تجديد القوانين فى مصر

تجديد القوانين فى مصر

تجديد القوانين فى مصر

 العراق اليوم -

تجديد القوانين فى مصر

عبد المنعم سعيد
عبد المنعم سعيد

قبل أسبوع وافق مجلس النواب على التعديلات المقدمة من الحكومة على أحكام قانون الاستثمار الصادر بالقانون رقم ٧٢ لسنة ٢٠١٧؛ أى أنه لم يمض على القانون عامان حتى بدأنا فى إجراءات التعديل عليه.

مثل ذلك ليس جديدا علينا، خاصة فى الموضوعات المتعلقة بالاستثمار؛ وحتى تكون الأمور واضحة فإن ما نتحدث عنه ليس الاستثمار فى عمومه، وإنما الاستثمار الخاص سواء كان مصريا أو أجنبيا أو مشتركا ما بين الخاص فى الداخل والخارج. فى أغلب الأحوال فإنه لا توجد إشكالية قانونية فيما يتعلق بالاستثمار العام فى مصر، سواء كان حكوميا خالصا، أو كان مشتركا بالاتفاق مع الخارج ومرتبطا فى العادة بقروض تقدمها دولة أجنبية.

وبعد فترة قصيرة من القانون الحالى فإن حصيلة الاستثمارات الأجنبية فى مصر تتراوح حول سبعة ونصف مليار دولار فى العام الأخير، منها أكثر من ستة مليارات فى قطاع الغاز والنفط؛ والمعنى فى ذلك أن القانون لم يكن فاعلا فى تحقيق الغرض الأساسى منه وهو جذب الاستثمارات الأجنبية؛ فضلا عن المحلية حتى نحقق الهدف القومى فى رفع معدل النمو الحالى للناتج المحلى الإجمالى إلى أكثر من ٨٪.

صحيح أن معدلنا حتى الآن هو الأعلى إفريقيًا، والأعلى بين دول الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، بل إنه الثالث على العالم بعد الصين والهند؛ ولكن هناك أمران لا بد من أخذهما فى الاعتبار: أولهما أننا كنا متأخرين عن معظم الدول البازغة طوال السنوات الماضية وبفارق كبير؛ وعندما يعتبر نمو الصين أكثر من ٦٪ نوعًا من التباطؤ الذى يسبب قلقًا فى الاقتصاد العالمى، فإن بعضًا من القلق لابد أن يحدونا بالنظر إلى التحديات الاقتصادية الهيكلية فى المجتمع المصرى. وثانيهما أن هناك خطأ ما فى طريقة صنعنا القوانين وبالذات تلك المتعلقة بالاستثمار الذى هو العمود الفقرى للتنمية المستدامة فى البلاد.

وبصراحة لماذا لم يتضمن القانون من الأصل كل المحفزات اللازمة لجذب الاستثمارات؛ ولماذا تأخرنا عامين حتى يكون لدينا الإدراك «للمنافسة العالمية فى مجال الاستثمار»؟

هذه المنافسة ليست جديدة علينا ولا على العالم، والحوافز التى جرى وضعها فى التعديلات الحالية كانت معروفة ساعة إصدار القانون، وتعديل رسوم التصديق على توقيعات عقود الشركات ووضع حد أقصى لها مقداره عشرة آلاف جنيه أو ما يعادلها بالنقد الأجنبى كان مطلوبا من قبل، وأن ما كان موجودا من قبل كان فيه الكثير من التعسف المعوق للاستثمارات الكبرى. التساؤل ببساطة هو: لماذا لم يكن قانون الاستثمار الذى استغرق الإعداد له والحديث عنه والتداول بشأنه سنوات طويلة مناسبًا للتطورات الاقتصادية «والحرص على الاستثمار المؤثر اقتصاديا واجتماعيا، والاستثمار فى البشر من خلال جذب استثمارات وخبرات فى المجالات الجديدة خاصة التكنولوجيا والطاقة».

ألم يكن صحيحا ساعة إصدار القانون المعرفة بأن هناك مجالات جديدة خاصة بالتكنولوجيا والطاقة؛ أم أننا كنا نعرف واستبدت بنا نزعة التضييق والشك فى الاستثمار والمستثمرين ما جعلنا نقيد، ولما ظهر لنا أن الأرقام تفصح عن عكس ما نريد تحقيقه بات واجبًا أن نعود مرة أخرى لتعديل القانون الذى فرغنا منه منذ فترة قصيرة، خاصة إذا ما أخذنا فى الاعتبار اللائحة التنفيذية للقانون والوقت الذى استغرقته.

