إعادة تموضع دولي لما قبل هذا اليوم

إعادة تموضع دولي لما قبل هذا اليوم

إعادة تموضع دولي لما قبل هذا اليوم

 العراق اليوم -

إعادة تموضع دولي لما قبل هذا اليوم

مصطفي فحص
بقلم : مصطفي فحص

ما بين الإعلان عن فوزه بالانتخابات الرئاسية وبين تسلّمه السلطة في 20 من الشهر الحالي، أجرت عواصم دولية وإقليمية مراجعات لطبيعة علاقاتها المستقبلية مع الولايات المتحدة في عهد الرئيس الأميركي الجديد جو بايدن، فقد لجأت هذه العواصم إلى ترتيب أولوياتها الداخلية والخارجية؛ استعداداً للتعامل مع صيغة جديدة للعلاقات الدولية ستتبناها الإدارة الجديدة، تختلف في طبيعتها عن الصيغة التي تبناها الرئيس المنتهية ولايته دونالد ترمب لعلاقة واشنطن مع حلفائها وأعدائها، وكذلك لن تعود إلى الصيغة التي اختارها الرئيس الأميركي الأسبق باراك أوباما، إذ يرغب بايدن وفريقه السياسي والاستراتيجي باستعادة واشنطن تدريجياً لموقعها العالمي الذي اكتسبته بعد انتصارها في الحرب الباردة، وإصلاح الشوائب التي أصابته خلال 12 سنة السابقة، نتيجة لخلل داخلي وسوء تقدير خارجي.

مما لا شك فيه أن موسكو التي خسرت الرفيق ترمب (وفقاً لوصف أعضاء في مجلس الدوما الروسي له) تستعد للتعامل مع رئيس أميركي ينتمي إلى جيل الحرب الباردة، ولم يزل حزبه متمسكاً بالعقيدة السياسية الخارجية لتلك الحقبة، كما أن رغبة بايدن باستعادة بلاده لدور الزعامة العالمية يشكل بالنسبة لموسكو مشروع هيمنة أميركية جديدة يهدد مباشرة مصالحها الأوروبية، فالعواصم الأوروبية التي بدأت ترميم ثقتها بحليفها الأكبر، ليس من المستبعد أن تخوض إلى جانبه معركة الضغوط على موسكو التي ستبدأ من أوكرانيا مروراً ببيلاروسيا وسوريا، وصولاً إلى ملفات حقوق الإنسان والعقوبات الاقتصادية، وما يتعلق بمشاريع نقل الغاز الروسي إلى الأسواق الأوروبية، كما أنَّ موسكو التي عملت على تعزيز دورها في المياه الدافئة خلال السنوات الفائتة ستستمر في العمل مع شركاء إقليميين غير موثوقين مثل تركيا وإيران، حيث تبتزّها الأولى في القوقاز والبحر المتوسط، بانتظار فرصة تسمح لها بمقايضة أوراقها الإقليمية مع واشنطن، فيما الثانية تقاسمها النفوذ في سوريا وتحرجها في الخليج العربي، لكنها (أي طهران) تبحث عن فرصة حقيقة للمساومة مع واشنطن شرط أن تحصل على ضمانات بسلامة نظامها وحماية مصالحها.

بالنسبة لموسكو فإنَّ اختبار النوايا الأميركية في المنطقة سيبدأ في سوريا، فهي باتت معنية في الفصل ما بين مصالحها ومصالح طهران، لذلك سارعت إلى التموضع إسرائيلياً، وبدأت تلوح بورقة التطبيع ما بين نظام الأسد وإسرائيل، واستمالت تل أبيب من بوابة الأمن القومي التي جاءت واضحة على لسان وزير الخارجية سيرغي لافروف، الذي قال في آخر مؤتمر صحافي له «إذا كانت لديكم حقائق تفيد بأن تهديداً لدولتكم ينطلق من جزء من الأراضي السورية، فأبلغونا فوراً بهذه الحقائق، وسنتخذ جميع الإجراءات لتحييد هذا التهديد».

عملياً يبدو أن تحسن العلاقات الأميركية الأوروبية، إضافة إلى المصالحة الخليجية، وعودة واشنطن للتعاون البناء مع حلفائها التقليديين في المنطقة والعالم، أدَّى إلى خفض طهران مستوى رهانها على هذه الإدارة، ودفعها من جديد إلى استراتيجية حافة الهاوية مع واشنطن والمجتمع الدولي، الذي رد عليها عبر وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان إذ واجهها بموقف فرنسي من مشروعها الباليستي وسياستها التوسعية التي تهدد استقرار المنطقة، فالواضح أنَّ تموضعاً أوروبياً جديداً يتصل بملفات إيران النووية والاستراتيجية أكثر انسجاماً مع واشنطن، بدأ يتبلور قبل وصول بايدن إلى البيت الأبيض سينهي حالة التباعد التي سادت بين الأوروبيين وإدارة ترمب، وسيؤدي حتماً إلى تضييق فرص طهران في استثمار التباينات بين الدول الأوروبية والولايات المتحدة، وقد تعزز هذا الاحتمال في البيان الثلاثي المشترك الذي صدر عن لندن وباريس وبرلين، تعليقاً على قرار طهران رفع مستوى التخصيب، إذ اعتبر البيان أنه «ليس لدى إيران أي استخدامات مدنية ذات مصداقية لمعدن اليورانيوم، ولإنتاج معدن اليورانيوم جوانب عسكرية خطيرة محتملة».

