في بغداد كيف أعاد الحراك الشعبي الحياة للصناعة المحلية
آخر تحديث GMT05:21:44
 العراق اليوم -

في بغداد.. كيف أعاد الحراك الشعبي الحياة للصناعة المحلية؟

 العراق اليوم -

 العراق اليوم - في بغداد.. كيف أعاد الحراك الشعبي الحياة للصناعة المحلية؟

المبادرة أنشئت بدعم من وزارة الثقافة
بغداد - العراق اليوم

بعد غياب شبه مطلق للصناعة العراقية عقب سقوط النظام السابق، ترسم احتجاجات العراقيين خارطة استهلاكية جديدة، مبنية على صناعة ثقافة الانتماء للوطن، وتفضيله على هوياتهم الفرعية الضيقة، يشمل ذلك استهلاك المنتج المحلي كأولوية أمام البضائع الاجنبية، ليفتتح سوق في العاصمة بغداد، مخصص لعرض المنتجات المحلية والأعمال اليدوية، مع حضور لافت للأسر العراقية.

وقالت زينب حسين (25 عاما) وهي إحدى المتبضعات إن "مجيئها للسوق أول أيام افتتاحه جاء نتيجة رغبتها في تشجيع المنتج المحلي، منجذبة لفكرة إنشاء السوق، ماجعلها تقتني بعض الأزياء والإكسسوارات المعروضة، التي تضاهي في جودتها المنتجات الأجنبية كما تدعي".

فيما أكدت المصصمة هلا خليل (29 عاما) أنها "تعرض أزياء للأطفال، وتخصصها بالأطفال جاء بعد أن تخرجت من كلية الفنون الجميلة ببغداد، مبتدئة بتصميم فساتين لابنتها الصغيرة، وساعدها في اختيار التصميم كمهنة رواج بعض أزيائها على وسائل التواصل الاجتماعي".

وبينت هلا أيضا أنها "تصمم القماش وتطرزه، فضلا عن تصميمها لنوع الفستان أو الزي، وهي في طور التحضير لأعمال جديدة تتلاءم مع فصل الصيف، مبدية سعادتها في المشاركة بسوق يدعم الطاقات الشبابية المنتجة".

وأشارت المصممة زهراء محمد (28 عاما) إلى أنها "تعرض مجموعة من الأزياء، بأنواع مختلفة، منها عباءات نسائية، ومنها مخصص للعمل، فضلاً عن الكاجول، مصممة كل ذلك بأسلوب يدوي، تستخدم الإبرة والخيط، فضلاً عن التطريز والرسم على القماش".

وعن اللوحات الفنية المشاركة في هذا السوق، أكد الفنان التشكيلي ضرغام غانم (36 عاما) أنه "عرض مجموعة من لوحاته في هذا السوق، بغاليري الواسطي، المجاور لقاعة الأزياء، وتقسم هذه المجموعة إلى فئتين، أولى تعبيرية، وثانية واقعية".

وشرح ضرغام أهم لوحاته المعروضة للبيع، مؤكدا أنها "لوحة تعبيرية تنبأت بثورة تشرين، ليتزامن وجودها في أحد المعارض الفنية مع انطلاق الثورة، وفحوى هذه اللوحة هي الشماغ، الذي يدل على ثورة العراقيين المستمرة ضد الظلم والطغيان، كما أبدى سعادته بمشاركتها في معرض فني يدعم المنتج الوطني، معتبراً إياه إحدى نتاجات ثورة تشرين".

بينما أشارت أحرار زلزلي (38 عاما)، مسؤولة فريق عمل يدوي يدعى (بس عراقي) إلى أنها "تشارك في هذا المعرض بعدد كبير من الأعمال، كالرسم على الخشب، ورسم لوحات ذو دلالات فلوكلورية بغدادية، فضلاً عن حياكة السجاد، وبعض التحفيات والإكسسوارات".

وأوضحت زلزلي أنها "أقامت مبادرات عديدة، وافتتحت أسواقا كثيرة، لكنها لم تحضى بدعم حكومي، عازية فضل الدعم الحكومي للمنتج المحلي في هذا السوق للمحتجين بساحات التظاهر في عموم العراق، واصفة ذلك بالمشكلة الخطيرة، متمنية من المؤسسات الحكومية دعما أكثر لتنشيط الحركة الانتاجية المحلية".

