دروس ترمب من كوريا لإيران

دروس ترمب من كوريا لإيران!

دروس ترمب من كوريا لإيران!

 العراق اليوم -

دروس ترمب من كوريا لإيران

بقلم : جميل الذيابي

 لا شك في أن زيارة الرئيس الأمريكي دونالد ترمب لبروكسل ولندن، وما انطوت عليه من تغيرات في العلاقة الخاصة بين واشنطن ولندن، والعلاقة بين أعضاء منظمة حلف شمال الأطلسي (الناتو) أحدثت جدلاً كبيراً، خصوصاً بعد حديث ترمب عن حماية أمريكا لألمانيا وفرنسا وضرورة دفع التكاليف مقابلها. ولكن ما يهمنا هو التحذير الأمريكي لنظام الملالي؛ خصوصاً قول ترمب إن النظام الإيراني يوشك على الانهيار اقتصادياً. وكل التوقعات تشير إلى أنه سيأتي يوم يتوسل فيه الإيرانيون واشنطن لطلب التوصل إلى اتفاق.

وتمثل تصريحات الرئيس الأمريكي بهذا الشأن تتويجاً لضغوط مكثفة ظل يفرضها على طهران منذ تنصيبه في مطلع 2017. وبلغت تلك الضغوط أوجها بقراره انسحاب بلاده من الاتفاق النووي الموقّع في 2015، وما تبع ذلك من إعادة لفرض العقوبات الأمريكية على إيران.

وهي تشمل بالطبع منع تصدير النفط الإيراني، وهو أكبر مصادر دخل نظام الملالي التي ينفقونها على الجماعات الإرهابية والميليشيات المسلحة، والترويع، والزعزعة الشيطانية والتدخل في الشؤون الداخلية في البلدان التي يوهمون أنفسهم بأنهم سيهيمنون عليها.

ونتيجة لتلك الضغوط المكثفة بدأت الشركات والبنوك الأوروبية واليابانية تغادر إيران. وبدأت العملة الإيرانية مسيرة انحدار يتوقع أن تتواصل خلال الأشهر القادمة. ولم يكف ترمب ومساعدوه، خصوصاً وزيري الدفاع والخارجية، عن توعد إيران بمواجهة عسكرية قاسية إذا لم يتغير سلوك نظام «ولاية الفقيه» حيال حلفاء الولايات المتحدة في العالم.

ولعل آخر مثال لذلك الرد الأمريكي على زعم مهندس التدخلات الإيرانية في الخارج قاسم سليماني أن إيران تستطيع إغلاق مضيق هرمز إذا شاءت.

يعني ذلك كله أن سياسة التهديد بالنار والغضب التي استخدمها ترمب بنجاح ضد كوريا الشمالية، وأسفرت عن خضوع الزعيم كيم جونغ أون، وطلبه لقاء قمة مع ترمب، استضافته سنغافورة، ستحقق نتائج مماثلة في إيران. لقد وافق الزعيم الكوري الشمالي على تفكيك برنامجه النووي، وبرنامجه لإنتاج الصواريخ الباليستية، في مقابل إعادة دمج بلاده في المجتمع الدولي، ورفع العقوبات الدولية والأمريكية المفروضة على بيونغ بيانغ، وصفقات موعودة من شأنها أن تتيح لبلاده اللحاق بركب الأمم الصناعية.

غير أن المهمة الأمريكية مع إيران ليست مجرد نزهة تصريحات، وتصعيد عقوبات. ذلك أن نظام إيران له تاريخ طويل في التخريب من خلال الفتن الطائفية والحقن المذهبي، ومحاولات الهيمنة من خلال ميليشيات إرهابية عميلة، كما هو حال «حزب الله» في لبنان، وسورية، و«الحوثي» في اليمن، و«الحشد الشعبي» في العراق؛ إذ تستطيع إيران التخريب وخلق الفتن من خلال عملائها ووكلائها في المنطقة.

