عن «الحملة على الفساد» وما بعدها

عن «الحملة على الفساد».. وما بعدها

عن «الحملة على الفساد».. وما بعدها

 العراق اليوم -

عن «الحملة على الفساد» وما بعدها

عريب الرنتاوي
بقلم - عريب الرنتاوي

أفهم أن يثير المتضررون من «الحملة على الفساد» جلبة سياسية وإعلامية واجتماعية صاخبة، فأموالهم (أموالنا بالأحرى) مهدد بالاقتطاع والانتقاص، ولديهم من «المؤلّفة جيوبهم» جيوش من «الذباب» و»الدبابير» الالكترونية، التي غالباً ما تتغطى بلقب «صحفي» أو «إعلامي»...البعض يفضل الحديث عن «المتهربين ضريبياً»، وأن أفضل الحديث عن «الحرب على الفساد» باعتبار أن طينة هذا الجرم من عجينة ذاك.لكنني لا أفهم، لماذا تنبري فئات وشرائح من مجتمعنا للدفاع عن الفاسدين من «أبنائها البررة»، لكأننا قوم نكره الفساد والفاسدين فقط إن كانوا من خارج «الدائرة الضيقة» لأقاربنا وأنسبائنا وأبناء حيّنا وحمولتنا وطائفتنا وعائلتنا...إن اعتمدنا هذه المسطرة في إدارة حربنا على الفساد، لن يكون بوسعنا القبض على فاسد واحد، أو استرداد قرش من الأموال المنهوبة.وتحزنني في بعض الأحيان دعوات يطالب أصحابها بالقبض على فاسدي مختلف الشرائح والفئات الأخرى كشرط مسبق للتسامح والتساهل في استهداف الفاسدين من بيئتهم الاجتماعية، ببساطة لأنها تذكرني بالقاعدة السخيفة التي حكمت لبنان منذ استقلاله، وكانت السبب في خرابه: «6 و6 مكرر»، التي تكرس المحاصصة الطائفية في التعيينات كما في قوائم المطلوب القبض عليهم أو الإفراج عنهم، سواء بسواء.على أنني أتفهم الظروف التي تحيط بمناخات الشك والريبة التي تحيط بـ»الحملة على الفساد»، فهي مستحقة، وتأخرت كثيراً، ليس مع هذه الحكومة فحسب، بل ومن سبقتها من حكومات...أتفهم الخشية من «موسمية» و»انتقائية» «ونفاد صبر» الحكومات في متابعة هذا الملف...فثمة إرث من «قلة الإفصاح والشفافية» وأرشيف متراكم من القضايا الناضحة بروائح الفساد التي تزكم الأنوف، التي فتحت وأغلقت، من دون أن نعرف لماذا فتحت وكيف أغلقت...وثمة الكثير من التجارب الدالة على «نزق الحكومات» و»قلة صبرها».ثمة شرطان لنجاح «الحملة على الفساد» في تحقيق مراميها: مطاردة «التهرب الضريبي»، «سوء استخدام المنصب العام»، «الإثراء غير المشروع»، «الإفلات بالمال ومن العقاب في الوقت ذاته»، وتحويل هذه القواعد إلى «ثقافة عامة» و»عرف دارج»: المعيار/الشرط الأول؛ الالتزام بأعلى معايير سيادة القانون، والثاني؛ الشفافية والإفصاح...على أن هناك شرطا ثالثا واجبا وحاسم الأهمية وإن كان طويل الأجل بحكم طبيعته، وأعني به، إدماج «الحرب على الفساد والتهرب الضريبي» بتفعيل وتسريع مسارات الإصلاح السياسي والتحول الديمقراطي في البلاد، وضمان الحريات العامة وصون حقوق المواطن وخصوصياته.ذات لقاء مع دولة رئيس الحكومة في بواكير تشكيلها، قلت بوجوب توفر شرطين لاستعادة ثقة المواطن بالحكومة، وتسليك طريق «النهضة» و»العقد الاجتماعي»: اختراق على مسار الإصلاح السياسي شبيه بما حصل في العام 1989، وحرب لا هوادة فيها على الفساد.كنا وما زلنا نعرف، أن الأولوية الضاغطة على عقول الأردنيين وقلوبهم وضمائرهم ومعداتهم وجيوبهم، هي «الجائحة الاقتصادية – الاجتماعية»، لكننا ونحن نعلي من شأن «الإصلاح السياسي» و»الحرب على الفساد» كنا نقترح على الحكومة «شراء» وقت مريح وكافٍ حتى تعطي برامج الإصلاحات الاقتصادية أكلها، فالضائقة الاقتصادية ليست من النوع الذي سيُحل في غضون أشهر أو سنوات معدودات، وليس لدى الحكومة «عصا موسى» لتضرب بها...وأخطر ما يمكن أن يتهدد استقرار البلاد والعباد، هو اجتماع الضائقة الاقتصادية بالانسداد السياسي...كنا نرى إلى الحاجة لتعزيز «جهاز المناعة المكتسبة» لدى المجتمع الأردني لتحمل الأعباء وجبه تحديات الداخل والخارج الثقيلة للغاية، قبل كورونا وبعدها، قبل صفقة القرن وبالأخص بعدها.

