حراك بلا قيادة في مواجــهة حكومة مفككة

حراك بلا قيادة... في مواجــهة حكومة مفككة؟

حراك بلا قيادة... في مواجــهة حكومة مفككة؟

 العراق اليوم -

حراك بلا قيادة في مواجــهة حكومة مفككة

جورج شاهين
بقلم : جورج شاهين

أكثر الرابحين من سياسة الرئيس ترامب في الشرق الأوسط هم الروس، فكل فراغ يتركه الأميركيون يملأه الروس بمكسب ومن دون ثمن باهظ، ففي منطقة البحر الأبيض المتوسط كان للانسحاب الأميركي من الأرضي السورية أثره الفوري، إذ لم يعقبه دخول القوات التركية فقط للأراضي السورية إنما استعادة مناطق كانت تحت نفوذ الأكراد فدخلتها قوات النظام السوري برعاية روسية، وهي تقع على المناطق الحدودية السورية – التركية. ذلك مكسب تحقق لروسيا بلا احتكاك مع الأكراد ومواجهة القوات الأميركية الحليفة التي كانت تسندها.

وعلى إردوغان الآن أن يتفاوض مع بوتين لا مع الأميركيين لتحديد مساحة المنطقة الآمنة واقتسامها، حيث تركزت اهتمامات كل من نائب الرئيس الأميركي مايك بنس ووزير الخارجية مايك بومبيو في اجتماعهما مع إردوغان، على حفظ ماء وجه الأميركيين و(ترقيع) ما قام به ترمب من إجراء انتقد انتقاداً لاذعاً حين تخلى عن حلفاء تقليديين كالأكراد، فأول تصريح للرئيس الأميركي بعد اجتماع وزير خارجيته مع إردوغان «أنقذنا الأكراد ولن تكون هناك حاجة لتوقيع عقوبات»!!

أما المنطقة الآمنة، أي الأراضي التي ستحتلها تركيا، وهي الأراضي التي خسرها الأكراد، فلا تقع ضمن اهتماماتهم، فالولايات المتحدة تسيطر على منطقة صغيرة بها منابع للنفط وهذا ما يهمها الآن، أما الشريط الحدودي السوري - التركي فتركته منطقة تنازعات روسية تركية ولا تقع ضمن دائرة اهتمام ترمب، حيث أقر الجانب الأميركي بحق شرعية تركيا في الحصول عليها، وتركها لإردوغان كي يحددها مع بوتين في اجتماعهما المقبل!!

كل ما فعله ترمب هو تسريب رسالة بذيئة بمعايير الرسائل الرئاسية خاطب فيها ترمب الناخب الأميركي أكثر مما خاطب فيها رئيس دولة حليفة كتركيا، لزيادة شعبيته، وتلك سياسة خارجية لا تزيد عن كونها سياسة تسجيل نقاط لا سياسة حفاظ على مصالح استراتيجية لدولة عظمى كالولايات المتحدة، إنه يعيد القيام بما قام سلفه باراك أوباما به.

عصر ترمب يمثل لروسيا امتداداً لعصر أوباما، فلا تختلف خطوط ترمب الحمراء عن خطوط أوباما، حيث اعتمدت تلك الخطوط في قوتها على رصيد سمعة الولايات المتحدة التاريخية لا على سمعتها المعاصرة، وشتان بين السمعتين، لذلك فإنه يعد العصر الذهبي لبوتين ولروسيا، وأهدت سياسة الانكفاء الأميركية العديد من المكاسب، وهي قد عادت لتحتل الصدارة في السياسة الخارجية الأميركية، بعد أن كان ترمب يلوم أوباما عليها، لكنه الآن ينقاد إليها دون أن يشعر، والسبب هو إعادة الانتخابات واستحقاقاتها، وهي سياسة مكاسبها آنية حزبية ضيقة.

أما الاستراتيجية البعيدة المدى فلم تعد ضمن أسس السياسة الأميركية؛ الحفاظ على الحلفاء لم يعد ضمن هذه السياسة، المكتسبات التي تمتعت بها الولايات المتحدة نتيجة دورها كقوة عظمى في المنطقة تخلت عنها. تلك سياسة تكتيكات آنية وتسجيل النقاط وكسب الشعبية والقضاء على المنافسين المحليين كحد أقصى يتنافس عليها الحزبان لزوم المقاعد الانتخابية، وتلك سياسة لا يمكن أن تكون ذات بعد «استراتيجي» يعمل على وضع المصالح الأميركية العليا فوق أي اعتبار وتجني ثمارها ومكاسبها الدولة على المدى البعيد.

