عيون وآذان شعر مختار من مجلة «شعر»

عيون وآذان (شعر مختار من مجلة «شعر»)

عيون وآذان (شعر مختار من مجلة «شعر»)

 العراق اليوم -

عيون وآذان شعر مختار من مجلة «شعر»

بقلم : جهاد الخازن

كنت في بيروت ولا شيء عندي أعمله غير القراءة. بين ما قرأت أعداداً من مجلة «شعر» واخترت من بعض أعدادها للقارئ شعراً أرجو أن ينال رضاه.

أنسي الحاج قال:

رجل اسمه حافظ / علقوا عليه الآمال / فوقعت / فرّ من آمالهم / عبر باب الخدّامين / أبصرته امرأة واقفة / تحت ثيابها العالية / على الشرفة الشفافة / وفي فكرها طفل / تحبل به وتنجبه من مغامر / فحملت طفلها إلى الرجل / الذي اسمه حافظ / من شرفتها نزلت إليه / الذي هرب من باب الخدّامين / قالت له سيعرفون / أنك أنت والده / يا حافظ أيها الجذاب الفاشل.

العدد الذي اخترت منه السطور السابقة صدر سنة ١٩٦٨، أي قبل سنتين من تسلم الرئيس حافظ الأسد الحكم في سورية، ومعنى هذا أن الاسم حافظ في قصيدة أنسي الحاج لشخص وهمي.

في عدد آخر من سنة ١٩٦٨ وجدت عدداً من قصائد محمود درويش، الصديق العزيز الراحل. واخترت للقراء من قصيدة «إلى امرأة» التالي:

قلنا هو أنا كالشجر / وكالمطر / وكالقمر / كان جميلاً وانتهى / وكيف لا / وفي الخريف يذبل الشجر/ كان وفيراً وانتهى / وكيف لا / وفي أواخر الشتاء يسأم المطر / كان وسيماً وانتهى / وعندما نجوع لا يطعمنا القمر

في قصيدة «يا بلادي» يقول محمود درويش:

أنا في ترابك يا بلادي نفحة الأرض الفتية

أنا في جروح التين والزيتون دمعات شقية

أنا في عروقك في جذورك رعشة الدفء الفتية

أنا في البيادر لا أزال وفي الحقول العسجدية

أنا في سفوحك في صخورك في روابيك العلية

فعلام حين كبرت لم تكبر سوى المأساة فيّه

وعلام ردتني أيادي الليل في أرض قصيّة

وهنا جذوري في ترابك سرمدية

وهنا جذوري كيف تقلعها أيادٍ أجنبية

وأكمل بقصيدة عنوانها «شارع الأضواء» وهي:

يا شارع الأضواء ما لون السماء

وعلام يرفض هؤلاء

والساق فوق الساق ما جدوى البكاء

بل أي عاصفة يفتتها البكاء

فتبسمي يا طفلتي حتى يصير الماء ماء

وتحجّري يا خطوتي هذا المساء

تذر أسلحة سعير الكبرياء

في العدد نفسه من سنة ١٩٦٨ كانت هناك قصيدة لسميح القاسم عنوانها: «استحيت أن أسهر» وأختار مطلعها:

أنا ابن الشمس والأحجار والموجة

أنا ابن الساعد المفتول والكوكب والضجة

ومن علمك الثورة؟ / عسف القيد

ومن ألهمك الصياح؟ / فجر الغد

وما ماضيك؟ / غار الوحي والتكبير والدعوة

وسيف الله والرومان والفرس

وبسم الله والتوراة

طبعاً لا أنسى يوسف الخال، المدير المسؤول لمجلة «شعر»، وقد قرأت له قصيدة عنوانها «ميلاد ١٩٦٨» أختار منها:

والآن حفاة نحن / عراة نحن / ونحن جياع يا سيّد / هل تبصر نجماً / تسمع صوتاً / في هذا الليل الأسود / نسرع بسيفنا وعد / نحو المذود / ويقبل هيرودس كل الأطفال / هيرودس مات / حقاً مات / أما الأطفال وإن ماتوا / يحيون مع الأطفال / في اليوم الثالث يحيون مع الأطفال / في ملكوت الأجيال

كنت أشتري مجلة «شعر» وقد ودعت المراهقة، ثم اشتريت مجموعة أعدادها، وقرأتها مرة ثانية أو ثالثة في الأيام الماضية، وما سبق هو ما اخترت لقرّاء «الحياة» اليوم.

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

عيون وآذان شعر مختار من مجلة «شعر» عيون وآذان شعر مختار من مجلة «شعر»



GMT 14:27 2019 الجمعة ,21 حزيران / يونيو

وفاة الحلم الياباني لدى إيران

GMT 14:24 2019 الجمعة ,21 حزيران / يونيو

المواجهة الأميركية مع إيران (١)

GMT 05:35 2019 الخميس ,20 حزيران / يونيو

موسكو في "ورطة" بين "حليفين"

GMT 05:32 2019 الخميس ,20 حزيران / يونيو

(رحيل محمد مرسي)

GMT 05:28 2019 الخميس ,20 حزيران / يونيو

ضرب ناقلات النفط لن يغلق مضيق هرمز

GMT 01:25 2019 الأربعاء ,09 تشرين الأول / أكتوبر

أفكار متجددة وراقية لديكورات مداخل حفلات الزفاف

GMT 02:14 2017 الإثنين ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

جزيرة سيريفوس في سيكلاديز من أفضل جزر اليونان

GMT 21:26 2019 السبت ,10 آب / أغسطس

تعرفي علي مكونتات أغلى عطر في العالم

GMT 21:13 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

ناصر الخليفي يضع زين الدين زيدان على رأس قائمة المدربين

GMT 00:38 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

منال سلامة تقدم شخصية شريرة في " عائلة الحاج نعمان "

GMT 19:46 2019 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

ختام النسخة 11 لمهرجان منصور بن زايد للخيول العربية الأصيلة

GMT 09:36 2017 الأحد ,01 تشرين الأول / أكتوبر

شركة هيونداي تعلن طرح سوناتا 2018 بمواصفات مذهلة

GMT 02:53 2017 الثلاثاء ,04 تموز / يوليو

العلماء يخترعون ستائر تخزن الطاقة الشمسية

GMT 13:43 2019 الأربعاء ,10 إبريل / نيسان

"Jacquemus" تكشف عن حقائب صغيرة ليس كالتي نتخيلها

GMT 15:15 2018 الأربعاء ,12 كانون الأول / ديسمبر

تدريبات خاصة للاعبي يد النادي الأهلي المصري الدوليين

GMT 21:42 2018 الإثنين ,29 تشرين الأول / أكتوبر

طريقة إعداد كرات الشوكولاتة بجوز الهند والشوفان

GMT 20:06 2016 الأربعاء ,22 حزيران / يونيو

لاعب "الريان" القطري حامد اسماعيل يتعرَّض لحادث سير

GMT 11:12 2021 الثلاثاء ,16 شباط / فبراير

المصمم نجا سعادة من عالم الطبّ إلى تصميم الأزياء
 
Iraqtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Iraqtoday Iraqtoday Iraqtoday Iraqtoday
iraqtoday iraqtoday iraqtoday
iraqtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
iraq, iraq, iraq