والآن نبدأ فصل جديد فى جريمة خاشقجى

والآن نبدأ: فصل جديد فى جريمة خاشقجى

والآن نبدأ: فصل جديد فى جريمة خاشقجى

 العراق اليوم -

والآن نبدأ فصل جديد فى جريمة خاشقجى

عماد الدين أديب
بقلم : عماد الدين أديب

من المقصود بالترصد والعداء والعقوبات: السعودية كدولة؟ القيادة كحكام؟ النظام الملكى كنظام؟ مشروع الإصلاح بحد ذاته؟ ولىّ العهد بشكل شخصى؟ الدور الإقليمى السعودى كدور؟ مشروع إضعاف السنّة المعتدلين لصالح جماعات الإرهاب التكفيرى؟

ما السبب الحقيقى؟

يقول علم الفيزياء، بناء على رؤية العالم العبقرى «ألبرت أينشتاين» إنه «لا يمكن تفسير أى حادث أو أى ظاهرة من خلال قصر هذا التفسير على سبب واحد فقط».

باختصار: «أى ظاهرة أو حدث ليس لها مسبب واحد، ولكن عدة أسباب مختلفة».

من هنا يصبح من التسطيح الفكرى أن نقصر ما يحدث من جنون هستيرى فى العالم منذ اغتيال الزميل جمال خاشقجى -رحمه الله- على سبب واحد دون سواه.

إن رد الفعل تجاه المملكة يرجع إلى عدة أسباب مختلفة، يمكن تحديدها تحت هذا العناوين:

أولاً: أنها جريمة مروعة، غير مبررة، ولا يمكن الدفاع عنها.

ثانياً: أنها تختص بدولة أساسية ذات تأثير حيوى فى العالم والمنطقة والأسواق والعالم الإسلامى، أى إن الجريمة منسوبة إلى السعودية والاتهام لسعوديين، والضحية سعودى، وتمت فى القنصلية السعودية، أى -قانوناً- ارتُكبت على أرض سعودية.

ثالثاً: أن هناك دولاً لها ثأر جديد قديم مع السعودية، وهى تحديداً إيران، تركيا، قطر.

رابعاً: أن هناك دولاً ترى فى الرياض أكبر خزانة أموال على ظهر كوكب الأرض، وأن حادثة خاشقجى هى فرصة العمر لابتزاز هذه الخزينة.

خامساً: أن هناك أعداء فى كل مكان وزمان لأى مشروع إصلاحى تغييرى مثل ذلك الذى يقوده ولىّ العهد السعودى بقوة واندفاع شديدين.

لذلك يجب -من منظور أعداء الإصلاح- أن يتم ضرب المشروع أو تعطيله أو إسكاته.

كل هذه العناصر اجتمعت لتجعل الملف شديد السخونة، خاصة أنه جاء فى توقيت انتخابات محلية وتشريعية فى ألمانيا، والولايات المتحدة، وفى ظل أزمة «البريكست» فى بريطانيا، وفى ظل أزمة استقالات حكومية فى فرنسا، وعقب توتر فى العلاقات بين السعودية وكل من ألمانيا وكندا.

وجاءت أيضاً واقعة جريمة خاشقجى بعدما وجّه ولى العهد السعودى أقوى رد سياسى لرئيس أمريكى رافضاً دفع «إتاوة مالية ثمناً لما سماه ترامب بالحماية الأمريكية للرياض».

هذا كله شىء، وهذا كله فصل سابق، والآن ندخل جميعاً إلى فصل جديد فى هذه المسألة، وهو فصل «حجم ومستوى العقوبات» التى ستُفرض بناء على الحادث.

