القلوب الطيبة لا تشكل صدمة

القلوب الطيبة لا تشكل صدمة

القلوب الطيبة لا تشكل صدمة

 العراق اليوم -

القلوب الطيبة لا تشكل صدمة

بقلم : سمير عطا الله

أعلن سعد الحريري استقالته من رئاسة الحكومة من «أجل إحداث صدمة إيجابية في الأزمة اللبنانية». المزيد من طيبة السريرة والنية الحسنة. الصدمات الإيجابية لا مكان لها في السياسة اللبنانية التي اغتالت والدك بألف كيلو من التفجير الكاسح. بقي لبنان عامين ونصفاً بلا رئيس جمهورية ولم تحدث أي صدمة، إيجابية، أو سلبية، أو نص نص. وبقيت الحكومة ثمانية أشهر من دون تشكيل ما لم يتم توزير جبران باسيل، وكأنَّ توزيره أكبر صدمة إيجابية في تاريخ البلد.

طالب الرئيس الحريري قبل الاستقالة بما لا يطلبه عاقل في لبنان. أي تشكيل حكومة لا يكون فيها باسيل واجهة السلطة وسيد السياسة الخارجية وموزع الحقائب الوزارية والدبلوماسية. مثل هذه المطالبة عقوبتها واضحة: بلد بلا حكومة، وبلا حلول، وبلا حوار، وبلا نقد، وبلا أمل، وبلا وزن، أو توازن، معلق في الهواء مثل محكوم بالإعدام ينتظر من يسحب الكرسي من تحته.

أي «صدمة إيجابية» كان يتوقع سعد الحريري وهو يرى نزول مليوني إنسان إلى الشوارع طوال أسبوعين لم يستطع أن يرفّ رمشاً سياسياً واحداً؟ الاستجابة لنداءات الشباب والأطفال والأمهات، ورفع اللافتات المكتوبة بخط اليد، ورفع العلم وترديد النشيد الوطني، كان بالعصي الحديدية.

كانت هذه ليست المظاهرة الأكبر حجماً في تاريخ لبنان، بل أيضاً الأكثر عقلاً. أصغينا إلى رجال ونساء وشبان ذوي وعي ومعرفة ورؤية مشرقة لوطن يرمى إلى ظلام الديكتاتورية والعنف والفظاظة. هذه أول مرة نرى لبنان في ثوب واحد من دون لطخة طائفية وبراكين كراهية.

لا يهزم هذه الصورة سوى العصي الحديدية. والسلطة الخشبية. والقلوب المجوفة. لا شيء إيجابياً في سياسة لبنان. كل إيجابية هي من خارجها. هي من قلوب مليوني إنسان وقفواً مع أطفالهم على مدى لبنان. وليس معهم سوى دفتر أمنيات، وأغانٍ، والنشيد الوطني.

 

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

القلوب الطيبة لا تشكل صدمة القلوب الطيبة لا تشكل صدمة



GMT 14:04 2021 السبت ,06 شباط / فبراير

ذهبت ولن تعود

GMT 11:55 2021 السبت ,06 شباط / فبراير

من شعر الكميت بن زيد والأعشى

GMT 07:10 2021 السبت ,06 شباط / فبراير

قتلوه... قتلوه... قتلوه لقمان محسن سليم شهيداً

GMT 22:33 2021 الخميس ,04 شباط / فبراير

كيم وكيا، فوردو وديمونا، نافالني وفاونسا؟

GMT 21:08 2021 الأربعاء ,06 كانون الثاني / يناير

يشير هذا اليوم إلى بعض الفرص المهنية الآتية إليك

GMT 12:09 2018 الأربعاء ,24 تشرين الأول / أكتوبر

7 منتخبات في البطولة العربية للكرة الطائرة في القاهرة

GMT 17:33 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

تيم حسن ينفى مشاركته في فيلم حالي لي

GMT 11:10 2019 الثلاثاء ,11 حزيران / يونيو

الأرصاد السعودية تُحذّر أهالي نجران من "طقسٍ سيئ"

GMT 14:20 2018 الإثنين ,29 كانون الثاني / يناير

وصول الوليد بن طلال إلى برج المملكة بعد إطلاق سراحه

GMT 01:29 2017 الثلاثاء ,17 تشرين الأول / أكتوبر

كورسو يؤكّد أنّ “دو” تدرس دخول السوق السعودية

GMT 08:37 2017 السبت ,16 أيلول / سبتمبر

من جيوب الأغنياء لا الفقراء

GMT 06:27 2016 السبت ,03 كانون الأول / ديسمبر

ابنة أوباما تغيب عن إضاءة شجرة عيد الميلاد

GMT 05:06 2017 السبت ,10 حزيران / يونيو

ناسا تكشف عن طرق لتخيل العالم الغريب

GMT 05:56 2017 الإثنين ,11 أيلول / سبتمبر

مونروفيا من أجمل الوجهات السياحية لقضاء وقت ممتع

GMT 23:36 2017 الأربعاء ,28 حزيران / يونيو

اصطدام فيتيل بهاميلتون يمنح ريتشاردو لقب فورمولا-1

GMT 23:29 2016 الخميس ,06 تشرين الأول / أكتوبر

"العرب اليوم" يرصد أشهر خطوبات الوسط الفني التي لم تكتمل

GMT 09:35 2016 السبت ,30 كانون الثاني / يناير

عمر السومة عريس في الكويت الشقيقة
 
Iraqtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Iraqtoday Iraqtoday Iraqtoday Iraqtoday
iraqtoday iraqtoday iraqtoday
iraqtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
iraq, iraq, iraq