نذر التصعيد تتلبد في سماء سوريا 13  «تقسيم» أم «دسترة» التقاسم

نذر التصعيد تتلبد في سماء سوريا (1-3) ... «تقسيم» أم «دسترة» التقاسم؟...

نذر التصعيد تتلبد في سماء سوريا (1-3) ... «تقسيم» أم «دسترة» التقاسم؟...

 العراق اليوم -

نذر التصعيد تتلبد في سماء سوريا 13  «تقسيم» أم «دسترة» التقاسم

بقلم :عريب الرنتاوي

نذر التصعيد تتلبد في سماء سوريا، مع أن زرقتها في الربيع، تخطف الأبصار والألباب لفرط جمالها وانسجامها ... والبلد المنكوب بحروبه الداخلية، وحروب الآخرين فيه وعليه، ما زال بعيداً عن الاستقرار واسترداد الأنفاس ... وثمة اتجاهات ثلاثة لتطور الأحداث في الأشهر القادمة، تدعو جميعها للقلق والتحسب: 

(1) تزايد أحاديث تقسيم سوريا، بعد أن استقر اللاعبون لبرهة من الزمن، حول فكرة “التقاسم”، تقاسم النفوذ الإقليمي والدولي ...

(2) انهيار مناطق خفض التصعيد، وعودة “الجبهة الجنوبية” لتصدر نشرات الأخبار وعناوين الصحف، بوصفها مشروع منطقة “حكم ذاتي” وليس لكونها “منطقة خفض تصعيد” ...

 (3) تفاقم نذر مواجهة مباشرة بين إيران وإسرائيل، حتى أن السفير الأمريكي السابق لدى سوريا، توقع في آخر مقال له، أن تكون سوريا على موعد مع “صيف ساخن”، منطلقاً من فرضية أن الجدل لا يدور حول ما إذا كانت المواجهة ستقع بين إيران وإسرائيل في سوريا وفوقها، بل متى ستقع وأي أشكال ستتخذ، وأي مديات ستصل؟ ... وسنعالج في هذه “الثلاثية” كل واحد من هذه الاتجاهات المقلقة، بدءاً بملف “التقاسم” و”التقسيم”.

أشعلت تصريحات سيرجي ريابكوف، نائب وزير الخارجية الروسية، الجدل السياسي والإعلامي، إقليمياً ودولياً حول مستقبل سوريا، الرجل شكك في إمكانية الاحتفاظ بوحدة سوريا مستقبلاً.
 وبرغم “التوضيح” الذي صدر عن الخارجية الروسية فيما بعد، إلا أن تصريحات لافروف التي حذر فيها من خطط غربية تستهدف تقسيم سوريا، والاحتفاظ بوجود قوات أجنبية (إلى الأبد) على أرضها، أدرجت “التوضيح” في باب لزوم ما لا يلزم، وعمقت المخاوف على مستقبل سوريا، بدل أن تبددها.

روسيا كشفت عن “جزء” مما لديها من تقديرات وتكهنات، أو تحذيرات، حين قالت إن مشروعاً للحكم الذاتي يعد للمنطقة للجنوبية، من القنيطرة وحتى السويداء، تكون درعا عاصمة لهذا الإقليم، وتوقعت أن تشهد هذه المنطقة، تصعيداً خطيراً بوجود معلومات تتحدث عن حشد اثني عشر ألفاً من المقاتلين لتنفيذ “اختراقات” واسعة على الجبهة الجنوبية ...

 وروسيا، لم تشتر حكاية “الانسحاب الأمريكي الوشيك جداً من سوريا”، بل هي حذرت بعد تصريحات ترامب تلك، من أن البنتاغون يحشد مزيدا من القوى في شمال وشرق سوريا، وأن واشنطن تخطط لوجود مستدام في هذه المنطقة ... وحتى بعد حديث ترامب عن استبدال القوة الأمريكية بقوة عربية مشتركة، لم تخفت المخاوف الروسية، وظل الحديث عن “فصل” المنطقة بقيادة “قسد” ودعم عربي ودولي كثيف لهذا الجيب الانفصالي، هو سيد الموقف في موسكو.

ما لا تثيره روسيا كثيراً في الإعلام، هو مصير المنطقة الواسعة في الشمال الغربي لسوريا، والخاضعة لسيطرة الجيش التركي والمليشيات التابعة له ... طلب لافروف ذات مرة، إعادة عفرين إلى الدولة السورية، وردّ عليه أردوغان بقسوة، ومن يومها لم نسمع كثيراً من المواقف الروسية حول هذا الموضوع، مخافة أن يتسبب الأمر في استشارة غضب الرئيس التركي، المعروف بشخصيته الانفعالية ولسانه السليط.