هنا، وهنا فقط، سوف تعرف الرياض، وسوف نعرف جميعاً بما لا يدع مجالاً للشك، من يبحث -حقاً- عن العدالة فى حد ذاتها، ومن يريد تصفية الحسابات، ومن يبحث عن تصفية حسابات شديدة؟ ومن يريد ضرب مشروع الإصلاح الداخلى فى المملكة؟ ومن يريد ضرب معسكر تحالف الاعتدال العربى؟

موقف كل طرف سوف يكون كاشفاً تماماً لحقيقة نواياه وطبيعة مواقفه من المملكة، وقيادتها، ومشروعها الحالى.

من هنا لا عجب، مثلاً، أن تقرأ رد الفعل الفورى من النيابة التركية التى تريد أن يتم تسليم المشتبه فيهم أو المتهمين السعوديين الموقوفين قيد التحقيق للمحاكمة فى تركيا، وكأن تركيا هى «قبلة العدالة التى يحج إليها أصحاب المظالم».

وتناست السلطات التركية أنها تضع 110 آلاف موقوف ما بين السجن والاعتقال والإيقاف، وتنسى أنها عزلت 15 ألف قاضٍ، وأبعدت 25 ألف ضابط جيش وشرطة من رتب مختلفة، وأنها أبعدت أكثر من 50 ألف موظف عام، وأكثر من عشرة آلاف أستاذ جامعة ومدرس، وأكثر من خمسة آلاف صحفى.

وتناست السلطات التركية تقارير منظمات حقوق الإنسان عن حالات الاختفاء القسرى والاحتجاز دون محاكمة.

وفى ذات اليوم الذى جاء فيه تعقيب وزير الخارجية التركى على البيان السعودى الذى يحدد الجريمة والجناة وملابساتها ويحدد الأدوار والتهم، قال وزير الخارجية التركى فى ذات التصريح: «إننا لن نسكت»، وإن بلاده لن تلتزم الصمت تجاه الأعمال والجرائم التى تُعتبر غير إنسانية فى اليمن.

وتناسى معالى الوزير التركى جرائم بلاده غير المبررة ضد الأكراد فى العراق وسوريا، وضد المدنيين فى المدن التركية الحدودية الملاصقة لسوريا والعراق.

أما أكثر ما يتحدى العقل فهو التعليق على بيان النيابة العامة السعودية من باب التشكيك الكامل فيه، وكأنه شر مطلق ما دام لم يوجه إدانة للحكم فى البلاد.

ويتناسى هؤلاء أن البيان السعودى هو نتائج التحقيق الذى يشكل التهم والإدانة التى على أساسها ستتم محاكمة المتهمين بالتهم المنسوبة إليهم. إن هناك محاكمة عادلة سوف تتوفر لها كل الشروط القانونية والشرعية، مما قد يلقى ضوءاً أكبر ويعطى تفاصيل أكثر عن حقيقة ما حدث ويجيب عن تساؤلات كلنا نبحث عن إجابات شافية عنها.

لذلك كله من المخيف حقاً أن يتم التعامل مع تقرير النيابة السعودية على أنه الملف النهائى لتحديد الوقائع والتهم والمسئوليات والأحكام النهائية الباتة.

ومثلها مثل كل الجرائم الكبرى التى تتداخل فيها السياسة مع الإعلام مع الأمن تكون هناك -دائماً أو أحياناً- أسئلة كثيرة حائرة تبحث عن إجابة.

وحالة جريمة خاشقجى ليست حالة شاذة فى هذا المجال، تعالوا نستعرض الكثير من الوقائع والجرائم التى امتزج فيها الدم بالسياسة بالعمليات الأمنية بالاغتيالات، وحتى الآن لم تعرف البشرية أى إجابات نهائية عنها:

1- اغتيال الرئيس جون إف كنيدى.

2- اغتيال قاتل كيندى.

3- محاولة اغتيال أمير الكويت الأسبق.

4- من دس السم للرئيس ياسر عرفات؟

5- الجهة التى دلت على مكان اختباء الرئيس معمر القذافى.

6- من دس حقائب المتفجرات فى طائرة «لوكيربى» التى ما زال يتم تداول المعلومات والاتهامات فيها حتى الشهر الماضى، والتى تمت فيها تبرئة السلطات الليبية.

