كيف ننمى الخيال السياسى 22
آخر تحديث GMT05:21:44
 العراق اليوم -

كيف ننمى الخيال السياسى؟ (2-2)

 العراق اليوم -

 العراق اليوم - كيف ننمى الخيال السياسى؟ (2-2)

عمار علي حسن

فى مقال أمس تناولت أربع وسائل لتنمية الخيال السياسى، وهنا أكمل: 5- يجب عدم الاستسلام للقوالب المنهجية الجامدة، والتعامل معها على أنها أصنام لا يجب المساس بها، وتجنب الغموض كوسيلة للهرب أو التملص من استخراج الأحكام المحددة عن المجتمع، وعلينا ألا نكتفى بالاهتمام بالاستخلاصات العامة والأساسية والكبرى من التاريخ، بل علينا أن نغوص، ولو قليلاً، فى التفاصيل والجزئيات، ونفهم العلاقات القائمة بينها، ولا نقصر جهودنا على إعداد دراسات متتالية عن وسط اجتماعى أو قضية سياسية جزئية، بل ننظر إلى الأبنية الاجتماعية الكبرى، ولتبقى عيوننا مفتوحة دوماً على أننا فى النهاية ندرس أموراً تخص الإنسان، ولذا فإن الإلمام بالطبيعة البشرية غاية فى الأهمية، والتعامل مع الفرد بوصفه فاعلاً تاريخياً واجتماعياً ضرورة. ويقدم جون إلستر نصائح أخرى يسميها «أمثلة للتصرف على أساس النتائج البعيدة زمنياً»، إن أمعنا النظر فيها سنجد أنها تساعدنا أيضاً على تنمية الخيال، إذ يجملها فى ثلاث طرق ذهنية وسلوكية هى: أ- التراجع للقيام بقفزة أفضل إلى الأمام: أو التراجع خطوة كى نتقدم خطوتين. وتجسد إحدى القواعد الاقتصادية هذا الموضوع بجلاء، وهى تلك التى ترى أنه كى نستثمر من أجل زيادة الاستهلاك فى المستقبل، يتعين علينا أن نستهلك أقل فى الوقت الحالى. وإذا كانت الحالة الأدنى الراهنة ستبقى الإنسان على قيد الحياة، فالمكاسب التى ستعود عليه من الحالة الأعلى المقبلة ضخمة بما يكفى لتبرير الخسارة التى لحقت به نتيجة اختياره الوضع الأدنى. ب- التمهل: فهناك أمور كثيرة يؤدى التمهل فيها إلى تحسن ما نسعى إلى الحصول عليه، أو على تعزيز فرصنا فى اختيار الأفضل. ج- التصويب مباشرة نحو الهدف: فنحن حين نسعى إلى إصابة هدف متحرك يجب ألا نصوب على المكان الذى يوجد به الهدف، لكن على المكان الذى سيحل فيه عندما يصل إليه السهم أو تخرقه الرصاصة. وهذا معناه أننا حين نصوب نعمل حساب الحركة إلى المستقبل وليس وضع الهدف فى زمانه ومكانه الراهن. ولعل «النظرية النسبية» تعطى فهماً أشمل لهذه النقطة، وتبرهن على صحتها ودقتها. وحتى يكون بوسعنا أن ننمى خيالنا السياسى فعلينا ابتداء أن نزيح الكوابح التى تلجم الخيال أو تكبته، وأولها العقل، الذى يصر أحياناً على فرض حدود وهمية على طاقته اللامحدودة، أو يوحى لنا دوماً بالحذر ويقيد رغبتنا فى المغامرة. وثانيها البيروقراطية التى تميل بطبيعتها إلى عمل روتينى واتباع أساليب جامدة وفق نماذج عتيقة نسبياً، ومقاومة أى ميل إلى التغيير أو أى فكرة مبتكرة، خصوصاً لو جاءت من خارج المؤسسة. وهذه الآفة يعانى منها الجميع فى العالم العربى، لا سيما فى الدول التى تتسم باتساع جهازها البيروقراطى وقدمه وتضحم دوره فى تسيير دفة الأمور. وعلينا كذلك أن نستفيد بكل ما تتيحه لنا ينابيع التخيل من استقراء التاريخ، وتراكم المعرفة، والاستبطان، والعمل بروح الفريق، والعصف الذهنى المفتوح والعميق، وعطاء الدراسات عبر النوعية، والخيال المنطقى المحدد، والخيال الإبداعى المنطلق.

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

كيف ننمى الخيال السياسى 22 كيف ننمى الخيال السياسى 22



GMT 00:44 2018 الأحد ,09 كانون الأول / ديسمبر

عرض أمير البهجة وندى وشباكي في نادي السينما المستقلة

GMT 10:32 2018 الأربعاء ,05 كانون الأول / ديسمبر

جيش الاحتلال الإسرائيلي يعتقل 21 مواطنًا من الضفة الغربية

GMT 15:59 2018 الإثنين ,08 تشرين الأول / أكتوبر

أفضل أجهزة لاب توب تم الكشف عنها في معرض MWC 2018

GMT 09:18 2017 الإثنين ,25 كانون الأول / ديسمبر

كواليس تفوق محمد صلاح على ميسي في استفتاء لشبكة أميركية

GMT 18:23 2016 الخميس ,13 تشرين الأول / أكتوبر

ما أسباب الصداع عند المراهقين؟

GMT 19:35 2017 الإثنين ,03 إبريل / نيسان

طريقة عمل المكدوس الشامي

GMT 19:04 2019 الإثنين ,18 شباط / فبراير

"تويتر" يفضح مستخدميه وينتهك خصوصيتهم

GMT 19:04 2019 الأحد ,20 كانون الثاني / يناير

دار الأوبرا المصرية تحيي حفلًا فنيًا الخميس المقبل
 
Iraqtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Iraqtoday Iraqtoday Iraqtoday Iraqtoday
iraqtoday iraqtoday iraqtoday
iraqtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
iraq, iraq, iraq