ما السؤال الذي يتعين على الأردنيين الإجابة عليه

ما السؤال الذي يتعين على الأردنيين الإجابة عليه؟

ما السؤال الذي يتعين على الأردنيين الإجابة عليه؟

 العراق اليوم -

ما السؤال الذي يتعين على الأردنيين الإجابة عليه

بقلم : عريب الرنتاوي
بقلم : عريب الرنتاوي

ما السؤال الذي يتعين على الأردنيين الإجابة عليه؟ ... هل نقبل صفقة القرن؟ ... هل نبني على ما فيها من "إيجابيات" لتطويرها، ربما وصولاً لحل الدولتين وضمان مصالح الأردن في الحل النهائي للقضية الفلسطينية؟ ... هل نرفضها جملة وتفصيلاً؟
 
لا إجابة واحدة على هذه التساؤلات، فثمة من يلفت الانتباه إلى نصف الكأس الملآن في الصفقة، لإتمام الكأس كله ... ثمة من يرى في صيحة "يا وحدنا" توطئة للتكيف مع الصفقة ومقتضايتها .... ثمة من يجادل بعدم جواز أن نكون "كاثوليك أكثر من البابا نفسه" أو فلسطينيين أكثر من الفلسطينيين أنفسهم؟ ... وهناك فريق آخر، يقترح أن الأوان قد حان، للدخول في مرحلة من التكيف مع وجوب رفضنا لهذه الصفقة، وعدم تسهيل تمريرها، وعندم انخراطنا كطرف فاعل فيها.
 
من وجهة نظر كاتب هذه السطور، لا شيء نخسره إذا ما رفضنا الصفقة، يعدل أو يعادل، ما قد نفقده إن نحن خضعنا لشروطها وإملاءاتها، وتعاملنا معها كما لو كانت "قدراً لا رادّ" له ... لا المساعدات الأمريكية البالغة مليار ونصف المليار دولار، يمكن أن تضاهي ما نحن مهددون بخسارته ... ولا "علاقة حسن" الجوار مع إسرائيل، تنفع في صد الشهية الإسرائيلية التوسعية، والتي لن تكتفي بما هو ممتد بين النهر والبحر، بل وتنظر إلى ما ورائهما كذلك، بوصفها نطاقات ومجالات حيوية للأمن والاقتصاد الإسرائيليين.
 
علينا أن نشرع في التكيف مع ضرورات المواجهة ومقتضياتها، مع الإقرار مسبقاً، بأننا أضعنا سنوات سمان عديدة، في "عدم فعل ما يلزم"، لا على صعيد تعزيز سياسة "الاعتماد على الذات" بديلاً عن "الاعتمادية" شبه التامة على الخارج، ولا لجهة تعزيز جهاز المناعة الوطنية للدولة والمجتمع الأردنيين في مواجهة عاتيات الأيام المقبلة ... أن نصل متأخرين خير من ألا نصل، ولا يجوز أن يؤخذ تأخرنا في الاستجابة لهذه الضرورات، كذريعة لتبرير المزيد من "عدم فعل شيء".
 
إن كانت خياراتنا على الصعيد الخارجي، الإقليمي والدولي، ليست كثيرة، وليست جميعها بيدنا، فإن خياراتنا على المستوى الداخلي، كثيرة، وجميعها بيدنا نحن ... فتحصين الجبهة الداخلية يبدو أمراً ممكناً ومتاحاً إن توفرت الإرادة السياسية لذلك، وتعزيز قدرة الأردنيين على الصمود ومقاومة الضغوط الاقتصادية والاجتماعية، أمرٌ ممكن إن اطمئن الأردنيون إلى سلامة النوايا والتوجهات والسياسات.
 
