ترامب، دوللي وزياد الرحباني

ترامب، دوللي.. وزياد الرحباني؟

ترامب، دوللي.. وزياد الرحباني؟

 العراق اليوم -

ترامب، دوللي وزياد الرحباني

حسن البطل
بقلم : حسن البطل

يبدو العنوان ضرباً من التخبيص، لكنني لا أرى هذا. لماذا؟ في العقد الأخير من القرن المنصرم، توصل علم الوراثة إلى فكّ الشيفرة الوراثية، أي الجينوم، وكانت النعجة دوللي بداية التخليق، وفي نهاية العقد الثاني من قرننا هذا تم تخليق لحم صناعي، باستخدام طابعة ثلاثية الأبعاد.

ما علاقة النعجة دوللي بالرئيس الأميركي الـ 45؟ ربما هي عنوان لبداية عصر جديد، أو New Era. أما ما دخل المسرحي والموسيقي اللبناني زياد الرحباني، فإن هذه «الترامبية» كانت أقرب إلى «فيلم أميركي طويل» حيث دخل العالم فيما يشبه «كورس» طويل في النظام السياسي ـ الاقتصادي الأميركي، دام أربع سنوات.

الترامبية هذه أقرب إلى مزيج من الديمقراطية والشعبوية ربما يذكرنا بالفاشية والنازية، وبشكل ما الشيوعية.. وجميعها انقرضت.

للرئيس الديمقراطي السابق، بيل كلينتون قولته الشهيرة في حملته الانتخابية المنتصرة، وهي: «إنه الاقتصاد يا غبي». الرئيس الجمهوري الخاسر، دونالد ترامب حقق، حسب صحيفة «وول ستريت جورنال» «طفرة اقتصادية» غير مسبوقة منذ عقود، بينما ادعى ترامب انه خلال اربع سنوات من رئاسته، خلق 7 ملايين وظيفة جديدة.

هل يمكن التلاعب بعبارة كلينتون، بحيث تصير: «إنها السياسة يا ذكي»، وسياسة الشعبوية الديمقراطية لم تجعل أميركا عظيمة من جديد، فهي لا تتعلق فقط بالقوة الاقتصادية والعسكرية، بل أيضاً بالشعبية العالمية والأميركية لرئيسها.

كانت الانتخابات الأميركية مقياساً لشعبية الترامبية في بلاده، وكانت أزمة الديمقراطية مع الشعبوية مقياساً لشعبية ترامب في العالم، وبالذات في ديمقراطيات أوروبا الغربية، وهي الأقدم والأكثر رسوخاً في تقاليدها من الديمقراطية الأميركية منذ ما قبل الانتخابات، وخلالها، وبعدها، والرئيس ترامب يتوجس وحتى يحذر من «تزوير» الانتخابات، وانتهى هذا إلى ما حصل من أنصاره في هجومهم على قدس أقداس الديمقراطية الأميركية في مبنى الكابيتول، بعد تحريض مباشر من الرئيس.

عشية آخر يوم في رئاسة ترامب، صرح زعيم الأغلبية الجمهورية في مجلس الشيوخ بمسؤولية الرئيس مباشرة عما جرى في مبنى الكابيتول، لكن وزير خارجيته مايك بومبيو اعترف بانتصار الديمقراطية على الشعبوية، بعبارة تبدو غريبة، بعد ما حصل في الكونغرس يعدّ برهاناً على أن الولايات المتحدة «ليست جمهورية موز».

أميركا في العالم المعاصر هي كما كانت الإمبراطورية الرومانية في العالم القديم، فكيف انتهت الإمبريالية الأميركية إلى حافة «جمهورية موز»، لولا حزم نانسي بيلوسي في دفاعها عن الديمقراطية، والصحافة ووسائل الإعلام الأميركية الكبرى، وحرص قيادة الجيش الأميركي على الولاء للدستور أولاً قبل الولاء للقائد الأعلى.

هذه أزمة سياسية ـ ديمقراطية ـ أيديولوجية اجتازتها بنجاح الديمقراطية الأميركية، كما اجتازت أزمة الركود الكبير الاقتصادية في ثلاثينيات القرن المنصرم، ببناء سد «غراند كولي» لخلق وظائف بتدخل شبه اشتراكي من رئاسة الرئيس هوفر، و»أزمة مصرف ليمان براذر في العقد الأول من الألفية الثالثة التي اجتازها باراك أوباما».

يحتاج النظام الفيدرالي الأميركي إلى ما يشبه «العقد الجديد» أو «نيو ديل»، وربما تكون البداية هي جعل فترة الرئاسة سبع سنوات وليست أربعا، لأن السنة الأولى هي لإرساء طاقم الإدارة، والسنة الرابعة تبدو فيها الإدارة وكأن رئيسها «بطة عرجاء» مشغول بتجديد ولاية ثانية.. وترامب برهن أنه ليس «بطة عرجاء» حتى آخر يوم.

يتداول الحزبان الحكم، لكن كل رئيس حزب له طاقمه المسمّى «رجال الرئيس» كما في النظام الملكي «حاشية الملك»، وكان الرئيس ترامب مزاجياً بإفراط في تغيير «رجال الرئيس» وغالباً عن طريق إقالة أشبه بالطرد!

كما في الشركات الكبرى الأميركية فإن عقوبة «الطرد» مزاجية، كما نعرف من الأفلام السينمائية الأميركية، وأدار ترامب «رجال الرئيس» وكبار وزراء الحكومة كأنه مدير شركة لا رئيس دولة.

