طرابلس في الجمهورية

طرابلس في الجمهورية

طرابلس في الجمهورية

 العراق اليوم -

طرابلس في الجمهورية

سمير عطا الله
بقلم : سمير عطا الله

قالت متظاهرة شابة أمام الكاميرا: «قبل اليوم، كنت أخاف حتى المرور في طرابلس، أما الآن فإنني أتمنى زيارتها فوراً». يختصر هذا القول البسيط تاريخاً طويلاً من الشعور بأن المدينة الثانية في لبنان، عالم خاص بها يختلف كل الاختلاف عن بقية البلد. وقبل الاستقلال وبعده بعقود، كانت تُسمّى «طرابلس الشام» تمييزاً لها عن طرابلس ليبيا التي كانت تُسمّى «طرابلس الغرب». وكان الطرابلسيون يفاخرون بالاسم ويعتبرون أنفسهم أقرب إلى سوريا منهم إلى الدولة المستقلة حديثاً. وقد بادلتها بقية المدن هذا التباعد، وأهملتها الدولة كما أهملت واجبات كثيرة، وجاء منها رؤساء حكومات أجلّاء، كان أبرزهم رشيد كرامي، الشريك الرئيسي في الحقبة الشهابية النقية. وعندما توفّي والده ومؤسس الزعامة العائلية، عبد الحميد كرامي، ألقى الشاعر العراقي محمد مهدي الجواهري قصيدة في رثائه ينتقد فيها بوضوح أركان الدولة اللبنانية، قال فيها:

«تنهى وتأمرُ ما تشاء عصابة - ينهى ويأمرُ فوقَها استعمارُ؛

خَويَت خزائنُها لِما عَصفَتْ بها الشّهَواتُ، والأسباط ُوالأصهارُ...»...

في السنوات الأخيرة، اعتبرت طرابلس المُهملة من قِبل العهود المتلاحقة، أنها معقل الأصولية. وكان البعض يسمّيها «قندهار». وقد نُزع من ساحتها الرئيسية تمثال عبد الحميد كرامي ورُفع مكانه نصب تكبيري: «الله أكبر». منذ تسعة أيام، خطفت طرابلس أضواء الثورة اللبنانية وتجمّع الألوف من أبنائها يرقصون ويهتفون طوال الليل والنهار ويصغون إلى الفِرق الغنائية ويرفعون الشعارات ضدّ الحكم وضدّ الطائفية ويرفعون خصوصاً آلاف الأعلام اللبنانية التي غطّت مساحة الجمهورية برمّتها.

في 17 أكتوبر (تشرين الأول) 2019. وليس في 22 نوفمبر (تشرين الثاني) 1943. أعلنت طرابلس انضمامها إلى الجمهورية اللبنانية وأرسلت التحيّات إلى صور والنبطية وبعلبك وسائر المناطق الشيعية. وهتفت للجيش اللبناني وأظهرت كل ما يؤكد انضواءها إلى البلد الذي طالما أخطأ في حقّ أهلها كما أخطأ في حقّ جميع الأهالي. عام 1920. أُعلنت ولادة الدولة اللبنانية، واليوم بعد قرن على ذلك، تعلن الناس في الشوارع والساحات، ولادة الوطن لبنان. ميثاق وطني لا يوَقّعه السياسيون بل مئات الآلاف من البشر. وثورة وطنية عارمة تلاحمت فيها النفوس وبدا من بقي خارجها أنه خارج الوطن. وأمام كل تلك الصفوف المتراصّة، تقدّمت طرابلس الجميع وأضاءت ساحتها بالمصابيح طوال الليالي. ومثل غيرها من هذه الساحات العظيمة التي لا تُصدَّق برغم سطوعها، أرسلت أطفالها وبناتها المحجبات وشبابها من متعلّمين ومحرومين وبدت مثل سواها، حورية من حوريّات النهضة الوطنية، إلا أنها تميّزت باللقب المستحَق: «عروس الثورة».

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

طرابلس في الجمهورية طرابلس في الجمهورية



GMT 14:04 2021 السبت ,06 شباط / فبراير

ذهبت ولن تعود

GMT 11:55 2021 السبت ,06 شباط / فبراير

من شعر الكميت بن زيد والأعشى

GMT 07:10 2021 السبت ,06 شباط / فبراير

قتلوه... قتلوه... قتلوه لقمان محسن سليم شهيداً

GMT 22:33 2021 الخميس ,04 شباط / فبراير

كيم وكيا، فوردو وديمونا، نافالني وفاونسا؟

GMT 13:41 2019 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

تعرف لقاءً مهماً أو معاودة لقاء يترك أثراً لديك

GMT 21:01 2021 الأربعاء ,06 كانون الثاني / يناير

تتمتع بالنشاط والثقة الكافيين لإكمال مهامك بامتياز

GMT 19:38 2019 الثلاثاء ,03 أيلول / سبتمبر

تجنب اتخاذ القرارات المصيرية أو الحاسمة

GMT 18:00 2018 الخميس ,27 كانون الأول / ديسمبر

نانسي الزعبلاوي تحضر لأغنية جديدة مع "ميوزك تون "

GMT 09:59 2018 الثلاثاء ,25 كانون الأول / ديسمبر

التحالف الدولي يقصف جسرًا للجيش السوري في ريف دير الزور

GMT 14:28 2018 الثلاثاء ,25 أيلول / سبتمبر

السريحي يخوض تجربة احترافية في الدوري الفرنسي

GMT 12:03 2013 الجمعة ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

"سوني" تطرح حاسب "فايو ديو 13" المحمول في الإمارات

GMT 16:48 2018 الثلاثاء ,20 آذار/ مارس

فيديو كليب True Love لمسرحية Frozen على مسرح برودواى

GMT 03:19 2017 الأحد ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

دانا حمدان سعيدة بنجاح "الطوفان" وشخصيتها بالعمل

GMT 23:57 2017 الأحد ,29 تشرين الأول / أكتوبر

تعرفي على كيفية العناية بالشعر المجعد والطرق المناسبة

GMT 11:43 2016 السبت ,18 حزيران / يونيو

اكتشفي كيفية اختبار الحمل في البيت

GMT 04:19 2019 الثلاثاء ,22 كانون الثاني / يناير

الكشف عن تفاصيل مقتل الراقصة التركية "ديدم"

GMT 02:43 2018 الأحد ,09 كانون الأول / ديسمبر

الإعلامية المصرية سميرة الدغيدي تُعلن عن بيع قناتها" LTC"

GMT 19:19 2018 الإثنين ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

تعرف على أسعار ومواصفات "هيونداي إلنترا 2019" المتاحة في مصر

GMT 01:12 2018 الإثنين ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

فيلم "السر 21" يجمع المخرج خالد يوسف والمُنتج كريم السبكي

GMT 01:42 2018 الجمعة ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

"تحريم" اللقاح يهدد بتفشي الحصبة في إندونيسيا

GMT 06:58 2018 الأربعاء ,31 تشرين الأول / أكتوبر

أسترالية تمنع صديقاتها من ارتداء فساتين في حفلة زفافها

GMT 21:02 2018 الإثنين ,17 أيلول / سبتمبر

مجموعة من المجوهرات المميزة والرائعة لخريف 2018

GMT 13:43 2018 الجمعة ,07 أيلول / سبتمبر

شركة تويوتا تطلق أفالون 2019 الجديدة في السعودية
 
Iraqtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Iraqtoday Iraqtoday Iraqtoday Iraqtoday
iraqtoday iraqtoday iraqtoday
iraqtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
iraq, iraq, iraq