إيران خطوة أميركية إلى الوراء

إيران... خطوة أميركية إلى الوراء

إيران... خطوة أميركية إلى الوراء

 العراق اليوم -

إيران خطوة أميركية إلى الوراء

مصطفي فحص
بقلم : مصطفي فحص

عاد روب مالي إلى البيت الأبيض بعد تكليفه بالمهمة الوحيدة التي يتقنها، والتي تحولت إلى مهنة أمنت له سابقاً الانضمام إلى إدارة الرئيس الأسبق باراك أوباما، وإلى إدارة الرئيس الحالي جو بادين، وقد يعبر اختياره السريع لمنصب المبعوث الأميركي الخاص إلى إيران عن نية الإدارة الجديدة استعجال فتح قنوات الاتصال الرسمي مع طهران، ولكن ليس من الضروري أن تصل هذا القنوات إلى مرحلة المفاوضات، إلا أنها ستجد حلاً لمعضلة «البيضة والدجاجة» ما بين الجانبين لتجاوز عقبة من يقوم بالخطوة الأولى في طريق العودة الأولية إلى الاتفاق، خطوة أو خطة ستؤسس على الأرجح إلى بداية لمرحلة تفاوض طويلة، أعدها روب مالي مسبقاً، وقام بنشرها في مركز الأزمات الدولية في 15 يناير (كانون الثاني) الفائت، وقام السفير الأميركي السابق لدى سوريا روبرت فورد، بتناولها في مقال نشرته صحيفة «الشرق الأوسط» يوم الاثنين الفائت.

مما لا شك فيه أن تعيين مالي سيثير حساسيات كبيرة، وسيفتح باب التكهنات والتوقعات على مصراعيه، لكن على الأرجح أن حدود تأثيره على صناعة القرار ستكون محدودة، خصوصاً أن صناع القرار الأميركي الأساسيين في هذه الإدارة لن يتبنوا وجهة نظره كاملة كما تبناها سابقاً جون كيري وبن رودس وبيرني ساندرز وباراك أوباما، فمن الصعب أن يتمكن من إقناع وزير الخارجية أنتوني بلينكن، ومدير المخابرات وليم بيرنز، ووزير الدفاع لويد أوستن، ووزيرة الخزانة جانيت يلين، وعضو مجلس الأمن القومي روبرت ماكفروك، حتى مديره مستشار الأمن القومي ديفيد سوليفان، برؤيته للمنطقة، وفي تجاوز تغيراتها الجيوسياسية وتحولاتها الاجتماعية، من انتفاضة تشرين العراقية وفشل القوى السياسية العراقية الموالية لطهران، وانتفاضة 17 تشرين في لبنان وفساد الطبقة السياسية التي يحميها «حزب الله»، كما فعل سابقاً مع كيماوي بشار الأسد وانقلاب الميليشيات في اليمن وتسليم العراق ولبنان إلى إيران.

الواضح أن حجم التناقضات ما بين رغبات مالي ومواقف مرؤوسيه كبيرة، فوزير الخارجية الجديد أنتوني بلينكن، يصر على إشراك حلفاء واشنطن بالمفاوضات النووية المقبلة، ويقر بأن العودة السريعة إلى الاتفاق السابق صعبة، ويطالب طهران بالتراجع والكف عن ابتزازها النووي، كما أن التناقضات في تصريحات المسؤولين الأميركيين الجدد تكشف عن عدم وضوح في الرؤية داخل الإدارة وارتباك في اتخاذ القرار في قضية استراتيجية، خصوصاً أن وزير الخارجية حذر من حصول طهران على قدرات نووية خطيرة في الأسابيع المقبلة، وهذا من شأنه إما أن يفتح باب التصعيد ليس ما بين طهران وواشنطن فقط، بل من الممكن أن يفتح احتمالات الحرب في المنطقة، إذا ما عادت طهران إلى التزاماتها، ومن جهة أخرى ليس من المستبعد أن يكون التصعيد النووي الإيراني والتحذير الأميركي ذريعة لفتح باب المفاوضات بينهما.

من جهتها تلقفت طهران الخطوة الأميركية، وأعلن وزير الخارجية في مقابلة تلفزيونية أن مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل، يمكن أن يقوم بمهمة التنسيق أو «الوساطة» مع واشنطن، لتحديد الخطوات التي يتعين على طهران القيام بها.

