محوران للحراك الدبلوماسي الإقليمي النشط

محوران للحراك الدبلوماسي الإقليمي النشط

محوران للحراك الدبلوماسي الإقليمي النشط

 العراق اليوم -

محوران للحراك الدبلوماسي الإقليمي النشط

بقلم - عريب الرنتاوي

الحراك السياسي والدبلوماسي الكثيف، من ثنائي وجماعي، الذي تشهده عواصم عربية وإقليمية، يتمحور بالأساس حول نقطتين اثنتين: عودة سوريا للجامعة العربية، و»ملء فراغ» واشنطن في حال انسحابها من منطقة شرق الفرات.
في النقطة الأولى؛ لا يبدو أن مسار الانفتاح العربي على سوريا سيشهد اختراقات كبرى في المدى المنظور، والأرجح أن دمشق لن تدعى إلى قمة تونس في آذار المقبل، كما ذهبنا للقول في هذه الزاوية من قبل ... الأنباء تتواتر عن ضغوط أمريكية – أوروبية لوقف الاندفاعة العربية صوب دمشق، ووسائل الإعلام تنقل عن مصادر مطلعة أن مصر أبلغت مانويل ماكرون بأن سوريا لن تدعى لقمة تونس، والحوار الوزاري العربي الأوروبي، شهد محاولة أوروبية لثني بعض العواصم العربية عن المضي في هذا الطريق.
الأوروبيون، كما الأمريكيون، يرون في عودة العرب إلى سوريا، وعود سوريا إلى الجامعة، مرحلة لاحقة لإنجاز العملية السياسية في سوريا، وليس سابقة لها، فهي من وجهة نظرهم تضاف إلى إعادة الإعمار وعودة اللاجئين، بوصفها أوراق ضغط على موسكو وطهران ودمشق، لإضفاء «قدر من التوازن» على المسار السياسي لحل الأزمة السورية ... موسكو تستعجل انشاء وتفعيل اللجنة الدستورية، وتسعى في تنشيط مسار أستانا – سوتشي، فيما تركيا ترغب بشق مسار موازٍ لهذا المسار، هو مسار جنيف الميت سريرياً، لكي يبقى بمقدورها اللعب على المسارين والرقص على حبليهما المشدودين ... والخلاصة أن هذه النقطة أصبحت بدورها نقطة تجاذب إقليمية ودولية، ومن الصعب أن يغرد العرب خارج سرب «التحالف الدولي» بشأن سوريا، أو بعيداً عن «اللجنة المصغرة» لسوريا بزعامة أمريكا، والتي تضم من تبقى من أعضاء «نادي أصدقاء سوريا» الذي كان موسعاً جداً.
النقطة الثانية، وتتعلق بملء الفراغ الأمريكي في مناطق شرق الفرات ... تركيا ترى أنها «الأحق» بذلك والأقدر على فعله، وأن لها متطلبات أمنية، لن تفوض أحداً بالسهر عليها نيابة عنها ... قوات سوريا الديمقراطية ترى أنها دفعت دماً غزيراً، وأنها صاحبة الحق في ذلك، من ضمن ترتيب مع الدولة السورية، وبتوافق مع واشنطن وموسكو، وبالضد من الشهية التركية المنفتحة ... موسكو تدفع باتجاه عودة هذه المناطق لسيطرة الجيش وسيادة الدولة السوريين ... أما العرب المنقسمون من حيث حدة رفضهم للدور التركي، فيبدو أنهم توصلوا إلى حل وسط فيما بنيهم: تدوير الزوايا الحادة في الموقف التركي بدل الصدام اليائس مع أنقرة، واقتراح «طرف ثالث» لملء هذا الفراغ.
من سيتولى مهمة تدوير الزوايا التركية الحادة، هم العرب الأقل عداءً لتركيا، أو حتى الأصدقاء لها، أما من سيقوم بملء الفراغ فقد اهتدوا إلى ائتلاف يضم «بيشمركة روج آفا» المحسوبة على إقليم كردستان العراق، تسليحا وتدريباً وتجهيزاً، والتي دخلت وحدات منها منطقة شمال شرق الفرات، كما أكد ذلك جيمس جيفري، بالتحالف مع قوات النخبة العشائرية التابعة لسوريا الغد بقيادة أحمد الجربا، المحسوب على بعض العواصم العربية المناهضة لتركيا، والذي تربطه بأنقرة علاقات متوترة، لا تصل من حيث درجة عدائيتها للمستوى الذي بلغته العلاقات المتدهورة بين تركيا وقوات قسد ووحدات الحماية.
هنا يكتسب مسعود البرزاني أهمية خاصة، فالرجل صديق لتركيا، وهو أحد أركان الحركة الكردية في المنطقة وليس في العراق فحسب، وهو «راعي» قوات «بيشمركة روج آفا» ... وهو مقرب من الولايات المتحدة ويحتفظ بعلاقة طيبة مع إسرائيل ... وهو منافس شرس لعبد الله أوجلان وأتباعه من الأكراد في كل مكان تقريباً، بما فيها سوريا ... الرجل سيلعب دوراً «مفتاحياً» إن كان لهذه الخطة أن تنجح وأن ترى النور، أو إن أمكن تسويقها في أنقرة، وهو أمرٌ مشكوك فيه على أية حال.

