المرة المقبلة تذكر المؤلف لا البطل

المرة المقبلة تذكر المؤلف... لا البطل

المرة المقبلة تذكر المؤلف... لا البطل

 العراق اليوم -

المرة المقبلة تذكر المؤلف لا البطل

سمير عطا الله
بقلم - سمير عطا الله

معظم الصحف والمجلات الكبرى في الغرب تقيم قسماً خاصاً لـ«المدققين». لا مقال يُنشر من دون أن تُحال الأرقام والتواريخ والاستشهادات الواردة فيه، إلى «مدقق الحقائق». لم تتمكن الصحافة العربية من إنشاء مثل هذه الأقسام لأسباب مالية، لكنها اعتمدت في المراجعة، لغوية أو معلومات أو أخلاقيات، على أكفاء في سكرتارية التحرير ومديرية التحرير، وظل الاعتماد الأهم على المحرر، أو الكاتب نفسه. إنها مسؤوليته – وسمعته – أولاً. كل غلط في نهاية المطاف يعود إليه، سواء أمام الجريدة أو أمام قرائها.

أشرت هنا غير مرة، إلى أن «مدير التحرير» الأسطوري في هذا المجال، كان، ولا يزال، الأستاذ فرنسوا عقل في «النهار»، حيث يعمل منذ 1963. إذ تخرج من مدرسته في الدقة والمهنية والحرص اللغوي زملاء كثر، ألمعهم نائب تحريرنا العزيز.
كانت أصوليات «المدير» مثار جدل وانقسامات واعتراضات. وكنت يومها في الفريق المعترض والمعارض. فماذا سيحدث للغة إذا قلنا «كافة النساء بدل النساء كافة»، أو إذا كتبنا «أحال إلى بدل أحال على»، أو «الفرقاء بدل الأفرقاء»؟ هل اللغة شيء جامد غير قابل للتحسين والتطور وحتى التغيير؟ إن اللغة تغير نفسها وتعدل معانيها، لكنها أيضاً تحمي جوهرها وتقلم مثاقلها وتصوب أحياناً في تعقيد البلاغة من أجل بلاغة البساطة.
عاماً بعد عام، كنت أزداد تقديراً «للمدير» وإعجاباً به. وأفلحت مدرسته في «النهار» وصار له مقلدون. لكن كفاءته الاستثنائية لم تتوقف عند اللغة، بل شملت كل شيء آخر. الأسماء، العلم والتواريخ والمغالاة وأدبيات الصحافة وتسخير الجريدة لغايات خاصة، أو حماسات شخصية. الجريدة كل، وأي بقعة صغيرة تبقعها.
قرأت لعميد الأدب العربي طه حسين مقالاً في مجموعته بعنوان «الكابيتان ميخائيلدس» لعله نشر في «الجمهورية»، لأنه لا إشارة إلى تاريخ النشر، ولا إلى مكانه. مقال جميل مطول مفصل يلخص فيه العميد رواية لكاتب يوناني. من هو هذا الكاتب الذي يدهش طه حسين؟ لا ذكر له في المقالة. إنه فقط اسم بطل الرواية. أما العنوان فمختلف تماماً. إنه «الحرية أو الموت» وهو لأشهر كتاب اليونان المعاصرين، نيكوس كازانتزاكيس. لكن كيف نعرف ذلك؟ لا نعرف ذلك. لأن فرنسوا عقل كان غائباً، وإلا، لما سمح حتى لطه حسين بمثل هذه الهفوة. الدقة فرض، لا هِمة.

 

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

المرة المقبلة تذكر المؤلف لا البطل المرة المقبلة تذكر المؤلف لا البطل



GMT 14:04 2021 السبت ,06 شباط / فبراير

ذهبت ولن تعود

GMT 11:55 2021 السبت ,06 شباط / فبراير

من شعر الكميت بن زيد والأعشى

GMT 07:10 2021 السبت ,06 شباط / فبراير

قتلوه... قتلوه... قتلوه لقمان محسن سليم شهيداً

GMT 22:33 2021 الخميس ,04 شباط / فبراير

كيم وكيا، فوردو وديمونا، نافالني وفاونسا؟

GMT 13:41 2019 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

تعرف لقاءً مهماً أو معاودة لقاء يترك أثراً لديك

GMT 21:01 2021 الأربعاء ,06 كانون الثاني / يناير

تتمتع بالنشاط والثقة الكافيين لإكمال مهامك بامتياز

GMT 19:38 2019 الثلاثاء ,03 أيلول / سبتمبر

تجنب اتخاذ القرارات المصيرية أو الحاسمة

GMT 18:00 2018 الخميس ,27 كانون الأول / ديسمبر

نانسي الزعبلاوي تحضر لأغنية جديدة مع "ميوزك تون "

GMT 09:59 2018 الثلاثاء ,25 كانون الأول / ديسمبر

التحالف الدولي يقصف جسرًا للجيش السوري في ريف دير الزور

GMT 14:28 2018 الثلاثاء ,25 أيلول / سبتمبر

السريحي يخوض تجربة احترافية في الدوري الفرنسي

GMT 12:03 2013 الجمعة ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

"سوني" تطرح حاسب "فايو ديو 13" المحمول في الإمارات

GMT 16:48 2018 الثلاثاء ,20 آذار/ مارس

فيديو كليب True Love لمسرحية Frozen على مسرح برودواى

GMT 03:19 2017 الأحد ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

دانا حمدان سعيدة بنجاح "الطوفان" وشخصيتها بالعمل

GMT 23:57 2017 الأحد ,29 تشرين الأول / أكتوبر

تعرفي على كيفية العناية بالشعر المجعد والطرق المناسبة

GMT 11:43 2016 السبت ,18 حزيران / يونيو

اكتشفي كيفية اختبار الحمل في البيت

GMT 04:19 2019 الثلاثاء ,22 كانون الثاني / يناير

الكشف عن تفاصيل مقتل الراقصة التركية "ديدم"

GMT 02:43 2018 الأحد ,09 كانون الأول / ديسمبر

الإعلامية المصرية سميرة الدغيدي تُعلن عن بيع قناتها" LTC"

GMT 19:19 2018 الإثنين ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

تعرف على أسعار ومواصفات "هيونداي إلنترا 2019" المتاحة في مصر

GMT 01:12 2018 الإثنين ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

فيلم "السر 21" يجمع المخرج خالد يوسف والمُنتج كريم السبكي

GMT 01:42 2018 الجمعة ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

"تحريم" اللقاح يهدد بتفشي الحصبة في إندونيسيا
 
Iraqtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Iraqtoday Iraqtoday Iraqtoday Iraqtoday
iraqtoday iraqtoday iraqtoday
iraqtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
iraq, iraq, iraq