ما على روسيا الآن إلا الانتظار وعدم التحرك للزحف على كل منطقة تتخلى عنها الولايات المتحدة، ومن جانبها لا تحتاج روسيا لبذل أي جهد يذكر من أجل نيل أي مصلحة استراتيجية بعيدة المدى فتلك المصالح تأتيها على أطباق من ذهب في منطقة الشرق الأوسط كما هي في الشمال الأوروبي.

لنتذكر فقط أن زيارة الرئيس بوتين للمنطقة هي مكسب لروسيا، حيث وقعت عقوداً واتفاقيات مع أكبر الأسواق العربية (المملكة العربية السعودية والإمارات) في مجالات الطب والطاقة والزراعة والصناعة والفضاء والاستثمارات المتبادلة في صناديق الاستثمار السيادية وغيرها، ولم يكن لهذه الزيارة وتلك الاتفاقيات أن تتم لولا سياسة الانكفاء الأميركية القصيرة النظر.

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

حراك بلا قيادة في مواجــهة حكومة مفككة حراك بلا قيادة في مواجــهة حكومة مفككة



GMT 14:04 2021 السبت ,06 شباط / فبراير

ذهبت ولن تعود

GMT 11:55 2021 السبت ,06 شباط / فبراير

من شعر الكميت بن زيد والأعشى

GMT 07:10 2021 السبت ,06 شباط / فبراير

قتلوه... قتلوه... قتلوه لقمان محسن سليم شهيداً

GMT 22:33 2021 الخميس ,04 شباط / فبراير

كيم وكيا، فوردو وديمونا، نافالني وفاونسا؟

GMT 07:49 2018 الثلاثاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

ريتا أورا تحتفل بألبومها الثاني الذي ينتظره الجميع

GMT 15:03 2020 الإثنين ,18 أيار / مايو

فساتين خطوبة مطرزة لإطلالة إستثنائية فخمة

GMT 04:09 2015 الأحد ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

علماء يعثرون على أصغر كوكب خارج المجموعة الشمسية

GMT 00:55 2017 الخميس ,06 إبريل / نيسان

فؤاد قرفي يكشف عن مجموعته الجديدة من الأزياء

GMT 00:26 2021 الأحد ,17 كانون الثاني / يناير

أجمل معاطف كيت ميدلتون موضة 2021 لمناسبة عيد ميلادها

GMT 10:42 2018 الثلاثاء ,04 كانون الأول / ديسمبر

البنك المركزي يصدر تعميم جديد يحدد سعر الصرف

GMT 08:01 2018 الأربعاء ,20 حزيران / يونيو

تعرف على أسعار سيارات نيسان "بيك أب" بعد زيادة يونيو

GMT 08:09 2018 الإثنين ,02 إبريل / نيسان

يارا تظهر بإطلالة مثيرة في فستان أخضر مميز

GMT 08:53 2018 الثلاثاء ,09 كانون الثاني / يناير

"سيلفرمين" في السويد يعد من أغرب فنادق العالم

GMT 00:36 2018 الأحد ,07 كانون الثاني / يناير

سارة سيد تكشف عن مميزات السياحة في ألمانيا

GMT 18:21 2018 الجمعة ,05 كانون الثاني / يناير

أحمد فهمي يتقدم بطلب الزواج من الفنانة رانيا يوسف

GMT 15:43 2017 الثلاثاء ,05 كانون الأول / ديسمبر

قوات الشرطة تحبط محاولة تفجير في مدينة العريش الثلاثاء

GMT 12:17 2017 السبت ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

لعبة MOBA الجديدة Mobile Legends متوفرة الآن على الهواتف الذكية

GMT 02:49 2017 الخميس ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

مصر ضمن أفضل 10 دول في حجم القوات البحرية

GMT 03:49 2013 الأربعاء ,06 شباط / فبراير

الشمس تقلل فرص الإصابة بالروماتويد

GMT 01:40 2017 الإثنين ,23 تشرين الأول / أكتوبر

مارتن لاف يكشف أبرز مزايا سيارة "إكس-ترايل" الجديدة

GMT 09:16 2013 الجمعة ,18 كانون الثاني / يناير

الفراعنة أول من عرفوا السلم الموسيقي

GMT 16:11 2017 الجمعة ,13 تشرين الأول / أكتوبر

التليفزيون المصري يعرض المسلسل النادر "مبروك جالك ولد"

GMT 08:33 2017 الخميس ,05 تشرين الأول / أكتوبر

صور لمناطق صينية غير مأهولة بالسكان تبدو كمدينة الأشباح
 
Iraqtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Iraqtoday Iraqtoday Iraqtoday Iraqtoday
iraqtoday iraqtoday iraqtoday
iraqtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
iraq, iraq, iraq