هل هناك حاجة لعلم النفس في تفسير ترامب لإصدار مراسيمه، حيث يضع توقيعه الغريب والمعقّد، كأنه استعارة من أفلام «الفك المفترس» أو كأنها أسنان منشار للتمساح!

حسناً، أن الرئيس ترامب لن يحكم أربع سنوات في ولاية ثانية، سيكون فيها غير محكوم كما في ولايته الأولى، بتجديدها في ولاية ثانية، يتم فيها نسخ الشعبوية ـ الديمقراطية في دول أخرى مثل الهند وروسيا ودول أوروبا الشرقية والبرازيل.

على الرئيس الـ 46 الديمقراطي أن يرسي نظاماً جديداً مستفيداً من سيطرة حزبه على مجلسي الكونغرس، أو «نيو ديل» سياسيا ديمقراطيا جديدا، وهذه ليست مهمة سهلة، وربما لهذا بكى الرئيس جو بايدن قبل حفل التنصيب، وعلى الأغلب أنه لا يتطلع إلى ولاية ثانية، إما بسبب عمره المتقدم، أو لاحتمال تعرضه للاغتيال، وفي الحالتين قد تصبح نائبته كاميلا هاريس السمراء أول رئيسة للولايات المتحدة، بعدما هزم ترامب منافسته هيلاري كلينتون.

فشل ترامب، لكن الترامبية قد تشكل تياراً متطرفاً جديداً في الحزب الجمهوري، أو يتشكل ثلاثة أحزاب في النظام السياسي والرئاسي الأميركي.

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ترامب، دوللي وزياد الرحباني ترامب، دوللي وزياد الرحباني



GMT 14:04 2021 السبت ,06 شباط / فبراير

ذهبت ولن تعود

GMT 11:55 2021 السبت ,06 شباط / فبراير

من شعر الكميت بن زيد والأعشى

GMT 07:10 2021 السبت ,06 شباط / فبراير

قتلوه... قتلوه... قتلوه لقمان محسن سليم شهيداً

GMT 22:33 2021 الخميس ,04 شباط / فبراير

كيم وكيا، فوردو وديمونا، نافالني وفاونسا؟

GMT 07:49 2018 الثلاثاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

ريتا أورا تحتفل بألبومها الثاني الذي ينتظره الجميع

GMT 15:03 2020 الإثنين ,18 أيار / مايو

فساتين خطوبة مطرزة لإطلالة إستثنائية فخمة

GMT 04:09 2015 الأحد ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

علماء يعثرون على أصغر كوكب خارج المجموعة الشمسية

GMT 00:55 2017 الخميس ,06 إبريل / نيسان

فؤاد قرفي يكشف عن مجموعته الجديدة من الأزياء

GMT 00:26 2021 الأحد ,17 كانون الثاني / يناير

أجمل معاطف كيت ميدلتون موضة 2021 لمناسبة عيد ميلادها

GMT 10:42 2018 الثلاثاء ,04 كانون الأول / ديسمبر

البنك المركزي يصدر تعميم جديد يحدد سعر الصرف

GMT 08:01 2018 الأربعاء ,20 حزيران / يونيو

تعرف على أسعار سيارات نيسان "بيك أب" بعد زيادة يونيو

GMT 08:09 2018 الإثنين ,02 إبريل / نيسان

يارا تظهر بإطلالة مثيرة في فستان أخضر مميز

GMT 08:53 2018 الثلاثاء ,09 كانون الثاني / يناير

"سيلفرمين" في السويد يعد من أغرب فنادق العالم

GMT 00:36 2018 الأحد ,07 كانون الثاني / يناير

سارة سيد تكشف عن مميزات السياحة في ألمانيا

GMT 18:21 2018 الجمعة ,05 كانون الثاني / يناير

أحمد فهمي يتقدم بطلب الزواج من الفنانة رانيا يوسف

GMT 15:43 2017 الثلاثاء ,05 كانون الأول / ديسمبر

قوات الشرطة تحبط محاولة تفجير في مدينة العريش الثلاثاء

GMT 12:17 2017 السبت ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

لعبة MOBA الجديدة Mobile Legends متوفرة الآن على الهواتف الذكية

GMT 02:49 2017 الخميس ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

مصر ضمن أفضل 10 دول في حجم القوات البحرية

GMT 03:49 2013 الأربعاء ,06 شباط / فبراير

الشمس تقلل فرص الإصابة بالروماتويد

GMT 01:40 2017 الإثنين ,23 تشرين الأول / أكتوبر

مارتن لاف يكشف أبرز مزايا سيارة "إكس-ترايل" الجديدة

GMT 09:16 2013 الجمعة ,18 كانون الثاني / يناير

الفراعنة أول من عرفوا السلم الموسيقي

GMT 16:11 2017 الجمعة ,13 تشرين الأول / أكتوبر

التليفزيون المصري يعرض المسلسل النادر "مبروك جالك ولد"

GMT 08:33 2017 الخميس ,05 تشرين الأول / أكتوبر

صور لمناطق صينية غير مأهولة بالسكان تبدو كمدينة الأشباح
 
Iraqtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Iraqtoday Iraqtoday Iraqtoday Iraqtoday
iraqtoday iraqtoday iraqtoday
iraqtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
iraq, iraq, iraq