فقط موزمبيق خلفنا

فقط موزمبيق خلفنا

فقط موزمبيق خلفنا

 العراق اليوم -

فقط موزمبيق خلفنا

سمير عطا الله
بقلم - سمير عطا الله

لم يسبق أن تعرضت سلطة سياسية مستقلة إلى الإهانة الرسمية المعلنة كما تتعرض لها الدولة اللبنانية اليوم. الجميع يريد أن يساعد اللبنانيين المنكوبين، لكن مباشرة ومن دون المرور بأي جهاز، أو مؤسسة حكومية، خوفاً من أن يسرق الفاسدون المعونات الآتية إلى المنكوبين. وكان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أول من وجه الإهانة عندما طالبه المتظاهرون بإرسال المساعدات مباشرة إلى الناس، فوعد بذلك علناً، متجاوزاً في لحظة المأساة، الأصول الدبلوماسية، وأنه في دولة مستقلة من حيث الشكل.

حتى الأمم المتحدة تتعامل في المساعدات مباشرة مع المؤسسات الأهلية. وابتداءً بماكرون مروراً بوكيل الخارجية الأميركية وصولاً إلى وزير الخارجية الألماني الزائر، طالبوا الدولة بالبدء فوراً في الإصلاحات السياسية، في اتهام غير مباشر إلى أنها دولة فاسدة ومتهاوية.
وعلى لائحة انعدام المساءلة التي تعدها الأمم المتحدة، جاء لبنان قبل الدولة الأخيرة. والدولة الأخيرة كانت موزمبيق. وموزمبيق هي «الدولة» التي كان يُفترض أن تُرسل إليها شحنة النترات، لكنها أبقيت في الميناء إلى أن فجرت بيروت. وأرجو أن يلاحظ المحقق العدلي، أن تلك الباخرة غرقت في المياه ولكن بعد نقل الشحنة إلى العنبر 12. تماماً كما في أفلام المافيا، فالبشر لا أهمية لهم. لكن من يتذكر جريمة بيئية لسفينة مشبوهة أمام جريمة ضد الإنسانية تتحمل مسؤوليتها الدولة اللبنانية لا بحار روسي مفلس؟
تؤكد الدولة اللبنانية للدول والمؤسسات والمنظمات والهيئات التي تأبى التعامل معها، أنها على حق. باستثناء التصريحات السمجة، لا وجود لها. المتطوعون يكنسون الشوارع، ويعيدون بناء المنازل، ويتفقدون الضحايا ويلملمون جراح البائسين. وهي تبحث في شكل الحكومة ونوعية الحصص. وأنا لا أصدق إطلاقاً أن البحث جار عن مستقلين أكفاء وبعيدين عن تلوث السلطة. دعكم من هذه الأوهام. إنها تبحث عمن بحثت عنهم دائماً: تبعيين يشاركونها الفساد، أو جبناء يتسترون عليه.
قبل الانفجار قدم وزير الخارجية ناصيف حتي استقالته قائلاً إن لبنان في طريقه إلى أن يصبح دولة فاشلة. منعه تهذيبه من القول إنه قد أصبح. وما كان رجل مثله قد استقال لو أنه لم يرَ ما رأى. ومما رأى أن وزير الخارجية السابق جبران باسيل، لا يزال يضع قبضته على الوزارة التي حولها إلى قطاع خاص له ومزرعة يتصرف بموازناتها وتعييناتها وسياستها بطريقة ديكتاتورية فاقعة وخالية من كل اعتبار لمصالح لبنان.
تعامل باسيل مع لبنان، في السر وفي العلن، وكأنه دولته، وحاول الاستيلاء على صلاحيات الرئيس نبيه بري، وتطاول علناً على صلاحيات رؤساء الحكومات وكأنه وصي عليهم. وألغى قراراً صوتت عليه حكومة حسان دياب وأرغمها على العودة عنه. وعادت عنه.
كل ذلك أمام العالم أجمع. ولذلك، يرفض العالم الآن التعامل مع السلطة. يفضل مساعدة ضحاياها.

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

فقط موزمبيق خلفنا فقط موزمبيق خلفنا



GMT 14:04 2021 السبت ,06 شباط / فبراير

ذهبت ولن تعود

GMT 11:55 2021 السبت ,06 شباط / فبراير

من شعر الكميت بن زيد والأعشى

GMT 07:10 2021 السبت ,06 شباط / فبراير

قتلوه... قتلوه... قتلوه لقمان محسن سليم شهيداً

GMT 22:33 2021 الخميس ,04 شباط / فبراير

كيم وكيا، فوردو وديمونا، نافالني وفاونسا؟

GMT 07:49 2018 الثلاثاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

ريتا أورا تحتفل بألبومها الثاني الذي ينتظره الجميع

GMT 15:03 2020 الإثنين ,18 أيار / مايو

فساتين خطوبة مطرزة لإطلالة إستثنائية فخمة

GMT 04:09 2015 الأحد ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

علماء يعثرون على أصغر كوكب خارج المجموعة الشمسية

GMT 00:55 2017 الخميس ,06 إبريل / نيسان

فؤاد قرفي يكشف عن مجموعته الجديدة من الأزياء

GMT 00:26 2021 الأحد ,17 كانون الثاني / يناير

أجمل معاطف كيت ميدلتون موضة 2021 لمناسبة عيد ميلادها

GMT 10:42 2018 الثلاثاء ,04 كانون الأول / ديسمبر

البنك المركزي يصدر تعميم جديد يحدد سعر الصرف

GMT 08:01 2018 الأربعاء ,20 حزيران / يونيو

تعرف على أسعار سيارات نيسان "بيك أب" بعد زيادة يونيو

GMT 08:09 2018 الإثنين ,02 إبريل / نيسان

يارا تظهر بإطلالة مثيرة في فستان أخضر مميز

GMT 08:53 2018 الثلاثاء ,09 كانون الثاني / يناير

"سيلفرمين" في السويد يعد من أغرب فنادق العالم

GMT 00:36 2018 الأحد ,07 كانون الثاني / يناير

سارة سيد تكشف عن مميزات السياحة في ألمانيا

GMT 18:21 2018 الجمعة ,05 كانون الثاني / يناير

أحمد فهمي يتقدم بطلب الزواج من الفنانة رانيا يوسف

GMT 15:43 2017 الثلاثاء ,05 كانون الأول / ديسمبر

قوات الشرطة تحبط محاولة تفجير في مدينة العريش الثلاثاء

GMT 12:17 2017 السبت ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

لعبة MOBA الجديدة Mobile Legends متوفرة الآن على الهواتف الذكية

GMT 02:49 2017 الخميس ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

مصر ضمن أفضل 10 دول في حجم القوات البحرية
 
Iraqtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Iraqtoday Iraqtoday Iraqtoday Iraqtoday
iraqtoday iraqtoday iraqtoday
iraqtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
iraq, iraq, iraq