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

عن «الحملة على الفساد» وما بعدها عن «الحملة على الفساد» وما بعدها



GMT 14:04 2021 السبت ,06 شباط / فبراير

ذهبت ولن تعود

GMT 11:55 2021 السبت ,06 شباط / فبراير

من شعر الكميت بن زيد والأعشى

GMT 07:10 2021 السبت ,06 شباط / فبراير

قتلوه... قتلوه... قتلوه لقمان محسن سليم شهيداً

GMT 22:33 2021 الخميس ,04 شباط / فبراير

كيم وكيا، فوردو وديمونا، نافالني وفاونسا؟

GMT 21:09 2020 الأربعاء ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

تعرف لقاءً مهماً أو معاودة لقاء يترك أثراً لديك

GMT 17:33 2019 الثلاثاء ,03 أيلول / سبتمبر

تتحدى من يشكك فيك وتذهب بعيداً في إنجازاتك

GMT 13:45 2021 الأربعاء ,10 شباط / فبراير

أبرز صيحات موضة بدلات ملونة بستايل عصري وجديد

GMT 13:25 2021 الأربعاء ,27 كانون الثاني / يناير

مجموعة من مجوهرات عروس فخمة من وحي أهم النجمات

GMT 01:30 2020 الثلاثاء ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

مايكروسوفت تجعل متصفح Edge أسرع وأكثر عملية

GMT 13:00 2019 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

طريقة إعداد حلوى "تشيز كيك اللوتس" الشهية

GMT 19:38 2017 الإثنين ,30 تشرين الأول / أكتوبر

واتساب تعلن عن خاصية مشاركة المكان بشكل مباشر

GMT 22:26 2018 الإثنين ,10 كانون الأول / ديسمبر

الشباب يواصل تدريباته على ملعب الأمير خالد بن سلطان

GMT 19:36 2018 الأربعاء ,17 تشرين الأول / أكتوبر

تحذير أممي من تعرض اليمن لأكبر مجاعة يشهدها العالم

GMT 01:22 2018 الثلاثاء ,03 تموز / يوليو

صيحات مميّزة للحقائب باللون الأبيض لصيف 2018

GMT 21:44 2018 الثلاثاء ,30 كانون الثاني / يناير

زياد نكد يطبع بصمة ملفتة في عالم هوت كوتور

GMT 13:51 2021 السبت ,02 كانون الثاني / يناير

توقعات ماغي فرح للأبراج في عام 2021

GMT 00:20 2019 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

كردستان تحتضن معسكر المنتخب العراقي لكرة السلة

GMT 20:57 2019 الثلاثاء ,16 تموز / يوليو

"شانيل" تطلق مجموعة مجوهرات راقية جديدة

GMT 05:34 2019 السبت ,06 إبريل / نيسان

طحنون بن محمد يعزي بوفاة سيف عبيد المنصوري
 
Iraqtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Iraqtoday Iraqtoday Iraqtoday Iraqtoday
iraqtoday iraqtoday iraqtoday
iraqtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
iraq, iraq, iraq