السفور والحجاب في العراق

السفور والحجاب في العراق

السفور والحجاب في العراق

 العراق اليوم -

السفور والحجاب في العراق

خالد القشطيني
بقلم : خالد القشطيني

ضمن حركة النهوض في العراق بعد استقلاله في العشرينات، انطلقت الحملة لتحرير المرأة من تبعات الماضي والحكم العثماني المتأخر. كان من ذلك الدعوة للسفور. بيد أن لكل شيء جديد من يعارضه ويتمسك بالقديم وما ارتبط به من تقاليد. وهكذا انقسم المجتمع العراقي إلى معسكرين؛ معسكر يدعو للسفور وآخر يحث الناس على الاحتفاظ بتقاليد المرأة، وعلى رأس ذلك لبس العباءة والبرقع. وقد انفجرت المعركة على صفحات الجرائد والمجلات عام 1924.

وأصبحت تعرف بين الجمهور بالمعمعة. كان بين المتحمسين للسفور مصطفى علي وعوني بكر صدقي. وآثر أحدهما أن ينشر مقالاته على لسان امرأة سماها «فتاة غسان». وبالطبع حاول كل من الطرفين أن يستنجد بالشعراء لترويج فكرته. نجح السفوريون في كسب الرصافي والزهاوي وعطا الخطيب، الذي نشر قصيدة جميلة يصف فيها امرأة سافرة خرجت إلى الشارع بفستان أخضر فقال فيها:

وخود ما لها في الكون ثان
بما تبديه من حسن بديع
بوجنتها وخضر ما تردت
تريك الشمس في يوم الربيع

بيد أن الحجابيين استطاعوا أن يضموا إليهم الشاعر الشعبي الملا عبود الكرخي، الذي بادر لنشر عدد من القصائد يسخر فيها من السفوريين، أي دعاة السفور. تعرض بصورة خاصة إلى الكاتبة «لامعة» فقال فيها قصيدة ذاع صيتها:

يا أديبة «لامعة» شعري النثر ج دافعة
يا أريحية العبي بفكرك ويفداك الغبي
خلعت البرقع والعبي وللأدب أيضاً خالعة
امشي دلع غصبا جزم ياديك يا بنت الحلم
وين اللي يبشر مصطفى والماي بالجرة صفى
ومن السفور الشر طفا بشراك صارت معمعة
محمود ابن أحمد بعد والاجتماعي المعتمد
عوني بكر صدقي لقد فزتم بهذي الواقعة
زال الحيا انشال الشجن بشرى لشبان الوطن
لامعة كشافة محن من كل قضية جامعة

يشير الكرخي في قوله «تمشي دلع» إلى موضة الشارلستون الشائعة عندئذ، فيقول مؤنباً:

بنت الحمولة شلّهت ذرعانها
وقصت شعرها وقصرت فستانها
قصت شعرها ودانص ترقص للغوى
ترقص مع المستر أبو الشفقة سوى
صارت مثل شبان أرباب الهوى
تحجي إنجليزي وعاوجت لي لسانها
لنسوان أوروبا النجيبة تنتمي
وتركت الدارية وثوب الهاشمي
ملبوسها بالصيف ململ دائمي
جواريب لحمي وطايرات أردانها
ثم يمضي الشاعر ليعبر عن هموم الحجابيين بمرارة وحسرة ممضة فيقول:
جسمي نحل يا ناس روحي تمرمرت
من هالعمل وأفكاري مني تشتتت
وسفه على أهل العراق الأصبحت
من غير برقع سافرة نسوانها

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

السفور والحجاب في العراق السفور والحجاب في العراق



GMT 14:04 2021 السبت ,06 شباط / فبراير

ذهبت ولن تعود

GMT 11:55 2021 السبت ,06 شباط / فبراير

من شعر الكميت بن زيد والأعشى

GMT 07:10 2021 السبت ,06 شباط / فبراير

قتلوه... قتلوه... قتلوه لقمان محسن سليم شهيداً

GMT 22:33 2021 الخميس ,04 شباط / فبراير

كيم وكيا، فوردو وديمونا، نافالني وفاونسا؟

GMT 07:08 2019 الأحد ,31 آذار/ مارس

شهر بطيء الوتيرة وربما مخيب للأمل

GMT 17:10 2020 الأربعاء ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

لا تتهرب من تحمل المسؤولية

GMT 07:31 2017 الأربعاء ,04 كانون الثاني / يناير

أزياء ميلانا ترامب وفيلم ألكسندر ماكوين أبرز الأحداث

GMT 10:00 2018 الأحد ,30 كانون الأول / ديسمبر

سعيد عبد الغني

GMT 01:40 2017 الخميس ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

تيريزا ماي في السعودية لتغيير ملامح الحرب في اليمن

GMT 11:14 2016 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

التعددية سلاح ذو حدين عربيًا

GMT 21:45 2016 الأربعاء ,05 تشرين الأول / أكتوبر

أجمل فساتين الزفاف في جلسة تصوير عروس 2016

GMT 03:53 2015 الجمعة ,18 أيلول / سبتمبر

جزيرة فوليجاندروس أجمل مكان لمشاهدة غروب الشمس

GMT 02:43 2016 الجمعة ,29 كانون الثاني / يناير

شرطة العاصمة المقدسة تحقق في انتحار "ثلاثيني" في حي جرول

GMT 03:36 2016 السبت ,17 كانون الأول / ديسمبر

شادي دكور يتألق في الحلقة الأولى من "أراب أيدل"
 
Iraqtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Iraqtoday Iraqtoday Iraqtoday Iraqtoday
iraqtoday iraqtoday iraqtoday
iraqtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
iraq, iraq, iraq