محاكمة صعبة

محاكمة صعبة

محاكمة صعبة

 العراق اليوم -

محاكمة صعبة

بقلم : د. وحيد عبدالمجيد

تواجه دول أوروبية عدة مشكلة معقدة بشأن كيفية التعامل مع نساء داعش اللاتى يحملن جنسيات هذه الدول، والمحتجزات لدى قوات سوريا الديمقراطية بعد أن هزمت التنظيم الإرهابى عسكرياً فى شمال شرق سوريا. ولا تقتصر هذه المشكلة على صعوبة إيجاد معايير دقيقة للتمييز بين من التحقن بهذا التنظيم بإرادتهن، ومن يقلن إن أزواجهن أرغموهن على الانضمام إليه.
  فالشق الثانى فى هذه المشكلة يتعلق بصعوبات كبيرة فى الحصول على أدلة تكفى لإدانة من يتعين تقديمهن إلى القضاء لوجود شواهد على ضلوعهن فى عمليات إرهابية، سواء من شاركن فى بعضها، أو من ساعدن فى الإعداد لها أو تنفيذها. وهذا هو العامل الأساسى وراء عدم قبول هذه الدول حتى الآن ترحيل نساء داعش، وليس رجاله فقط، إليها. لكن محاكمة الألمانية جنيفر دبليو فى بافاريا ربما تفيد بأن الحصول على أدلة ليس مستحيلاً فى كل الحالات، وأن المشكلة التى تواجه الدول الأوروبية فى هذا المجال تتفاوت من حال إلى أخرى. فقد اتُهمت جنيفر بالمشاركة فى قتل طفلة تنتمى إلى الطائفة الإيزيدية، لأنها تركتها تموت عطشاً تحت أشعة الشمس الحارقة.

فقد أراد زوج جنيفر معاقبة الطفلة، فقيدها خارج المنزل، وتركاها إلى أن لفظت أنفاسها الأخيرة عام 2015. والتهمة، هنا، هى المشاركة فى ارتكاب جريمة قتل طفلة بعد سبيها بقصد استعبادها. وفضلاً عن تأكيد والدة الطفلة أن المتهمة هى من شاركت فى ارتكاب الجريمة، تمكنت سلطة التحقيق فى ألمانيا من تسجيل مكالمة هاتفية أجرتها وتحدثت فيها مع شخص آخر عما حدث لتلك الطفلة، دون أن تعرف أن الإفراج عنها كان بقصد إخضاعها للمراقبة بناء على أمر قضائى بغرض السعى إلى الحصول على دليل يدينها. ولذا، فالسؤال الذى قد لا تكفى محاكمة جنيفر، التى ستكون صعبة على أي حال، لتقديم جواب شاف عنه هو: كم من الأوروبيين الذين انضموا إلى تنظيم داعش، وصار على دولهم أن تتحمل المسئولية عنهم، يمكن الحصول على أدلة تدينهم، أو الاطمئنان فى المقابل إلى أنهم لم يتورطوا فى ارتكاب جرائم ويمكن قبول توبتهم إذا تابوا؟.

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

محاكمة صعبة محاكمة صعبة



GMT 14:27 2019 الجمعة ,21 حزيران / يونيو

وفاة الحلم الياباني لدى إيران

GMT 14:24 2019 الجمعة ,21 حزيران / يونيو

المواجهة الأميركية مع إيران (١)

GMT 05:35 2019 الخميس ,20 حزيران / يونيو

موسكو في "ورطة" بين "حليفين"

GMT 05:32 2019 الخميس ,20 حزيران / يونيو

(رحيل محمد مرسي)

GMT 05:28 2019 الخميس ,20 حزيران / يونيو

ضرب ناقلات النفط لن يغلق مضيق هرمز

GMT 21:48 2021 الثلاثاء ,05 كانون الثاني / يناير

لا تتردّد في التعبير عن رأيك الصريح مهما يكن الثمن

GMT 03:36 2018 الأحد ,17 حزيران / يونيو

هبة القواس تحيي أول حفلة أوبرا في السعودية

GMT 22:47 2017 الإثنين ,25 كانون الأول / ديسمبر

نوح الموسى يؤكّد أنّ التعادل مع الإمارات نتيجة مرضية

GMT 22:50 2018 الجمعة ,13 إبريل / نيسان

افتتاح فندق "روف مرسى دبي" بسعة 384 غرفة

GMT 12:39 2015 الجمعة ,09 تشرين الأول / أكتوبر

الأخطبوط يلجأ إلى حيل مثيرة للدهشة للإيقاع بالفريسة

GMT 23:43 2020 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

يجعلك هذا اليوم أكثر قدرة على إتخاذ قرارات مادية مناسبة

GMT 08:08 2018 الثلاثاء ,16 تشرين الأول / أكتوبر

إردوغان يحذّر من تغلغل "حركة غولن" في أجهزة الدولة والمجتمع

GMT 07:47 2018 الأربعاء ,19 أيلول / سبتمبر

حوار خاص مع جميل راتب داخل أحد المستشفيات قبل وفاته

GMT 03:55 2018 الجمعة ,14 أيلول / سبتمبر

مواصفات هائلة في سيارة الدفع الرباعي مازدا CX5

GMT 10:44 2018 الأربعاء ,12 أيلول / سبتمبر

إدراج "أبو تريكة" ضمن قرار مصادرة أموال 1589 إخوانيًا

GMT 18:45 2018 الجمعة ,03 آب / أغسطس

المغرب يطلق 23 مهرجانًا للاهتمام بالموروث
 
Iraqtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Iraqtoday Iraqtoday Iraqtoday Iraqtoday
iraqtoday iraqtoday iraqtoday
iraqtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
iraq, iraq, iraq