 

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

محوران للحراك الدبلوماسي الإقليمي النشط محوران للحراك الدبلوماسي الإقليمي النشط



GMT 14:27 2019 الجمعة ,21 حزيران / يونيو

وفاة الحلم الياباني لدى إيران

GMT 14:24 2019 الجمعة ,21 حزيران / يونيو

المواجهة الأميركية مع إيران (١)

GMT 05:35 2019 الخميس ,20 حزيران / يونيو

موسكو في "ورطة" بين "حليفين"

GMT 05:32 2019 الخميس ,20 حزيران / يونيو

(رحيل محمد مرسي)

GMT 05:28 2019 الخميس ,20 حزيران / يونيو

ضرب ناقلات النفط لن يغلق مضيق هرمز

GMT 13:41 2019 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

تعرف لقاءً مهماً أو معاودة لقاء يترك أثراً لديك

GMT 21:01 2021 الأربعاء ,06 كانون الثاني / يناير

تتمتع بالنشاط والثقة الكافيين لإكمال مهامك بامتياز

GMT 19:38 2019 الثلاثاء ,03 أيلول / سبتمبر

تجنب اتخاذ القرارات المصيرية أو الحاسمة

GMT 18:00 2018 الخميس ,27 كانون الأول / ديسمبر

نانسي الزعبلاوي تحضر لأغنية جديدة مع "ميوزك تون "

GMT 09:59 2018 الثلاثاء ,25 كانون الأول / ديسمبر

التحالف الدولي يقصف جسرًا للجيش السوري في ريف دير الزور

GMT 14:28 2018 الثلاثاء ,25 أيلول / سبتمبر

السريحي يخوض تجربة احترافية في الدوري الفرنسي

GMT 12:03 2013 الجمعة ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

"سوني" تطرح حاسب "فايو ديو 13" المحمول في الإمارات

GMT 16:48 2018 الثلاثاء ,20 آذار/ مارس

فيديو كليب True Love لمسرحية Frozen على مسرح برودواى

GMT 03:19 2017 الأحد ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

دانا حمدان سعيدة بنجاح "الطوفان" وشخصيتها بالعمل

GMT 23:57 2017 الأحد ,29 تشرين الأول / أكتوبر

تعرفي على كيفية العناية بالشعر المجعد والطرق المناسبة

GMT 11:43 2016 السبت ,18 حزيران / يونيو

اكتشفي كيفية اختبار الحمل في البيت

GMT 04:19 2019 الثلاثاء ,22 كانون الثاني / يناير

الكشف عن تفاصيل مقتل الراقصة التركية "ديدم"

GMT 02:43 2018 الأحد ,09 كانون الأول / ديسمبر

الإعلامية المصرية سميرة الدغيدي تُعلن عن بيع قناتها" LTC"

GMT 19:19 2018 الإثنين ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

تعرف على أسعار ومواصفات "هيونداي إلنترا 2019" المتاحة في مصر

GMT 01:12 2018 الإثنين ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

فيلم "السر 21" يجمع المخرج خالد يوسف والمُنتج كريم السبكي

GMT 01:42 2018 الجمعة ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

"تحريم" اللقاح يهدد بتفشي الحصبة في إندونيسيا
 
Iraqtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Iraqtoday Iraqtoday Iraqtoday Iraqtoday
iraqtoday iraqtoday iraqtoday
iraqtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
iraq, iraq, iraq