عن «المقاومة» و»التنسيق الأمني»

عن «المقاومة» و»التنسيق الأمني»

عن «المقاومة» و»التنسيق الأمني»

 العراق اليوم -

عن «المقاومة» و»التنسيق الأمني»

بقلم - عريب الرنتاوي

لا تمانع حركة حماس في الاحتفاظ بـ»الأمر الواقع» في غزة لسنوات عديدة قادمة، أياً كانت النتائج والتداعيات المترتبة على هذه الاستراتيجية، وهي تستعين لتحقيق هذه الغاية بكل ما توفرت عليه من سبل ووسائل، وجندت لهذا الغرض، «مسيرات العودة الكبرى»، وتوصلت إلى تفاهمات لـ»التهدئة»، أقل ما يقال فيها أنها مؤسفة، وترقى إلى مستوى «التنسيق الأمني» في الضفة.
لكن حماس تدرك في الوقت ذاته، أنها مشروعها سيختنق في قطاع غزة إن ظل محصوراً فيه على المديين المتوسط والطويل، ولذلك فإن اهتمامها بالضفة الغربية، لا يتوقف ولا ينقطع، وهذا ما تدركه السلطة، وتعمل بكل قوة لمنعه بشتى السبل، وفي هذا السياق، يصبح «التنسيق الأمني» حاجة للسلطة وضرورة لبقائها واستمرارها في صراعها مع حماس، أكثر من كونه تنفيذاً لالتزامات مقطوعة في أوسلو و»موقع عليها» في واشنطن.
تصعيد المقاومة أو تخفيضها، باتت لعبة محكومة بحسابات الصراع الفلسطيني الداخلي ... وتقديس التنسيق الأمني أو شيطنته، بات أيضاً محوراً من محاور الاشتباك الفلسطيني الداخلي، وفي كل الأحوال، فإن احتفاظ كل فريق من فريقي الانقسام بما له، وسعيه لانتزاع ما لدى الفريق الآخر، هو «عنوان اللعبة» الآن، أما الاحتلال، فيراقب المشهد بكثير من الارتياح، فأمر إزالته ورفع كلفة استمراره، لم يعد يحظى بموقع الأولوية لدى «العامودين الفقريين» للحركة الوطنية والإسلامية الفلسطينية.
إسرائيل لا تريد لحماس أن تسيطر على الضفة الغربية، فـ»التهديد» هنا يصبح أكثر خطورة والمقامرة غير محسوبة، وهي – إسرائيل – لا تمانع في حشر حماس في القطاع، والتعامل الواقعي مع سلطة الأمر الواقع هناك، وهذا ما تفعله يومياً، خدمة لغرض تفتيت الحركة الوطنية الفلسطينية، وبرهاناً على فشل الفلسطينيين بحكم أنفسهم بأنفسهم، ودلالة على عدم جدارتهم بالحرية والاستقلال وتقرير المصير.
وحماس في المقابل، تعمل على تثبيت «التهدئة» في غزة، وعينها على «تثوير» الضفة الغربية... في غزة تحاول حماس البرهنة على أنها «جهة مسؤولة» وجديرة بأن تصبح ممثلاً شرعياً للفلسطينيين، وعبر عمليات تأهيلها التي يرعاها حلفاء الحركة، يُراد إقناع إسرائيل بأن حماس قيادة جديرة بحكم الضفة، أو ما تبقى منها كذلك، وهي طرف «موثوق» و»مسؤول» ... لكن إسرائيل لم تقتنع بهذه الفرضية، حتى الآن على الأقل.
لذلك اهتدت حماس إلى وسيلة لمدّ نفوذها إلى الضفة الغربية، على حساب السلطة وليس على حساب الاحتلال ... العمليات العسكرية في الضفة من شأنها «إحراج السلطة توطئة لإخراجها»، والمظاهرات السلمية الخشنة التي تسيّرها حماس وتتصدرها النساء والأطفال، من شأنها الإطاحة بما تبقى من صدقية للمنظمة والسلطة وحركة فتح، وإن جرى العمل بـ»التكتيكين» معاً كما جرى مؤخراً، فإن ذلك سيقوض صورة السلطة وينهي بقايا نفوذها في أوساط شعبها.
بيد أن هذا التكتيك إشكالي بطبيعته، فإسرائيل يمكن أن تتسامح مع قدر محدود من العنف (المقاومة) في الضفة الغربية، قد لا يكون كافياً لتقويض السلطة، ولكنها لن تتسامح مع منسوب أعلى منه، والمؤكد أنه ستتصدى له في الضفة، وستعاقب القائمين عليه في غزة إن خرجت الأمور عن المتوقع والمقبول، هنا يكمن مأزق حماس، وهنا تقع إشكالية محاولتها وحلفائها، إعادة انتاج تجربة قطاع غزة في الضفة الغربية... ألم نقل لكم إن «المقاومة»، كما «التنسيق الأمني»، تحولا إلى مجرد تكتيكات في معارك السلطة واقتسامها بدل أن يكونا توطئة للتحرير وبناء الدولة واكتساب الجدارة بالحرية والاستقلال؟ ... إن لم يكن ما أشرنا إليه، استقواءً بالاحتلال في حرب «الإخوة الأعداء» على السلطة، فكيف يكون الاستقواء إذن؟