مطلوب اليوم أكثر من أي وقت مضى، تسجيل اختراقات داخلية على مسارين متوازيين اثنين: الأول؛ الإصلاح السياسي بدءاً بقانون انتخاب جديد وبرلمان قوي وحكومة تتمتع بـ"أكتاف عريضة" ... مطلوب اليوم، إشراك ملايين الأردنيين في معركة إسقاط صفقة القرن، ومنع مراميها السوداء من التمدد لتطال وتطاول حقوقنا ومصالحنا الوطنية العليا ... مطلوب اليوم، أن نعتمد على شعبنا وجماهيرنا، لا أن نبقى على خشيتنا من حركتها وحراكها .... أما المسار الثاني؛ فيتجلى في حرب شعواء على الفساد والفاسدين، أقله لكسب ثقة الأردنيين بدولتهم ومؤسساتها، وتقوية قدرتهم على الثبات والصمود.
 
ومطلوب خطة للتحرك الكثيف والنشط على مختلف المسارات، فللأردن أصدقاء في مختلف دول العالم، بالذات في الولايات المتحدة، خارج إطار البيت الأبيض... لدينا عالم يتجه للتعددية القطبية وعلينا أن نستفيد من ذلك وأن نبني عليه ... وعلينا أن نخرج مرة وإلى الأبد من سياسة المحاور الإقليمية المتصارعة، وان نشرع في البحث عن أسواق وليس عن ساحات للمواجهة وتسوية الحسابات.
وللحديث صلة

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ما السؤال الذي يتعين على الأردنيين الإجابة عليه ما السؤال الذي يتعين على الأردنيين الإجابة عليه



GMT 14:04 2021 السبت ,06 شباط / فبراير

ذهبت ولن تعود

GMT 11:55 2021 السبت ,06 شباط / فبراير

من شعر الكميت بن زيد والأعشى

GMT 07:10 2021 السبت ,06 شباط / فبراير

قتلوه... قتلوه... قتلوه لقمان محسن سليم شهيداً

GMT 22:33 2021 الخميس ,04 شباط / فبراير

كيم وكيا، فوردو وديمونا، نافالني وفاونسا؟

GMT 20:38 2019 الأربعاء ,27 شباط / فبراير

الهلال يتعاقد مع نجل الدولي السابق عبده عطيف

GMT 10:17 2015 الأربعاء ,14 تشرين الأول / أكتوبر

دون كيشوت" من أفضل 10 مطاعم في مصر

GMT 03:01 2018 الجمعة ,13 إبريل / نيسان

جورج وسوف يصرح "بشار الأسد مش هنلاقي أحسن منه"

GMT 00:52 2017 الأربعاء ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

كوسوفو مدينة جميلة اكتشفها أنت وعروسك خلال شهر العسل

GMT 19:55 2016 الخميس ,14 إبريل / نيسان

تعلمي طريقة تكبير الشفايف بالمكياج في البيت

GMT 19:29 2019 الأحد ,27 كانون الثاني / يناير

الرئيس محمود عباس يزور مركز الإحصاء الفلسطيني

GMT 01:14 2018 الثلاثاء ,24 تموز / يوليو

طريقة اعداد التورتة على شكل الرمان

GMT 21:15 2018 الثلاثاء ,17 إبريل / نيسان

غاري نيفيل يكشف سر نجاح كريستيانو رونالدو

GMT 07:46 2018 الإثنين ,09 إبريل / نيسان

سايرس مثيرة في بدلة مستوحاة من ثياب القراصنة

GMT 13:53 2018 الثلاثاء ,16 كانون الثاني / يناير

الإعلامي عمرو الليثي يزور مستشفى أبو الريش للأطفال

GMT 19:58 2017 الثلاثاء ,05 كانون الأول / ديسمبر

دار "Bulgari" تكشف عن مجموعة من العقود المرصّعة بالأحجار الكريمة

GMT 14:45 2017 السبت ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

الألوان المبهجة تسيطر على ديكور الشتاء هذا الموسم

GMT 23:14 2017 الأربعاء ,25 تشرين الأول / أكتوبر

هيفاء وهبي تؤكّد أنّ من يزرع الفن سيحصد العالمية
 
Iraqtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Iraqtoday Iraqtoday Iraqtoday Iraqtoday
iraqtoday iraqtoday iraqtoday
iraqtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
iraq, iraq, iraq