7- من الذى أمر بقتل الرئيس أنور السادات؟

8- من الذى وفر السم للمشير عبدالحكيم عامر.

9- حقيقة تفاصيل جريمة قتل «المبحوح» بواسطة الموساد فى مدينة «دبى».

10- كيف، ومن أمر ومول وخطط ونفذ قتل الرئيس رفيق الحريرى؟

هناك آلاف الأسئلة فى مئات الجرائم السياسية فى التاريخ الحديث ما زالت تبحث عن إجابات رغم مرور سنوات وسنوات عليها، ليس مجرد 6 أسابيع فقط.

هذا كله لا يمنع أن العدالة مطلوبة، وأن الجريمة غير مبررة، وأن الحق لا بد أن يأخذ مجراه، ولكن الذى نقوله للجميع بأعلى صوت: «ألا يجب أن تكون العقوبة مساوية للجريمة؟ وهل يمكن أن يعاقب نظام وشعب بشكل أبدى ثأرى؟».

نقلا عن الوطن

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

والآن نبدأ فصل جديد فى جريمة خاشقجى والآن نبدأ فصل جديد فى جريمة خاشقجى



GMT 11:54 2020 الثلاثاء ,18 آب / أغسطس

سر الاتفاق الإماراتي مع إسرائيل (1)

GMT 10:27 2019 الثلاثاء ,19 شباط / فبراير

حوار حزين على مقهى عربى

GMT 09:34 2019 الإثنين ,18 شباط / فبراير

الروسى والتركى والإيرانى يقررون مستقبل سوريا

GMT 09:50 2019 السبت ,16 شباط / فبراير

درس فى السياسة: «اعرف حدود قوتك»

GMT 01:25 2019 الأربعاء ,09 تشرين الأول / أكتوبر

أفكار متجددة وراقية لديكورات مداخل حفلات الزفاف

GMT 02:14 2017 الإثنين ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

جزيرة سيريفوس في سيكلاديز من أفضل جزر اليونان

GMT 21:26 2019 السبت ,10 آب / أغسطس

تعرفي علي مكونتات أغلى عطر في العالم

GMT 21:13 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

ناصر الخليفي يضع زين الدين زيدان على رأس قائمة المدربين

GMT 00:38 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

منال سلامة تقدم شخصية شريرة في " عائلة الحاج نعمان "

GMT 19:46 2019 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

ختام النسخة 11 لمهرجان منصور بن زايد للخيول العربية الأصيلة

GMT 09:36 2017 الأحد ,01 تشرين الأول / أكتوبر

شركة هيونداي تعلن طرح سوناتا 2018 بمواصفات مذهلة

GMT 02:53 2017 الثلاثاء ,04 تموز / يوليو

العلماء يخترعون ستائر تخزن الطاقة الشمسية

GMT 13:43 2019 الأربعاء ,10 إبريل / نيسان

"Jacquemus" تكشف عن حقائب صغيرة ليس كالتي نتخيلها

GMT 15:15 2018 الأربعاء ,12 كانون الأول / ديسمبر

تدريبات خاصة للاعبي يد النادي الأهلي المصري الدوليين

GMT 21:42 2018 الإثنين ,29 تشرين الأول / أكتوبر

طريقة إعداد كرات الشوكولاتة بجوز الهند والشوفان

GMT 20:06 2016 الأربعاء ,22 حزيران / يونيو

لاعب "الريان" القطري حامد اسماعيل يتعرَّض لحادث سير

GMT 11:12 2021 الثلاثاء ,16 شباط / فبراير

المصمم نجا سعادة من عالم الطبّ إلى تصميم الأزياء
 
Iraqtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Iraqtoday Iraqtoday Iraqtoday Iraqtoday
iraqtoday iraqtoday iraqtoday
iraqtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
iraq, iraq, iraq