 

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

عن «المقاومة» و»التنسيق الأمني» عن «المقاومة» و»التنسيق الأمني»



GMT 14:27 2019 الجمعة ,21 حزيران / يونيو

وفاة الحلم الياباني لدى إيران

GMT 14:24 2019 الجمعة ,21 حزيران / يونيو

المواجهة الأميركية مع إيران (١)

GMT 05:35 2019 الخميس ,20 حزيران / يونيو

موسكو في "ورطة" بين "حليفين"

GMT 05:32 2019 الخميس ,20 حزيران / يونيو

(رحيل محمد مرسي)

GMT 05:28 2019 الخميس ,20 حزيران / يونيو

ضرب ناقلات النفط لن يغلق مضيق هرمز

GMT 13:41 2019 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

تعرف لقاءً مهماً أو معاودة لقاء يترك أثراً لديك

GMT 21:01 2021 الأربعاء ,06 كانون الثاني / يناير

تتمتع بالنشاط والثقة الكافيين لإكمال مهامك بامتياز

GMT 19:38 2019 الثلاثاء ,03 أيلول / سبتمبر

تجنب اتخاذ القرارات المصيرية أو الحاسمة

GMT 18:00 2018 الخميس ,27 كانون الأول / ديسمبر

نانسي الزعبلاوي تحضر لأغنية جديدة مع "ميوزك تون "

GMT 09:59 2018 الثلاثاء ,25 كانون الأول / ديسمبر

التحالف الدولي يقصف جسرًا للجيش السوري في ريف دير الزور

GMT 14:28 2018 الثلاثاء ,25 أيلول / سبتمبر

السريحي يخوض تجربة احترافية في الدوري الفرنسي

GMT 12:03 2013 الجمعة ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

"سوني" تطرح حاسب "فايو ديو 13" المحمول في الإمارات

GMT 16:48 2018 الثلاثاء ,20 آذار/ مارس

فيديو كليب True Love لمسرحية Frozen على مسرح برودواى

GMT 03:19 2017 الأحد ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

دانا حمدان سعيدة بنجاح "الطوفان" وشخصيتها بالعمل

GMT 23:57 2017 الأحد ,29 تشرين الأول / أكتوبر

تعرفي على كيفية العناية بالشعر المجعد والطرق المناسبة

GMT 11:43 2016 السبت ,18 حزيران / يونيو

اكتشفي كيفية اختبار الحمل في البيت

GMT 04:19 2019 الثلاثاء ,22 كانون الثاني / يناير

الكشف عن تفاصيل مقتل الراقصة التركية "ديدم"

GMT 02:43 2018 الأحد ,09 كانون الأول / ديسمبر

الإعلامية المصرية سميرة الدغيدي تُعلن عن بيع قناتها" LTC"

GMT 19:19 2018 الإثنين ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

تعرف على أسعار ومواصفات "هيونداي إلنترا 2019" المتاحة في مصر

GMT 01:12 2018 الإثنين ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

فيلم "السر 21" يجمع المخرج خالد يوسف والمُنتج كريم السبكي

GMT 01:42 2018 الجمعة ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

"تحريم" اللقاح يهدد بتفشي الحصبة في إندونيسيا
 
Iraqtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Iraqtoday Iraqtoday Iraqtoday Iraqtoday
iraqtoday iraqtoday iraqtoday
iraqtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
iraq, iraq, iraq