كما بينت أنها "أسست فريق (بس عراقي) لدعم المرأة العراقية، والتأسيس لثقافة أن المرأة يمكنها أن تنتج، لا أن تكتفي بوظيفة أو دراسة، إذ يتكون أغلب فريقها الإنتاجي من النساء، يتوزعن بين محافظات العراق كافة".

وحول فكرة إنشاء السوق أكد مسؤوله المباشر علي كاظم جبار أن "الفكرة بدأت قبل نحو شهرين، لدعم مبادرة الأزياء، إذ يقيم دار الأزياء العراقية دورات تدريبية لتعلم التصميم، يتخرج منها في كل عام 4 دورات، فلاستثمار هذه الطاقات الشبابية والمصممين الشباب قررت الإدارة إنشاء مبادرة مستمرة لدعم المنتج المحلي، تتمثل بسوق يفتح أبوابه يومياً من الساعة التاسعة صباحا وحتى العاشرة مساء".

وتابع أن "للاحتجاجات دور في تأسيس هذه المبادرة، موفرة الجدوى الاقتصادية، ما حتم على إدارة السوق فتح أبوابه لمنتجات عراقية متعددة، إذ يتكون السوق من ثلاث فئات، أول يعنى بالأزياء حمل مسمى (إلبس عراقي)، وثان يعنى بعرض لوحات رسامين عراقيين، وثالث لعرض منتجات الأعمال اليدوية العراقية لفريق (بس عراقي)".

وفي تصريح خاص لـ"سكاي نيوز عربية" بين وزير الثقافة العراقي، عبد الأمير الحمداني، أن "مبادرة (إلبس عراقي) أنشئت بالشراكة مع القطاع الخاص، وبدعم من وزارة الثقافة، والغرض منه تمثل بتشجيع الناس على الإنتاج، فضلاً عن كونه فضاء للعائلة العراقية، لتتمكن من دعم منتجها المحلي".

وقال الوزير أيضا إنه "عازم على دعم الحركة الفنية والثقافية داخل العراق، والإسهام في تأسيس هوية وطنية خالصة، مبنية على أساس الانتماء الوطني وتشجيع الحركة الثقافية والإنتاج الفني، وهو جزء لا يتجزأ من الحركة المجتمعية لدعم المنتج الوطني".

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

في بغداد كيف أعاد الحراك الشعبي الحياة للصناعة المحلية في بغداد كيف أعاد الحراك الشعبي الحياة للصناعة المحلية



GMT 00:44 2018 الأحد ,09 كانون الأول / ديسمبر

عرض أمير البهجة وندى وشباكي في نادي السينما المستقلة

GMT 10:32 2018 الأربعاء ,05 كانون الأول / ديسمبر

جيش الاحتلال الإسرائيلي يعتقل 21 مواطنًا من الضفة الغربية

GMT 15:59 2018 الإثنين ,08 تشرين الأول / أكتوبر

أفضل أجهزة لاب توب تم الكشف عنها في معرض MWC 2018

GMT 09:18 2017 الإثنين ,25 كانون الأول / ديسمبر

كواليس تفوق محمد صلاح على ميسي في استفتاء لشبكة أميركية

GMT 18:23 2016 الخميس ,13 تشرين الأول / أكتوبر

ما أسباب الصداع عند المراهقين؟

GMT 19:35 2017 الإثنين ,03 إبريل / نيسان

طريقة عمل المكدوس الشامي

GMT 19:04 2019 الإثنين ,18 شباط / فبراير

"تويتر" يفضح مستخدميه وينتهك خصوصيتهم

GMT 19:04 2019 الأحد ,20 كانون الثاني / يناير

دار الأوبرا المصرية تحيي حفلًا فنيًا الخميس المقبل

GMT 00:45 2018 الخميس ,18 تشرين الأول / أكتوبر

نسرين أمين تكشف عن رغبتها في تجسيد شخصية سامية جمال

GMT 14:39 2018 الخميس ,27 أيلول / سبتمبر

YouTube يضيف دعم HDR على أجهزة iPhone XS وXS Max

GMT 04:49 2018 الجمعة ,21 أيلول / سبتمبر

محمد الشرنوبي يُبدي سعادته بالتعاون مع أنغام
 
Iraqtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Iraqtoday Iraqtoday Iraqtoday Iraqtoday
iraqtoday iraqtoday iraqtoday
iraqtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
iraq, iraq, iraq