حديث ظريف الصحافي أشبه بالمؤتمر الصحافي الذي عقده وزير الخارجية الأميركي الأسبق جون كيري، بعد أسبوع من استخدام الأسد للسلاح الكيماوي ضد أهالي الغوطة، وتفاجأ العالم بسؤال مدبر من أحد الصحافيين الذي سأل جون كيري عن احتمال تراجع أوباما عن ضربته التأديبية للأسد، إذا قام بتسليم ما لديه من أسلحة كيماوية، كانت تلك الحادثة مخرجاً للطرفين من ورطة أوباما في استخدام القوة وإنقاذ المفاوضات السرية بين طهران وواشنطن.

من البيت الأبيض وإليه يعود روب مالي إلى موقعه مروراً بطهران ودمشق وضاحية بيروت الجنوبية، محاولاً تجاوز عواصم مركزية فاعلة في منطقة تجلس فوق برميل بارود جاهز للاشتعال، إذا أخطأ المقيم الجديد في البيت الأبيض في حساباته، كما أخطأ سلفه الديمقراطي باراك أوباما، وتسببت أهواؤه الفكرية بصراعات دموية في المنطقة، لن تسمح دولها وشعوبها بإعطاء من لا يستحق ما لا يستحق.

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

إيران خطوة أميركية إلى الوراء إيران خطوة أميركية إلى الوراء



GMT 14:04 2021 السبت ,06 شباط / فبراير

ذهبت ولن تعود

GMT 11:55 2021 السبت ,06 شباط / فبراير

من شعر الكميت بن زيد والأعشى

GMT 07:10 2021 السبت ,06 شباط / فبراير

قتلوه... قتلوه... قتلوه لقمان محسن سليم شهيداً

GMT 22:33 2021 الخميس ,04 شباط / فبراير

كيم وكيا، فوردو وديمونا، نافالني وفاونسا؟

GMT 07:49 2018 الثلاثاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

ريتا أورا تحتفل بألبومها الثاني الذي ينتظره الجميع

GMT 15:03 2020 الإثنين ,18 أيار / مايو

فساتين خطوبة مطرزة لإطلالة إستثنائية فخمة

GMT 04:09 2015 الأحد ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

علماء يعثرون على أصغر كوكب خارج المجموعة الشمسية

GMT 00:55 2017 الخميس ,06 إبريل / نيسان

فؤاد قرفي يكشف عن مجموعته الجديدة من الأزياء

GMT 00:26 2021 الأحد ,17 كانون الثاني / يناير

أجمل معاطف كيت ميدلتون موضة 2021 لمناسبة عيد ميلادها

GMT 10:42 2018 الثلاثاء ,04 كانون الأول / ديسمبر

البنك المركزي يصدر تعميم جديد يحدد سعر الصرف

GMT 08:01 2018 الأربعاء ,20 حزيران / يونيو

تعرف على أسعار سيارات نيسان "بيك أب" بعد زيادة يونيو

GMT 08:09 2018 الإثنين ,02 إبريل / نيسان

يارا تظهر بإطلالة مثيرة في فستان أخضر مميز

GMT 08:53 2018 الثلاثاء ,09 كانون الثاني / يناير

"سيلفرمين" في السويد يعد من أغرب فنادق العالم

GMT 00:36 2018 الأحد ,07 كانون الثاني / يناير

سارة سيد تكشف عن مميزات السياحة في ألمانيا

GMT 18:21 2018 الجمعة ,05 كانون الثاني / يناير

أحمد فهمي يتقدم بطلب الزواج من الفنانة رانيا يوسف

GMT 15:43 2017 الثلاثاء ,05 كانون الأول / ديسمبر

قوات الشرطة تحبط محاولة تفجير في مدينة العريش الثلاثاء

GMT 12:17 2017 السبت ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

لعبة MOBA الجديدة Mobile Legends متوفرة الآن على الهواتف الذكية

GMT 02:49 2017 الخميس ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

مصر ضمن أفضل 10 دول في حجم القوات البحرية

GMT 03:49 2013 الأربعاء ,06 شباط / فبراير

الشمس تقلل فرص الإصابة بالروماتويد

GMT 01:40 2017 الإثنين ,23 تشرين الأول / أكتوبر

مارتن لاف يكشف أبرز مزايا سيارة "إكس-ترايل" الجديدة

GMT 09:16 2013 الجمعة ,18 كانون الثاني / يناير

الفراعنة أول من عرفوا السلم الموسيقي

GMT 16:11 2017 الجمعة ,13 تشرين الأول / أكتوبر

التليفزيون المصري يعرض المسلسل النادر "مبروك جالك ولد"

GMT 08:33 2017 الخميس ,05 تشرين الأول / أكتوبر

صور لمناطق صينية غير مأهولة بالسكان تبدو كمدينة الأشباح
 
Iraqtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Iraqtoday Iraqtoday Iraqtoday Iraqtoday
iraqtoday iraqtoday iraqtoday
iraqtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
iraq, iraq, iraq