لقد كانت قمة سنغافورة نتيجة غير متوقعة لسياسة ترمب المثيرة للجدل حيال كوريا الشمالية. غير أن تحقق انعقادها، وخروجها ببيان مشترك، تلاه تبادل زيارات لمسؤولي البلدين، يؤكد أن بعض الأنظمة الشريرة لن تستجيب للإرادة الدولية إلا برفع العصا عليها، وتأديبها لوقفها عند حدها. وهو ما وعته بلدان الاتحاد الأوروبي التي ظنت أنها ستحقق لإيران ما تريده تحت ستار حماية اتفاق 2015. فقد أيقنت سريعاً أنها لن تستطيع الوقوف بوجه العقوبات الأمريكية التي ستطال شركاتها ومصارفها إذا قررت البقاء والعمل في إيران.

الأكيد أن على الشعب الإيراني المكتوي بنيران سياسات الملالي أن يحشد صفوفه لاقتلاع هذا النظام الشرير الذي ارتضى قادته أن يحتكروا الثروة والسلطة، تاركين شعبهم لعيش الذل والهوان، والجوع والعطش، والموت تحت وطأة الفقر المدقع. وستكون الإجراءات التي ستنفذها إدارة الرئيس ترمب ضد نظام الملالي خير وقود لثورة شعبية تطيح بتجار الدين، ورعاة الفتنة، الواهمين بالهيمنة وعودة إمبراطورية بائدة.

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع
المصدر: عكاظ

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

دروس ترمب من كوريا لإيران دروس ترمب من كوريا لإيران



GMT 04:55 2019 الخميس ,21 شباط / فبراير

السباق على استعمار القمر

GMT 04:46 2019 الخميس ,21 شباط / فبراير

نتانياهو متهم والولايات المتحدة تؤيده

GMT 04:40 2019 الخميس ,21 شباط / فبراير

فى حياته.. ومماته!

GMT 13:45 2019 الخميس ,31 كانون الثاني / يناير

الإعلام والدولة.. الصحافة الورقية تعاني فهل مِن منقذ؟!

GMT 19:27 2020 الثلاثاء ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

تتركز الأضواء على إنجازاتك ونوعية عطائك

GMT 22:38 2020 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

يبشّر هذا اليوم بفترة مليئة بالمستجدات

GMT 21:59 2020 الأربعاء ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

تحمل إليك الأيام المقبلة تأثيرات ثقيلة

GMT 21:46 2020 الأحد ,12 إبريل / نيسان

تستعيد حماستك وتتمتع بسرعة بديهة

GMT 22:02 2021 الثلاثاء ,05 كانون الثاني / يناير

تنجح في عمل درسته جيداً وأخذ منك الكثير من الوقت

GMT 23:42 2018 الخميس ,10 أيار / مايو

"أحد" يعلن تعاقده مع لاعب هارون عيسى

GMT 18:04 2018 الأحد ,21 كانون الثاني / يناير

مواطن يعثر على أمه بعد 43 عامًا

GMT 16:26 2017 الثلاثاء ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

عرض أولى حلقات الموسم الثاني من برنامج "ذا فويس كيدز" السبت

GMT 23:07 2017 الثلاثاء ,21 شباط / فبراير

بكاء أطفال الجيران اليومي

GMT 16:16 2021 الأربعاء ,27 كانون الثاني / يناير

تطويل الشعر بوقت قياسي قبل زفافك

GMT 08:24 2021 السبت ,09 كانون الثاني / يناير

إليسا تعيد ارتداء تصميم ظهرت به الملكة رانيا قبل عامين

GMT 15:20 2019 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

تبدو مرهف الحس فتتأثر بمشاعر المحيطين بك

GMT 10:24 2018 الأربعاء ,10 تشرين الأول / أكتوبر

دينا تظهر بإطلالة بيضاء عبر "إنستغرام" عقب تعرّضها للانتقاد

GMT 21:20 2018 الخميس ,04 تشرين الأول / أكتوبر

انتحار فتاة عقب زواجها بـ 10 أيام فقط في منطقة مصر القديمة

GMT 06:50 2018 الأربعاء ,26 أيلول / سبتمبر

تعرف على أكثر الجسور جاذبية وشهرة حول العالم

GMT 13:22 2018 الأربعاء ,19 أيلول / سبتمبر

نفوق حيوان بحري من نوع الحوت الأحدب في شاطئ القحمة
 
Iraqtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Iraqtoday Iraqtoday Iraqtoday Iraqtoday
iraqtoday iraqtoday iraqtoday
iraqtoday
Pearl Bldg.4th floor
4931 Pierre Gemayel Chorniche,Achrafieh
Beirut- Lebanon
iraq, iraq, iraq