أحاديث التقسيم لا تصدر باللغة الروسية فحسب، بل باتت تتردد بلغات أخرى عديدة؛ ما يطرح جملة من الأسئلة والتساؤلات: هل بلغ الانسداد السياسي في سوريا، حد تشجيع كل فريق إقليمي أو دولي وازن لاقتطاع حصته التي يتوافر عليها الآن، وربما بعد توسيعها قليلاً أو كثيراً، توطئة لتحويل بلاد الشام، إلى إمارات متنازعة، أم أن هؤلاء اللاعبين الكبار، إنما يسربون خططهم عن قصد، وبحدها الأعلى، على أمل الحصول على ما هو دون ذلك: الاعتراف بتقاسم النفوذ وبحصة كل فريق من الأرض والشعب السوريين، من دون منازع؟

هل التحذيرات الروسية مستندة إلى معلومات حقيقية وموثوقة، أم أن موسكو ترفع عقيرتها بالتحذير، لتمرير ما كانت سبّاقة في طرحه في (أستانا 2): دستور فيدرالي لسوريا، ورُفض في حينه من النظام والمعارضة، وفي توافق نادر بينهما؟

الفيدرالية ليست نظاماً مرذولاً حين تكون التنمية والجغرافيا والديموغرافيا، هي محددات توزيع الدولة إلى أقاليم، بيد أنها قد تصبح بوابة للتقسيم، ومدخلاً لرسم خرائط جديدة، إن كانت مفصلة على مقاس القوى الإقليمية والدولية الفاعلة في سوريا، فهل هذا ما ستنتهي إليه الأزمة السورية؟

تقسيم سوريا، بوابة تقسيم المنطقة، وشارة البدء لتفعيل “مبدأ الدومينو”، وهو أمر سيرتد على العراق وتركيا أولاً، وقد ينسحب على إيران والخليج، فهل هذا هو المطلوب، أو أننا بإزاء “تكتيك” روسي/دولي ضاغط، يهدف إلى “دسترة” تقاسم النفوذ؟ ... سؤال برسم الأيام المقبلة.

المصدر : جريدة الدستور

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

 

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

نذر التصعيد تتلبد في سماء سوريا 13  «تقسيم» أم «دسترة» التقاسم نذر التصعيد تتلبد في سماء سوريا 13  «تقسيم» أم «دسترة» التقاسم



GMT 14:27 2019 الجمعة ,21 حزيران / يونيو

وفاة الحلم الياباني لدى إيران

GMT 14:24 2019 الجمعة ,21 حزيران / يونيو

المواجهة الأميركية مع إيران (١)

GMT 05:35 2019 الخميس ,20 حزيران / يونيو

موسكو في "ورطة" بين "حليفين"

GMT 05:32 2019 الخميس ,20 حزيران / يونيو

(رحيل محمد مرسي)

GMT 05:28 2019 الخميس ,20 حزيران / يونيو

ضرب ناقلات النفط لن يغلق مضيق هرمز

GMT 09:45 2021 السبت ,20 شباط / فبراير

سياحة إفتراضية على متن مركب شراعي في أسوان

GMT 20:47 2021 الأربعاء ,06 كانون الثاني / يناير

لا تتسرّع في خوض مغامرة مهنية قبل أن تتأكد من دقة معلوماتك

GMT 21:28 2021 الثلاثاء ,05 كانون الثاني / يناير

أمامك فرص مهنية جديدة غير معلنة

GMT 14:28 2019 الإثنين ,01 إبريل / نيسان

تشعر بالعزلة وتحتاج الى من يرفع من معنوياتك

GMT 22:02 2021 الثلاثاء ,05 كانون الثاني / يناير

تنجح في عمل درسته جيداً وأخذ منك الكثير من الوقت

GMT 15:16 2020 الأحد ,12 إبريل / نيسان

لا رغبة لك في مضايقة الآخرين

GMT 11:00 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

حفل توقيع المجموعة القصصية "عود بخور" بمكتبة "ألف"

GMT 09:51 2020 الجمعة ,01 أيار / مايو

تفاصيل " المندرة " عمل مسرحي عن "كورونا"

GMT 12:06 2017 الأحد ,24 كانون الأول / ديسمبر

"الغارديان" تكشف عن وقائع الاغتصاب في سجن أبو غريب

GMT 04:41 2017 الثلاثاء ,24 تشرين الأول / أكتوبر

ريهانا تثير الجدل مجددًا بإطلالة غريبة تظهر رشاقتها

GMT 06:19 2017 الثلاثاء ,11 إبريل / نيسان

هديل العزاوي تنصح الفتيات بالخروج دون "ميك آب"

GMT 08:42 2017 الجمعة ,27 كانون الثاني / يناير

استمتع بقضاء شهر عسل في مدينة التسلية والتسوق ميامي

GMT 22:30 2020 السبت ,07 آذار/ مارس

قصات شعر للوجه المثلّث..

GMT 06:50 2020 الأحد ,12 كانون الثاني / يناير

عواصف شتوية عاتية تضرب خمسة ولايات أميركية الأحد

GMT 17:58 2019 الأحد ,06 كانون الثاني / يناير

منتخب يد تونس يهزم اليابان في بطولة يالو كاب السويسرية

GMT 15:14 2018 الثلاثاء ,05 حزيران / يونيو

7 علامات من السنّة تعرف بها "ليلة القدر"
 
Iraqtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Iraqtoday Iraqtoday Iraqtoday Iraqtoday
iraqtoday iraqtoday iraqtoday
iraqtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
iraq, iraq, iraq