نظرية ترامب لا اتفاق أفضل من اتفاق سيئ

نظرية "ترامب" "لا اتفاق" أفضل من "اتفاق سيئ"

نظرية "ترامب" "لا اتفاق" أفضل من "اتفاق سيئ"

 العراق اليوم -

نظرية ترامب لا اتفاق أفضل من اتفاق سيئ

بقلم : عماد الدين أديب

كيف يمكن أن نفهم العقل السياسى للرئيس رقم 55 للولايات المتحدة دونالد ترامب؟

فى يقينى أن دراسة «نموذج» أو «باترون» السلوك السياسى لترامب فى الأعوام الأخيرة يمكن أن يكون خير دليل وأفضل طريقة لاستخلاص أسلوب أداء الرجل لمهامه ومعرفة قانون الفعل ورد الفعل.

وأكبر خطأ يقع فيه البعض فى عالمنا العربى عند تحليل شخصية وأداء ترامب أنهم يسطحون الأمور بقولهم: «هذا رجل أحمق لا يمكن التنبؤ بما يمكن أن يفعله أو يصدره من قرارات».

إن من يقرأ كتاب تونى شوارتز الشهير «فن الصفقة» الصادر عام 1987 سوف يكتشف أن «الرجل لديه مجموعة من المرتكزات وسلوكيات ومواقف ثابتة وراسخة يمكن على أساسها قياس فعله وتوقع رد فعله».

سلوكيات ترامب شديدة البراجماتية موغلة فى النفعية، هى نوع من الترجمة العملية لليمين السياسى والرأسمالية المتوحشة المتحالفة مع التيار البروتستانتى الأبيض المتدين المتحالف مع اللوبى اليهودى الأمريكى.

إنها شبكة مصالح راسخة وواضحة ومنظومة قيم صارخة لا التباس فيها.

لذلك ليس غريباً أن يعلن دونالد ترامب منذ أيام تعليق اجتماعه الشهر المقبل فى سنغافورة مع رئيس كوريا الشمالية. إنه أمر متسق تماماً مع سلوك ترامب التقليدى فى «فن الصفقة»، وليس غريباً أن يعود البيت الأبيض ليؤكد أن هناك «فريق مقدمة» سيسافر لترتيب اللقاء.

يؤمن ترامب بأن لا صفقة إطلاقاً أفضل مائة مرة من إبرام صفقة سيئة.

لذلك كله، حينما وجد ترامب أن «الزبون» الكورى الشمالى ما زال غير قادر على الإقرار بشرط ترامب النهائى والذى لا بديل عنه وهو إنهاء البرنامج النووى الكورى وإيقافه إلى غير رجعة، فإنه أعلن تعليق الاجتماع.

هنا يأتى السؤال: هل هذه هى نهاية الأمل فى الاجتماع، أم أنه مؤجل إلى زمن آخر ورئيس آخر، أم أنها ورقة ضغط أخيرة للحصول على الصفقة بالشروط المطلوبة؟

فى اعتقادى أنها الاحتمال الأخير.

لقد اكتشف ترامب من لقاءيه مع «بومبيو»، والرئيس الكورى الشمالى، وأيضاً مما نقله له الجانب الصينى عن نتائج زيارة الرئيس الكورى الشمالى لبكين، أن كل المؤشرات تؤكد أن الرجل ليس مستعداً -حتى الآن- بالقبول بكل الشروط، لكنه مستعد للقبول ببعض منها.

يدرك «ترامب» أن الرئيس الكورى الشمالى بحاجة أكثر منه إلى الصفقة، لأن التسوية جوهرها صريح وواضح:

«التنازل عن العدائيات والبرنامج النووى، مقابل إعادة التأهيل السياسى والاقتصادى لكوريا الشمالية وإدخالها فى أسواق العالم المتقدم».

يلعب ترامب اللعبة مع الكورى الشمالى بحرفية، تارة يتحدث عن إعجابه بالرئيس الشاب واستعداده الدائم للحوار معه، وفى ذات الوقت الذى يفاخر فيه بالقدرة العسكرية الأمريكية الجبارة على حسم أى مواجهة عسكرية مع كوريا الشمالية فى دقائق.

