عن القائمة العربية واليسار الإسرائيلي

عن القائمة العربية واليسار الإسرائيلي

عن القائمة العربية واليسار الإسرائيلي

 العراق اليوم -

عن القائمة العربية واليسار الإسرائيلي

بقلم : عريب الرنتاوي
بقلم : عريب الرنتاوي

استوقفني ما أورده الصديق القديم هاني حبيب في مقالة له نُشرت في صحيفة الأيام الفلسطينية قبل عدة أيام، حين كشف عن حصول القائمة المشتركة على عشرة آلاف صوت من أصوات المجندين اليهود في الجيش الإسرائيلي بعد فرز صناديقهم ... حبيب قال إن القائمة حصلت بالمجمل على 16 ألف صوتاً، وحيث أن تعداد العرب المجندين لا يزيد عن ستة آلاف، فمعنى ذلك أن بقية الأصوات التي تحصلت عليها القائمة، جاءت من جنود يهود، سئموا التصويت لليسار الإسرائيلي.
 
هو فصل جديد في "زلزال" الانتخابات الذي ضرب اليسار الإسرائيلي أساساً، وكنا تناولنا في مقالة سابقة، بروز ظاهرة ارتفاع أعداد اليهود الذين صوتوا للقائمة العربية، حيث تورد بعض المصادر أنهم مكّنوا القائمة من الحصول على مقعد واحد أو مقعدين اثنين، واختلاف التقديرات هنا، يعود إلى صعوبة فرز أصوات العرب عن أصوات اليهود في المدن المختلطة.
 
لا نريد أن نذهب بعيداً في افتراض حدوث تحولات نوعية أو جذرية في طبيعة وهوية اليسار الإسرائيلي، ما زلنا نتحدث عن ظاهرة محدودة في حجمها، وإن كانت غير مسبوقة على هذا القدر ... وما زالت أعداد العرب الذين يصوتون لأحزاب صهيونية أكثر من اليهود الذي يصوتون لأحزاب عربية.
 
ولا نريد أن نستنتج من ذلك، أن هذه الظاهرة في تصاعد حتمي مؤكد، وأنها ليست مؤقتة، وليست ردة فعلٍ احتجاجية على هُزال اليسار الإسرائيلي وانتهازيته وتقلب تحالفاته ومجاراته لليمين في كثير من المواقف والمنعطفات ... هذه الظاهرة مفتوحة على احتمال أن تكون مؤقتة وعرضية، والأرجح أنها تندرج في سياق "معاقبة" اليسار الإسرائيلي وليس الثقة بالنواب العرب.
 
خلال أيام، سنكون أمام اختبارين، واحد للقائمة العربية، والثاني لطبيعة وحجم التحولات التي تجري في الوسط اليساري الإسرائيلي، عندما يشرع بيني غانتس بالتفاوض مع ممثلي القائمة المشتركة، لتزكيته ودعم حكومته من خارجها... هنا، سنكون أمام اختبار لقدرة القائمة على الحفاظ على وحدتها، وتجاوز انقسامها السابق (أيلول الماضي)، عندما امتنع نواب "التجمع" عن تسمية غانتس لرئاسة الحكومة، وسمّته بقية القوائم العربية، لا حباً به أو ثقة ببرنامجه، بل رغبة في إسقاط نتنياهو وسعياً لمعاقبته على ركام القوانين والممارسة التحريضية العنصرية ضد سكان البلاد الأصليين.
 
