كورونا وثلاثة أنماط من فقهاء الظلام

كورونا وثلاثة أنماط من "فقهاء الظلام"

كورونا وثلاثة أنماط من "فقهاء الظلام"

 العراق اليوم -

كورونا وثلاثة أنماط من فقهاء الظلام

بقلم : عريب الرنتاوي
بقلم : عريب الرنتاوي

ثلاثة أنماط من "فقهاء الظلام"، تكشفت عنهم أزمة كورونا العالمية:"رجال دين"، خرجوا للتو من كهوفهم، يجادلون ببطلان فتوى صلاتي الجمعة والجماعة ... بعضهم، يدير ظهره للقانون وسيادته، ويصر أن "يفتح على حسابه"، يدعو المؤمنين اليائسين للتجمهر في الساحات، وبصورة تهدد حيواتهم وأرواحهم... بعض الدعاة في فلسطين، العائدين للتو من الباكستان، جاؤوا محمّلين بالفيروس، بل أن أحدهم أصر على كسر القفل الذي يغلق به أحد المساجد، معلناً تمرده على القانون والعرف ومقتضيات السلامة العامة.
 
آخرون، ما زالوا على ضلالهم، يدعون الناس لزيارة الأضرحة والمراقد ... المشاهد من العراق، وقبلها من إيران، كانت مؤسفة، وتشف عن مستوى العبث بحياة الناس ومصائرها، ودائماً بالاستناد إلى ما يعتقدونه عقائد وشرائع، مع أنها في الحقيقة، لا تزيد عن كونها عادات وخرافات متوارثة، تمنحهم وحدهم، الأهمية والسطوة والمكانة الاجتماعية والمال.
 
"رجال أعمال"، وتحديداً في الدول الصناعية، الكبرى والصغرى، الذين يمارسون عبر أذرعتهم الطويلة، ونفوذهم الوازن، ضغوطاً على حكومات بلادهم، لضمان تدفق الأموال إلى حساباتهم، حتى وإن كانت النتيجة كارثية بحق المئات والألوف، وربما غداً ملايين من البشر ... دول يقوم ازدهارها على الأجانب بسياحتهم واستثماراتهم، المهم بالنسبة لها الحفاظ على تدفقهم وبقائهم، حتى وإن كانت العاقبة وخيمة ... هي الحال في كثيرٍ من الدول الرأسمالية، حيث الربح أولاً، والسوق المفتوحة أولاً، واستمرار عجلة المال والأعمال بالدوران أولاً، وبأي ثمن... لا يهم كم سيصاب أو كم سيموت الناس في ولاية كاليفورنيا، الأهم ألا تضيع سدى "فرصة" أعياد الربيع على السائحين والسابحين على الشواطئ الدافئة... جشع هؤلاء أعمى أبصارهم، تماماً مثلما فعل التخلف بالفئة الأولى: جهل فرسانها أعمى بصائرهم"
 
"رجال سياسة"، انتهازيون بطبيعتهم، همهم البقاء في السلطة مهما كلّف الأمر ... يكذبون كما يتنفسون ... من هؤلاء دونالد ترامب على سبيل المثال، الذي لا يدخر فرصة تمر، من دون أن يقلل من شأن الكارثة، وهو الذي أنكرها في البدء... المهم ألا تتأثر الأسواق والبورصات، وألا يرتد ذلك سلبياً على مجريات وأرقام حملته الانتخابية على مبعدة أشهر قلائل من استحقاق نوفمبر القادم ... من هؤلاء أيضاً، بنيامين نتنياهو، الذي لم يدخر بدوره جهداً ولا وقتاً، من دون الاستثمار في الفيروس اللعين، والمبالغة في أضراره ونتائجه، طالما أن خلق حالة من "الذعر" يمكن أن تأتي بمنافسه وخصمه بيني غانتس على ركبيته، كعضو في حكومة طوارئ وطنية ... بين "تهوين" ترامب، و"تهويل" نتنياهو، تبدو الانتهازية طافحة ومثيرة للتقزز والاشمئزاز ... هذا السياسيّان ليسا سوى غيض من فيض ما يفعله بعض رجال السياسة، الذين تهمهم أرقام الاستطلاعات أكثر مما تهمهم أعداد الضحايا والمصابين.
 