أكدنا مرارًا أن الاقتصاد المصرى أصبح يسير فى الاتجاه الصحيح عندما باتت ثورة يونيو ٢٠١٣ ليست فقط على حكم الإخوان، وإنما أيضا على أنماط كثيرة من التفكير التى جعلتنا نتأخر عن المسابقة العالمية فى مجالات النمو والتنمية. وفى ١٥ يوليو الماضى أجرت «بلومبيرج» مقارنة بين مصر ونيجيريا بعد القيام بالخطوة الفارقة لتعويم العملة؛ فكانت النتيجة نموًا مصريًا بضعف المعدل النيجيرى، وتراجعًا فى معدل التضخم إلى رقم واحد بدلًا من رقمين بلغ فى وقت من الأوقات ٣٣٪. المؤشرات الكلية من الاحتياطى إلى العجز فى الموازنة إلى البطالة كلها تؤكد على السير فى الاتجاه الصحيح.

ولكن القضية هنا أن الاتجاه الصحيح ليس كافيا إذا ما وصلنا متأخرين؛ ولمن يراجع «رؤية مصر ٢٠٣٠» فإنه كان متصورا أن نحقق معدلا للنمو قدره ١٠٪ مع حلول عام ٢٠٢٠. عدم تحقيق هذا الهدف له أسباب كثيرة يمكن أن يفيض فيها المتخصصون؛ ولكن واحدا منها هو التردد فى مجال التشريعات، حيث يسود الشك فى الاستثمار الأجنبى والمحلى، والتردد فى التعامل مع القطاع الخاص المصرى دون وجود قبضة حكومية، والخوف الشديد من الغنى خوفًا من أن يكون على حساب الفقراء. مثل هذه الأفكار لا توجد لدى الدول التى سبقتنا!

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

تجديد القوانين فى مصر تجديد القوانين فى مصر



GMT 14:04 2021 السبت ,06 شباط / فبراير

ذهبت ولن تعود

GMT 11:55 2021 السبت ,06 شباط / فبراير

من شعر الكميت بن زيد والأعشى

GMT 07:10 2021 السبت ,06 شباط / فبراير

قتلوه... قتلوه... قتلوه لقمان محسن سليم شهيداً

GMT 22:33 2021 الخميس ,04 شباط / فبراير

كيم وكيا، فوردو وديمونا، نافالني وفاونسا؟

GMT 17:39 2020 الأربعاء ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

أترك قلبك وعينك مفتوحين على الاحتمالات

GMT 13:15 2020 الجمعة ,28 شباط / فبراير

مناخا جيد على الرغم من بعض المعاكسات

GMT 13:49 2019 الثلاثاء ,07 أيار / مايو

ترامب يمنح ميدالية الحرية لأسطورة الغولف

GMT 09:10 2017 الخميس ,19 تشرين الأول / أكتوبر

الفالح يؤكّد على أهمية منتدى الطاقة العالمي في الجزائر

GMT 04:58 2018 الأربعاء ,12 كانون الأول / ديسمبر

"وان بلس " تُطلق النسخة الجديدة من هاتف 6T McLaren

GMT 06:04 2018 الخميس ,25 تشرين الأول / أكتوبر

فوائد اللوز للقلب ويساعد على الرشاقة

GMT 13:12 2018 الإثنين ,20 آب / أغسطس

مشروع قومي لرفع المعاناة

GMT 06:18 2017 الإثنين ,25 كانون الأول / ديسمبر

بقلم : أسامة حجاج

GMT 20:10 2017 السبت ,02 كانون الأول / ديسمبر

هجوم في داقوق يكشف النقاب عن تنظيم جديد بديل لـ"داعش"

GMT 11:27 2017 الخميس ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

التوصل لعقار جديد لعلاج أحد أنواع الزهايمر

GMT 22:05 2017 الأحد ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

شريف الشمرلي مديرًا للمنتخبات الوطنية لكرة الطائرة

GMT 04:13 2017 الأحد ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

مدينة ريميني الإيطالية أبرز وجهات الصيف المقبل

GMT 18:10 2015 الأحد ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

طريقة عمل الدونات الأميركية

GMT 07:32 2017 الإثنين ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

الحكومة السعودية تكشف عن موعد تطبيق ضريبة القيمة المضافة

GMT 19:12 2017 الثلاثاء ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

الفنانة سهر الصايغ تغيّر إطلالتها للمرة الأولى

GMT 17:37 2017 السبت ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

"داعش" تتخذ المدنيين دروعًا بشرية في مدينة البوكمال

GMT 00:17 2017 الأربعاء ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

الكشف عن عقار لفقدان الوزن بنفس فعالية حمية أتكينز

GMT 04:38 2017 الثلاثاء ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

طرح منزل الصياد الذي أنقذ الرئيس روزفلت وابنه للبيع

GMT 04:40 2017 السبت ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

النجوم يُحيون ذكرى الرحيل الأولى للنجم محمود عبدالعزيز
 
Iraqtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Iraqtoday Iraqtoday Iraqtoday Iraqtoday
iraqtoday iraqtoday iraqtoday
iraqtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
iraq, iraq, iraq