«كورونا» حديثُ خرافة يَا أمَ عمرو

«كورونا»... حديثُ خرافة يَا أمَ عمرو!

«كورونا»... حديثُ خرافة يَا أمَ عمرو!

 العراق اليوم -

«كورونا» حديثُ خرافة يَا أمَ عمرو

بقلم : مشاري الذايدي
بقلم : مشاري الذايدي

مع خصوبة الخيال لدى صنَّاعِه، لا يُمكنُ لك تصوُّر الحدود التي يمكن الوصول إليها.
مصيبة اليوم، هي فيروس كورونا المخيف، الذي وُلِدَ في الصين وَرَضَعَ في كوريا وحَبَا في إيران، ومشَى في إيطاليا، ورَكَضَ في بقية المعمورة، من الولايات المتحدة، غرباً، حتى اليابان شرقاً، ومن أصقاع الشمال إلى صحارى الجنوب.
هو فيروس، سريع الانتشار، ما يقال حوله، جهلاً، أكثر مما يقال علماً، إلا من أهل الشأن طبعاً، وفي مقدمهم منظمة الصحة العالمية، لكن لست أعلم لم يؤثر بعض الناس الإصغاء إلى مصادر مجهولة أو جاهلة، عِوَضَ الأخذ عن أهل العلم، لأنَّ الطريق الراشد هو أنْ نسألَ أهلَ العلم إنْ كنَّا لا نعلم.
مقاطع فيديو، أو رسائل صوتية، أو صور أو غرافكيس أو نصوص، حول أصل الفيروس وطرق الوقاية أو الشفاء منه، عبر «واتساب» أو «تويتر» أو «فيسبوك»، ينتشر مثل الوباء نفسه، من أناس مجاهيل، لكنَّها - بأسف - تجد من يهشُّ لها ويبشُّ ويمنحُها طبلة أذنِه وثمرة فؤادِه.
غير أنَّ الأغرب من فتاوى المتطببين تجاه فيروس كورونا، هو هراء المتفيهقين والمتعالمين من مدخّني المؤامرات والمحاكات في الغرف المظلمات، ولا نعلم كيف تيَّسر لهؤلاء الجهابذة الاطلاع على همسات وخطرات الغرف المغلقة بين عتاة المتآمرين العالميين؟!
من يقول إنَّ فيروس كورونا تمَّ تصنيعه في معامل الأميركان بغرض قتل المنافس الصيني، ماديا ومعنوياً، ويُقال لك، ألا تنظر إلى الخسائر التي ألمَّت بالتنين الصيني، بالمليارات، ولن يفيقَ منه إلا بشقّ الأنفس، إنَّهم الأميركان، ألستَ تفهم يا هذا؟!
أما نظريات المؤامرات المتكررة عبر العصور، فهي عن عائلة روتشيلد، الأسطورية الثرية المهيمنة على البنوك والتمويل عبر العصور، وهذه العائلة الأوروبية اليهودية، هي المفضّلة لحاكة ونسَّاج المؤامرات في الوقوف خلف كل مصائب العالم عبر الدهور، بغرض تكديس المال، وإجبار الناس على الاقتراض منهم، في تدوير حديث للأدبيات الأوروبية اللاسامية عن تاجر مسرحية «البندقية شايلوك» الشهيرة، مثلاً.
نعم، تخيَّل بعد كل هذه القرون، ما زالت عائلة روتشيلد، حاضرة في خيالات الكاشفين الأفذاذ للمؤامرات الشيطانية المحاكة ضد البشر الأبرياء.
غير أنَّ هذا الفريق من منتجي ومروجي المؤامرات، إن كان المتآمر المخابرات الأميركية أو عائلة روتشيلد، لم يخبرنا: لماذا لم يوفر الفيروس الولايات المتحدة نفسها؟! حيث وصلَها كورونا، وأعلن الرئيس دونالد ترمب عن خطة وطنية للمواجهة؟!
هل كانت إدارة ترمب تريد تخريبَ إيطاليا، بؤرة الفيروس في أوروبا حالياً؟! أم كانت تريد ذلك عائلة روتشيلد اليهودية الأوروبية، ثأراً لابن عمهم شايلوك، تاجر البندقية، حتى ولو كان شخصية خيالية من نسج شكسبير؟!
المرض، لوحده، مصيبة جسدية كبرى، ليس بحاجة لمصائب عقلية أخرى.

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

«كورونا» حديثُ خرافة يَا أمَ عمرو «كورونا» حديثُ خرافة يَا أمَ عمرو



GMT 14:04 2021 السبت ,06 شباط / فبراير

ذهبت ولن تعود

GMT 11:55 2021 السبت ,06 شباط / فبراير

من شعر الكميت بن زيد والأعشى

GMT 07:10 2021 السبت ,06 شباط / فبراير

قتلوه... قتلوه... قتلوه لقمان محسن سليم شهيداً

GMT 22:33 2021 الخميس ,04 شباط / فبراير

كيم وكيا، فوردو وديمونا، نافالني وفاونسا؟

GMT 06:59 2018 الأحد ,17 حزيران / يونيو

"الدانتيل" لديكور مذهل في حفل زفافك

GMT 00:21 2017 الإثنين ,18 كانون الأول / ديسمبر

مروان حامد مخرج أول أفلام سلسلة "رجل المستحيل"

GMT 22:34 2018 الأربعاء ,06 حزيران / يونيو

كم يوم عمل تحتاجه لشراء هاتف أيفون X ؟

GMT 22:44 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

أحمد العكايشي يقود الاتحاد إلى التعادل في مباراة الفيصلي

GMT 17:22 2013 الثلاثاء ,10 كانون الأول / ديسمبر

مقتل وإصابة 30 شخصًا في انفجار عبوة ناسفة بمحافظة ديالي

GMT 22:18 2018 الأحد ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

مشاركة عربية قياسية في نهائيات أمم أفريقيا 2019

GMT 07:10 2018 الأربعاء ,12 أيلول / سبتمبر

نقوش الحيوانات أحدث إطلالة لمواكبة موضة خريف 2018

GMT 16:29 2018 الإثنين ,16 إبريل / نيسان

كريم هنداوي أفضل لاعب في بطولة كأس تركيا لليد

GMT 00:42 2018 الإثنين ,09 إبريل / نيسان

سعر الريال السعودي مقابل دينار كويتي الاثنين

GMT 02:19 2018 الأربعاء ,04 إبريل / نيسان

أفغان يعلنون دفن ضحايا ضربة جوية نفذّتها الحكومة

GMT 08:34 2018 الخميس ,29 آذار/ مارس

مرسيدس C43 AMG 4Matic عائلية من الدرجة الأولى

GMT 09:55 2018 الإثنين ,15 كانون الثاني / يناير

كليب وقفة ناصية زمان لأحمد مكي يتصدر قائمة top tracks مصر

GMT 20:56 2018 السبت ,13 كانون الثاني / يناير

هيدي بفستان مثير في العيد الـ20 لمدينة الإنتاج الإعلامي

GMT 21:29 2018 السبت ,06 كانون الثاني / يناير

هيونداي تخطط لإطلاق سيارتها ذاتية القيادة بحلول 2021
 
Iraqtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Iraqtoday Iraqtoday Iraqtoday Iraqtoday
iraqtoday iraqtoday iraqtoday
iraqtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
iraq, iraq, iraq