كما أننا سنكون أمام اختبار كبير لما يسمى تحالف "اليسار – الوسط" ممثلاً بكتلة أزرق – أبيض، التي ستجد نفسها متحالفة مع اليسار (العمل –ميريتس) واليمين ممثلاً بأفيغدور ليبرمان ... سنرصد مستوى استجابة غانتس، ودعم العمل – ميريتس، لمطالب العرب، وبعضها يندرج في سياق "مواطنتهم"، من نوع الصحة والتعليم والمسكن والأمان وغيرها، وبعضها يصب في بوتقة حقوهم "الوطنية" بوصفهم جزء لا يتجزأ من الشعب الفلسطيني ومشروعه الوطني، الذي يواجه أخطر تهديد له ممثلاً في "صفقة القرن"، وما تأذن به من توسع واستيطان وضم وتهويد ... نتوقع أن يستجيب غانتس لجزء من مطالب العرب كمواطنين، من دون أن يجاريهم في مطالبهم كـ"وطنيين" فلسطينيين... من الصعب التكهن من الان، بم سيطلبه النواب العرب، وكيف سيستجيب بيني غانتس المطوّق بين يمين ويسار، لهذه المطالب.
 
من الأخبار الجيدة التي تتوارد تباعاً، أن نتنياهو وبعد أن صعد أعلى ذرى انتصاراته في الانتخابات الأخيرة، واختال كالطاووس بين جمهوره وناخبيه، يبدو عاجزاً عن تشكيل حكومة جديدة وللمرة الثالثة، ومع مرور الأيام، يتكشف عجزه ويزداد وضوحاً، سيما بعد أن وجدت بقية الأحزاب الإسرائيلية نفسها مرغمة على كشف أوراقها، وعدم إبقائها قريبة من صدورها.

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

عن القائمة العربية واليسار الإسرائيلي عن القائمة العربية واليسار الإسرائيلي



GMT 14:04 2021 السبت ,06 شباط / فبراير

ذهبت ولن تعود

GMT 11:55 2021 السبت ,06 شباط / فبراير

من شعر الكميت بن زيد والأعشى

GMT 07:10 2021 السبت ,06 شباط / فبراير

قتلوه... قتلوه... قتلوه لقمان محسن سليم شهيداً

GMT 22:33 2021 الخميس ,04 شباط / فبراير

كيم وكيا، فوردو وديمونا، نافالني وفاونسا؟

GMT 01:25 2019 الأربعاء ,09 تشرين الأول / أكتوبر

أفكار متجددة وراقية لديكورات مداخل حفلات الزفاف

GMT 02:14 2017 الإثنين ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

جزيرة سيريفوس في سيكلاديز من أفضل جزر اليونان

GMT 21:26 2019 السبت ,10 آب / أغسطس

تعرفي علي مكونتات أغلى عطر في العالم

GMT 21:13 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

ناصر الخليفي يضع زين الدين زيدان على رأس قائمة المدربين

GMT 00:38 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

منال سلامة تقدم شخصية شريرة في " عائلة الحاج نعمان "

GMT 19:46 2019 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

ختام النسخة 11 لمهرجان منصور بن زايد للخيول العربية الأصيلة

GMT 09:36 2017 الأحد ,01 تشرين الأول / أكتوبر

شركة هيونداي تعلن طرح سوناتا 2018 بمواصفات مذهلة

GMT 02:53 2017 الثلاثاء ,04 تموز / يوليو

العلماء يخترعون ستائر تخزن الطاقة الشمسية

GMT 13:43 2019 الأربعاء ,10 إبريل / نيسان

"Jacquemus" تكشف عن حقائب صغيرة ليس كالتي نتخيلها

GMT 15:15 2018 الأربعاء ,12 كانون الأول / ديسمبر

تدريبات خاصة للاعبي يد النادي الأهلي المصري الدوليين

GMT 21:42 2018 الإثنين ,29 تشرين الأول / أكتوبر

طريقة إعداد كرات الشوكولاتة بجوز الهند والشوفان

GMT 20:06 2016 الأربعاء ,22 حزيران / يونيو

لاعب "الريان" القطري حامد اسماعيل يتعرَّض لحادث سير

GMT 11:12 2021 الثلاثاء ,16 شباط / فبراير

المصمم نجا سعادة من عالم الطبّ إلى تصميم الأزياء
 
Iraqtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Iraqtoday Iraqtoday Iraqtoday Iraqtoday
iraqtoday iraqtoday iraqtoday
iraqtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
iraq, iraq, iraq