018 الإثنين ,10 كانون الأول / ديسمبر

الشباب يواصل تدريباته على ملعب الأمير خالد بن سلطان

GMT 19:36 2018 الأربعاء ,17 تشرين الأول / أكتوبر

تحذير أممي من تعرض اليمن لأكبر مجاعة يشهدها العالم

GMT 01:22 2018 الثلاثاء ,03 تموز / يوليو

صيحات مميّزة للحقائب باللون الأبيض لصيف 2018
 
Iraqtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Iraqtoday Iraqtoday Iraqtoday Iraqtoday
iraqtoday iraqtoday iraqtoday
iraqtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
iraq, iraq, iraq