الإيمان بالفكرة

الإيمان بالفكرة

الإيمان بالفكرة

 العراق اليوم -

الإيمان بالفكرة

بقلم : عماد الدين أديب

هناك فارق جوهرى بين فعل أى شىء يأتى بالأمر من سلطة أو إدارة وبين فعل ذات الشىء نتيجة إيمان كامل به.

النفس البشرية دائماً تسعى للتمرد على أى محاولة لوضعها داخل إطار أو إلزامها بقواعد قالب قانونى.

من هنا نلاحظ أن معظم الزعامات فى التاريخ التى نجحت فى قيادة شعوبها وإحداث تغييرات حقيقية فى التاريخ والجغرافيا هى تلك التى استطاعت أن تفرز حالة من الاقتناع وقامت بتسويق مؤثر للأهداف التى تسعى إليها.

وليس صحيحاً أن الشعوب لا تمتلك وعياً عميقاً أو ليست مؤهلة فكرياً وثقافياً لإدراك التحولات الجذرية الضرورية.

من هنا تأتى عملية «تسويق» الأهداف العظمى وغرس الإيمان داخل عقول وقلوب الجماهير.

ولا يمكن لأى قرار مهما كانت أهميته والسلطة القائمة عليه أن ينجح ويصبح موضع التنفيذ بكفاءة دون أن يؤمن به أصحابه والقائمون على تنفيذه.

كم من القرارات الصغرى والعظمى التى صدرت فى حياتنا خلال المائة عام الأخيرة ولم تنفذ أو أحرزت فشلاً ذريعاً فى نتائجها، لأن القائمين عليها لم يفهموا أن هناك فارقاً جوهرياً بين الإنسان والماكينة.

الماكينة تتحرك بواسطة تروس وأزرار وتعليمات مبرمجة فى رقائق إلكترونية، أما الإنسان فهو عقل ونفس وقلب وثقافة وضمير وأهواء مختلفة ومتصارعة تحتاج إلى «عملية تسويق واقتناع لمن سوف يقدم عليها».

الفعل من بعد الإيمان بالفكرة هو مسألة شغلت بال دراسات الفلاسفة منذ بدء التاريخ وخاصة فى القرن الأخير من هذا الزمن.

ولعل أبرز من تصدى لهذه المسألة الفيلسوف «شوبنهاور» حينما قال: «كل العلوم تسعى لأن تكون فلسفة، وكل الفلسفات تسعى لأن تكون علوماً، بينما وحده الإيمان يكتفى بالإيمان».

المصدر : جريدة الوطن

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الإيمان بالفكرة الإيمان بالفكرة



GMT 14:27 2019 الجمعة ,21 حزيران / يونيو

وفاة الحلم الياباني لدى إيران

GMT 14:24 2019 الجمعة ,21 حزيران / يونيو

المواجهة الأميركية مع إيران (١)

GMT 05:35 2019 الخميس ,20 حزيران / يونيو

موسكو في "ورطة" بين "حليفين"

GMT 05:32 2019 الخميس ,20 حزيران / يونيو

(رحيل محمد مرسي)

GMT 05:28 2019 الخميس ,20 حزيران / يونيو

ضرب ناقلات النفط لن يغلق مضيق هرمز

GMT 21:48 2021 الثلاثاء ,05 كانون الثاني / يناير

لا تتردّد في التعبير عن رأيك الصريح مهما يكن الثمن

GMT 03:36 2018 الأحد ,17 حزيران / يونيو

هبة القواس تحيي أول حفلة أوبرا في السعودية

GMT 22:47 2017 الإثنين ,25 كانون الأول / ديسمبر

نوح الموسى يؤكّد أنّ التعادل مع الإمارات نتيجة مرضية

GMT 22:50 2018 الجمعة ,13 إبريل / نيسان

افتتاح فندق "روف مرسى دبي" بسعة 384 غرفة

GMT 12:39 2015 الجمعة ,09 تشرين الأول / أكتوبر

الأخطبوط يلجأ إلى حيل مثيرة للدهشة للإيقاع بالفريسة

GMT 23:43 2020 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

يجعلك هذا اليوم أكثر قدرة على إتخاذ قرارات مادية مناسبة

GMT 08:08 2018 الثلاثاء ,16 تشرين الأول / أكتوبر

إردوغان يحذّر من تغلغل "حركة غولن" في أجهزة الدولة والمجتمع

GMT 07:47 2018 الأربعاء ,19 أيلول / سبتمبر

حوار خاص مع جميل راتب داخل أحد المستشفيات قبل وفاته

GMT 03:55 2018 الجمعة ,14 أيلول / سبتمبر

مواصفات هائلة في سيارة الدفع الرباعي مازدا CX5

GMT 10:44 2018 الأربعاء ,12 أيلول / سبتمبر

إدراج "أبو تريكة" ضمن قرار مصادرة أموال 1589 إخوانيًا

GMT 18:45 2018 الجمعة ,03 آب / أغسطس

المغرب يطلق 23 مهرجانًا للاهتمام بالموروث
 
Iraqtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Iraqtoday Iraqtoday Iraqtoday Iraqtoday
iraqtoday iraqtoday iraqtoday
iraqtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
iraq, iraq, iraq