ومن أسف، فإن كثرة كاثرة من شعوب الأرض، ما زالت تتبع "فقهاء الظلام" بفئاتهم المختلفة، كالقطيع ... رجال الكهوف لهم أنصارهم المستعدين دوماً للاستجابة لـ "فتاواهم" الشاذة، وهم يهرعون بالمئات والألوف وعشرات الألوف لتلبية نداءاتهم ... ترامب على أدائه المخجل والمؤسف في إدارة "ملف كورونا"، ما زال يحظى بتأييد 55 بالمائة من الأمريكيين، نتنياهو عزز مكانته في الانتخابات الأخيرة، التي التأمت مع بداية تفشي الوباء ... مؤسف أن "الشعوبية" ما زالت تجد ملايين الآذان الصاغية لشعاراتها و"رطانتها"، تماماً مثلما تجد الفتاوى الشاذة، ملايين الأتباع المستعدين لشرب "بول النياق" أو "بول البقرة المقدسة"، أو السير على الأقدام لعشرات الكيلومترات لـ "التمسّح" بهذا الضريح أو "التمرغض" على عتبات ذاك المقام.

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

كورونا وثلاثة أنماط من فقهاء الظلام كورونا وثلاثة أنماط من فقهاء الظلام



GMT 14:04 2021 السبت ,06 شباط / فبراير

ذهبت ولن تعود

GMT 11:55 2021 السبت ,06 شباط / فبراير

من شعر الكميت بن زيد والأعشى

GMT 07:10 2021 السبت ,06 شباط / فبراير

قتلوه... قتلوه... قتلوه لقمان محسن سليم شهيداً

GMT 22:33 2021 الخميس ,04 شباط / فبراير

كيم وكيا، فوردو وديمونا، نافالني وفاونسا؟

GMT 21:09 2020 الأربعاء ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

تعرف لقاءً مهماً أو معاودة لقاء يترك أثراً لديك

GMT 17:33 2019 الثلاثاء ,03 أيلول / سبتمبر

تتحدى من يشكك فيك وتذهب بعيداً في إنجازاتك

GMT 13:45 2021 الأربعاء ,10 شباط / فبراير

أبرز صيحات موضة بدلات ملونة بستايل عصري وجديد

GMT 13:25 2021 الأربعاء ,27 كانون الثاني / يناير

مجموعة من مجوهرات عروس فخمة من وحي أهم النجمات

GMT 01:30 2020 الثلاثاء ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

مايكروسوفت تجعل متصفح Edge أسرع وأكثر عملية

GMT 13:00 2019 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

طريقة إعداد حلوى "تشيز كيك اللوتس" الشهية

GMT 19:38 2017 الإثنين ,30 تشرين الأول / أكتوبر

واتساب تعلن عن خاصية مشاركة المكان بشكل مباشر

GMT 22:26 2018 الإثنين ,10 كانون الأول / ديسمبر

الشباب يواصل تدريباته على ملعب الأمير خالد بن سلطان

GMT 19:36 2018 الأربعاء ,17 تشرين الأول / أكتوبر

تحذير أممي من تعرض اليمن لأكبر مجاعة يشهدها العالم

GMT 01:22 2018 الثلاثاء ,03 تموز / يوليو

صيحات مميّزة للحقائب باللون الأبيض لصيف 2018

GMT 21:44 2018 الثلاثاء ,30 كانون الثاني / يناير

زياد نكد يطبع بصمة ملفتة في عالم هوت كوتور

GMT 13:51 2021 السبت ,02 كانون الثاني / يناير

توقعات ماغي فرح للأبراج في عام 2021

GMT 00:20 2019 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

كردستان تحتضن معسكر المنتخب العراقي لكرة السلة

GMT 20:57 2019 الثلاثاء ,16 تموز / يوليو

"شانيل" تطلق مجموعة مجوهرات راقية جديدة

GMT 05:34 2019 السبت ,06 إبريل / نيسان

طحنون بن محمد يعزي بوفاة سيف عبيد المنصوري
 
Iraqtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Iraqtoday Iraqtoday Iraqtoday Iraqtoday
iraqtoday iraqtoday iraqtoday
iraqtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
iraq, iraq, iraq