الجنرال والشبح كاسبر

الجنرال والشبح كاسبر

الجنرال والشبح كاسبر

 العراق اليوم -

الجنرال والشبح كاسبر

سمير عطا الله
بقلم : سمير عطا الله

عدت من زيارة إلى بيروت في نهاية الثمانينات، وكتبت في هذه الزاوية أن الجنرال ميشال عون يشبه في لبنان «الشبح كاسبر» في كارتون الأطفال. إنه يدخل البيوت من كل نافذة ويخترق كل باب مسدود. الرجل الذي لا يقوى عليه أحد بسبب شعبيته الهائلة. الرجل الذي سوف يعيد الحرية والاستقلال والوحدة إلى لبنان ممزق بين الخنادق والمتاريس ولوردات الحرب.

كانت للجنرال عون جاذبية بين الناس، وكانت النسوة تصعد إلى القصر الجمهوري لتتبرع بالأساور والعقود والقلادات. وإلى ذلك كله، كان الوعد بالخلاص من الميليشيات التي تملأ البلد وتخطف القانون وتبعد أمنية السلام، لكي تبقى مزدهرة تجارتها في الأرواح والسلاح.

قابلت الجنرال عون في شقة مستأجرة في الرابية على جدرانها لوحات اصطناعية بسيطة. وقلت له إنك تذكرنا بالجنرال فؤاد شهاب ونزاهته وتقشفه، ونتمنى ذات يوم أن تستعيد تجربته. وكتبت هذا الكلام يومها في صفحة «الرأي». وبعد اللقاء بقليل، استقبل الجنرال عون الزميل غسان شربل وأبلغه أنه مسرور بأن يؤيده لبنانيون من مقدري تجربة فؤاد شهاب في النزاهة والتجرد واحترام الدستور.

كل هذه المقدمة من أجل أن أقول إنني لم أؤمن بتجربة الجنرال عون عرضاً، ولا شعرت بالخيبة بخفة. عندما التقيته قبيل الرئاسة في فيلته بالرابية بناء على رغبته، قلت له، يفرق بيننا شيء واحد هو خطابك. أما سياستك فأنت حر بها ولا علاقة لمواطن عادي مثلي بما تقرر أو يقرر سواك.

خرجت من عنده متمنياً في داخلي أن أعود إلى صفوف الذين يتمنون وصوله. لكنني ما لبثت أن أدركت أن الجنرال أصبح أسير تيار وخطابه. وبرز في الواجهة صهره جبران باسيل، النوع الآخر من كاسبر، يقتحم البيوت والدور والإرث عنوة، رجل ليس فيه شيء من ميشال عون، أو من تاريخه، أو من جاذبيته الشعبية. تلك كانت النتيجة التي شاهدها العالم في ساحات لبنان. الناس تأسف لما فعل الوريث بالإرث.

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الجنرال والشبح كاسبر الجنرال والشبح كاسبر



GMT 14:04 2021 السبت ,06 شباط / فبراير

ذهبت ولن تعود

GMT 11:55 2021 السبت ,06 شباط / فبراير

من شعر الكميت بن زيد والأعشى

GMT 07:10 2021 السبت ,06 شباط / فبراير

قتلوه... قتلوه... قتلوه لقمان محسن سليم شهيداً

GMT 22:33 2021 الخميس ,04 شباط / فبراير

كيم وكيا، فوردو وديمونا، نافالني وفاونسا؟

GMT 21:08 2021 الأربعاء ,06 كانون الثاني / يناير

يشير هذا اليوم إلى بعض الفرص المهنية الآتية إليك

GMT 12:09 2018 الأربعاء ,24 تشرين الأول / أكتوبر

7 منتخبات في البطولة العربية للكرة الطائرة في القاهرة

GMT 17:33 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

تيم حسن ينفى مشاركته في فيلم حالي لي

GMT 11:10 2019 الثلاثاء ,11 حزيران / يونيو

الأرصاد السعودية تُحذّر أهالي نجران من "طقسٍ سيئ"

GMT 14:20 2018 الإثنين ,29 كانون الثاني / يناير

وصول الوليد بن طلال إلى برج المملكة بعد إطلاق سراحه

GMT 01:29 2017 الثلاثاء ,17 تشرين الأول / أكتوبر

كورسو يؤكّد أنّ “دو” تدرس دخول السوق السعودية

GMT 08:37 2017 السبت ,16 أيلول / سبتمبر

من جيوب الأغنياء لا الفقراء

GMT 06:27 2016 السبت ,03 كانون الأول / ديسمبر

ابنة أوباما تغيب عن إضاءة شجرة عيد الميلاد

GMT 05:06 2017 السبت ,10 حزيران / يونيو

ناسا تكشف عن طرق لتخيل العالم الغريب

GMT 05:56 2017 الإثنين ,11 أيلول / سبتمبر

مونروفيا من أجمل الوجهات السياحية لقضاء وقت ممتع

GMT 23:36 2017 الأربعاء ,28 حزيران / يونيو

اصطدام فيتيل بهاميلتون يمنح ريتشاردو لقب فورمولا-1

GMT 23:29 2016 الخميس ,06 تشرين الأول / أكتوبر

"العرب اليوم" يرصد أشهر خطوبات الوسط الفني التي لم تكتمل

GMT 09:35 2016 السبت ,30 كانون الثاني / يناير

عمر السومة عريس في الكويت الشقيقة
 
Iraqtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Iraqtoday Iraqtoday Iraqtoday Iraqtoday
iraqtoday iraqtoday iraqtoday
iraqtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
iraq, iraq, iraq