الأردن و«الإخوان» هل هي القطيعة

الأردن و«الإخوان»... هل هي القطيعة؟

الأردن و«الإخوان»... هل هي القطيعة؟

 العراق اليوم -

الأردن و«الإخوان» هل هي القطيعة

مشاري الذايدي
بقلم : مشاري الذايدي

أصدرت محكمة التمييز في الأردن قراراً حاسماً في القضية التمييزية رقم 2013 - 2020 نشر الأربعاء السالف، يقضي باعتبار جماعة «الإخوان المسلمين» منحلة حكماً وفاقدة لشخصيتها القانونية والاعتبارية، وذلك لعدم قيامها بتصويب أوضاعها القانونية وفقاً للقوانين الأردنية. هذا هو الخبر، ولست أعلم حتى حينه الآثار السياسية له على نشاط الجماعة وأذرعتها السياسية والاجتماعية.

علاقة «الإخوان» بمؤسسة الحكم الأردنية، في أغلب محطاتها القديمة، هي علاقات تبادل منافع ومصالح؛ «الإخوان» يقدمون الدعم الشعبي للحكم، والحكم يعاملهم بتسامح، عكس الدول العربية في تلك الأوقات، في الستينات والسبعينات والثمانينات، خاصة نظام حافظ الأسد السوري.
لكن لا يعني ذلك أن العلاقة كانت دائماً بهذه السلاسة، منذ أيام المؤسس عبد الله الأول، حيث نعلم أن الجماعة تأسست في عام 45 متتلمذة على يد الجماعة الأم المصرية.
من أبرز الأزمات ابتلاع «حماس» الفلسطينية للجماعة، وما ترتب على ذلك من توتر وإبعاد بعض قيادات الجماعة من الأردن إلى قطر في حكومة الروابدة.
مع تولي الملك عبد الله الثاني مقاليد الملك سنة 1999 وهو الملك الذي جاء متحرراً من حسابات الملك حسين السياسية تجاه دور «الإخوان» في الحياة الأردنية السياسية، اشتكى «الإخوان» من «فتور» العلاقة بالعرش، كما صرّح لي حينها قيادات منهم مثل همام سعيد وعلي أبو السكر، في مقابلات أجريتها معهم في أكتوبر (تشرين الأول) 2005 ونشرت تحقيقاً خاصاً عن تلك القضايا على 5 حلقات بهذه الصحيفة تحت عنوان «أوراق أردنية في الأصولية والسياسة».
مرت علاقة «الإخوان» بالعرش الهاشمي الأردني بمحطات خطيرة منذ حركة الناصريين وسليمان النابلسي في 1957 ضد الملك حسين، واصطفاف «الإخوان» إلى جنب النظام، وغيرها من المحطات الصعبة.
وقتها، 2005، سألت القيادي الإخواني، المنشق عنهم، حينها، الوزير بسام العموش عن مشكلة «إخوان» الأردن فقال: «مشكلة (الإخوان) أنهم يعرفون كيف يكونون دعوة ولكنهم لا يعرفون أبداً كيف يكونون دولة. فكر الدولة غير حاضر أبداً في طريقة تعاطيهم وفهمهم، وهم لا يعرفون أبداً عقلية المسؤول عن دولة».
وأضاف «هناك أوهام كثيرة تكتنف ما يطرح الآن في الخطاب السياسي الإسلامي، ومن ذلك التعلق الحالم بالدولة العثمانية، مع أن الدولة العثمانية حينما خرجت من بلادنا خلفت لنا تعليماً متخلفاً وتصحيراً علمياً». سألته أخيراً: ماذا تتوقع لمستقبل «الإخوان»؟ فقال: «أمور (الإخوان) لا تسير في الاتجاه الصحيح، ومنحاها في حالة هبوط، ورغم ذلك أتمنى لهم الخير».
كان هذا قبل 15 عاماً... الآن لست أدري عن مفاعيل القرار القضائي في الحلبة السياسية، لكن الأكيد أن المنطق والعقل يقول، إنه لا مصلحة للدولة الأردنية في أي تساهل، ناهيك عن تحالف مع هذه الجماعة الخطيرة على فكرة الدولة نفسها.

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الأردن و«الإخوان» هل هي القطيعة الأردن و«الإخوان» هل هي القطيعة



GMT 14:04 2021 السبت ,06 شباط / فبراير

ذهبت ولن تعود

GMT 11:55 2021 السبت ,06 شباط / فبراير

من شعر الكميت بن زيد والأعشى

GMT 07:10 2021 السبت ,06 شباط / فبراير

قتلوه... قتلوه... قتلوه لقمان محسن سليم شهيداً

GMT 22:33 2021 الخميس ,04 شباط / فبراير

كيم وكيا، فوردو وديمونا، نافالني وفاونسا؟

GMT 06:59 2018 الأحد ,17 حزيران / يونيو

"الدانتيل" لديكور مذهل في حفل زفافك

GMT 00:21 2017 الإثنين ,18 كانون الأول / ديسمبر

مروان حامد مخرج أول أفلام سلسلة "رجل المستحيل"

GMT 22:34 2018 الأربعاء ,06 حزيران / يونيو

كم يوم عمل تحتاجه لشراء هاتف أيفون X ؟

GMT 22:44 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

أحمد العكايشي يقود الاتحاد إلى التعادل في مباراة الفيصلي

GMT 17:22 2013 الثلاثاء ,10 كانون الأول / ديسمبر

مقتل وإصابة 30 شخصًا في انفجار عبوة ناسفة بمحافظة ديالي

GMT 22:18 2018 الأحد ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

مشاركة عربية قياسية في نهائيات أمم أفريقيا 2019

GMT 07:10 2018 الأربعاء ,12 أيلول / سبتمبر

نقوش الحيوانات أحدث إطلالة لمواكبة موضة خريف 2018

GMT 16:29 2018 الإثنين ,16 إبريل / نيسان

كريم هنداوي أفضل لاعب في بطولة كأس تركيا لليد

GMT 00:42 2018 الإثنين ,09 إبريل / نيسان

سعر الريال السعودي مقابل دينار كويتي الاثنين

GMT 02:19 2018 الأربعاء ,04 إبريل / نيسان

أفغان يعلنون دفن ضحايا ضربة جوية نفذّتها الحكومة

GMT 08:34 2018 الخميس ,29 آذار/ مارس

مرسيدس C43 AMG 4Matic عائلية من الدرجة الأولى

GMT 09:55 2018 الإثنين ,15 كانون الثاني / يناير

كليب وقفة ناصية زمان لأحمد مكي يتصدر قائمة top tracks مصر

GMT 20:56 2018 السبت ,13 كانون الثاني / يناير

هيدي بفستان مثير في العيد الـ20 لمدينة الإنتاج الإعلامي

GMT 21:29 2018 السبت ,06 كانون الثاني / يناير

هيونداي تخطط لإطلاق سيارتها ذاتية القيادة بحلول 2021
 
Iraqtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Iraqtoday Iraqtoday Iraqtoday Iraqtoday
iraqtoday iraqtoday iraqtoday
iraqtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
iraq, iraq, iraq