وعليه وبانتظار أن تنتهي الإدارة الأميركية الجديدة من ترتيب بيتها الداخلي ووضعه على سكة التعافي الاجتماعي والسياسي والصحي، والذي قد يتطلب مرحلة انتقالية أطول من التي تأخذها عادة أي إدارة جديدة، فإن الأشهر الستة الأولى من عمر هذه الإدارة ستكون الفرصة الأخيرة للبعض من أجل لملمة أوراقهم وإعادة تموضعهم، قبل أن تعيد واشنطن تحريك قنواتها الدبلوماسية أو محركات أساطيلها.

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

إعادة تموضع دولي لما قبل هذا اليوم إعادة تموضع دولي لما قبل هذا اليوم



GMT 14:04 2021 السبت ,06 شباط / فبراير

ذهبت ولن تعود

GMT 11:55 2021 السبت ,06 شباط / فبراير

من شعر الكميت بن زيد والأعشى

GMT 07:10 2021 السبت ,06 شباط / فبراير

قتلوه... قتلوه... قتلوه لقمان محسن سليم شهيداً

GMT 22:33 2021 الخميس ,04 شباط / فبراير

كيم وكيا، فوردو وديمونا، نافالني وفاونسا؟

GMT 07:49 2018 الثلاثاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

ريتا أورا تحتفل بألبومها الثاني الذي ينتظره الجميع

GMT 15:03 2020 الإثنين ,18 أيار / مايو

فساتين خطوبة مطرزة لإطلالة إستثنائية فخمة

GMT 04:09 2015 الأحد ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

علماء يعثرون على أصغر كوكب خارج المجموعة الشمسية

GMT 00:55 2017 الخميس ,06 إبريل / نيسان

فؤاد قرفي يكشف عن مجموعته الجديدة من الأزياء

GMT 00:26 2021 الأحد ,17 كانون الثاني / يناير

أجمل معاطف كيت ميدلتون موضة 2021 لمناسبة عيد ميلادها

GMT 10:42 2018 الثلاثاء ,04 كانون الأول / ديسمبر

البنك المركزي يصدر تعميم جديد يحدد سعر الصرف

GMT 08:01 2018 الأربعاء ,20 حزيران / يونيو

تعرف على أسعار سيارات نيسان "بيك أب" بعد زيادة يونيو

GMT 08:09 2018 الإثنين ,02 إبريل / نيسان

يارا تظهر بإطلالة مثيرة في فستان أخضر مميز

GMT 08:53 2018 الثلاثاء ,09 كانون الثاني / يناير

"سيلفرمين" في السويد يعد من أغرب فنادق العالم

GMT 00:36 2018 الأحد ,07 كانون الثاني / يناير

سارة سيد تكشف عن مميزات السياحة في ألمانيا

GMT 18:21 2018 الجمعة ,05 كانون الثاني / يناير

أحمد فهمي يتقدم بطلب الزواج من الفنانة رانيا يوسف

GMT 15:43 2017 الثلاثاء ,05 كانون الأول / ديسمبر

قوات الشرطة تحبط محاولة تفجير في مدينة العريش الثلاثاء

GMT 12:17 2017 السبت ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

لعبة MOBA الجديدة Mobile Legends متوفرة الآن على الهواتف الذكية

GMT 02:49 2017 الخميس ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

مصر ضمن أفضل 10 دول في حجم القوات البحرية

GMT 03:49 2013 الأربعاء ,06 شباط / فبراير

الشمس تقلل فرص الإصابة بالروماتويد

GMT 01:40 2017 الإثنين ,23 تشرين الأول / أكتوبر

مارتن لاف يكشف أبرز مزايا سيارة "إكس-ترايل" الجديدة

GMT 09:16 2013 الجمعة ,18 كانون الثاني / يناير

الفراعنة أول من عرفوا السلم الموسيقي

GMT 16:11 2017 الجمعة ,13 تشرين الأول / أكتوبر

التليفزيون المصري يعرض المسلسل النادر "مبروك جالك ولد"

GMT 08:33 2017 الخميس ,05 تشرين الأول / أكتوبر

صور لمناطق صينية غير مأهولة بالسكان تبدو كمدينة الأشباح
 
Iraqtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Iraqtoday Iraqtoday Iraqtoday Iraqtoday
iraqtoday iraqtoday iraqtoday
iraqtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
iraq, iraq, iraq