إن العودة مرة أخرى إلى الأساس النظرى الذى تحدث فيه ترامب فى كتاب فن الصفقة يؤكد لنا أن الرجل شديد الإخلاص لمبادئه التى أعلنها عام 1987 حينما حددها على النحو التالى:

1- فكر أفكاراً عظيمة.

2- اهتم بإدارة الأضرار، أما المكاسب فهى تهتم بنفسها.

3- قم بمضاعفة عدد البدائل المتاحة أمامك.

4- اعرف جيداً السوق التى تتعامل معها.

5- استخدم أدوات ضغطك على الغير.

6- قم بتعظيم مكانتك واستخدم كل وسائل الترويج والتسويق لنفسك.

7- دافع عن نفسك بقوة ولا تخش القتال.

8- قم بالانجاز بكفاءة

9- سيطر على التكاليف والنفقات.

10- استمتع بما تفعل.

إنها تكتيكات وزير الخارجية الأمريكى جون فوستر دالاس، مبتدع نظرية حافة الهاوية، أى الضغط اللانهائى، حتى يشعر الطرف الآخر بخطر ضياع الصفقة، فيقبل بأى شىء تحت دعوى: شىء أفضل من لا شىء.

المصدر : جريدة الوطن

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

نظرية ترامب لا اتفاق أفضل من اتفاق سيئ نظرية ترامب لا اتفاق أفضل من اتفاق سيئ



GMT 14:27 2019 الجمعة ,21 حزيران / يونيو

وفاة الحلم الياباني لدى إيران

GMT 14:24 2019 الجمعة ,21 حزيران / يونيو

المواجهة الأميركية مع إيران (١)

GMT 05:35 2019 الخميس ,20 حزيران / يونيو

موسكو في "ورطة" بين "حليفين"

GMT 05:32 2019 الخميس ,20 حزيران / يونيو

(رحيل محمد مرسي)

GMT 05:28 2019 الخميس ,20 حزيران / يونيو

ضرب ناقلات النفط لن يغلق مضيق هرمز

GMT 21:48 2021 الثلاثاء ,05 كانون الثاني / يناير

لا تتردّد في التعبير عن رأيك الصريح مهما يكن الثمن

GMT 03:36 2018 الأحد ,17 حزيران / يونيو

هبة القواس تحيي أول حفلة أوبرا في السعودية

GMT 22:47 2017 الإثنين ,25 كانون الأول / ديسمبر

نوح الموسى يؤكّد أنّ التعادل مع الإمارات نتيجة مرضية

GMT 22:50 2018 الجمعة ,13 إبريل / نيسان

افتتاح فندق "روف مرسى دبي" بسعة 384 غرفة

GMT 12:39 2015 الجمعة ,09 تشرين الأول / أكتوبر

الأخطبوط يلجأ إلى حيل مثيرة للدهشة للإيقاع بالفريسة

GMT 23:43 2020 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

يجعلك هذا اليوم أكثر قدرة على إتخاذ قرارات مادية مناسبة

GMT 08:08 2018 الثلاثاء ,16 تشرين الأول / أكتوبر

إردوغان يحذّر من تغلغل "حركة غولن" في أجهزة الدولة والمجتمع

GMT 07:47 2018 الأربعاء ,19 أيلول / سبتمبر

حوار خاص مع جميل راتب داخل أحد المستشفيات قبل وفاته

GMT 03:55 2018 الجمعة ,14 أيلول / سبتمبر

مواصفات هائلة في سيارة الدفع الرباعي مازدا CX5

GMT 10:44 2018 الأربعاء ,12 أيلول / سبتمبر

إدراج "أبو تريكة" ضمن قرار مصادرة أموال 1589 إخوانيًا

GMT 18:45 2018 الجمعة ,03 آب / أغسطس

المغرب يطلق 23 مهرجانًا للاهتمام بالموروث
 
Iraqtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Iraqtoday Iraqtoday Iraqtoday Iraqtoday
iraqtoday iraqtoday iraqtoday
iraqtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
iraq, iraq, iraq