الانتخابات الرئاسية والحرب على الإرهاب

الانتخابات الرئاسية والحرب على الإرهاب

الانتخابات الرئاسية والحرب على الإرهاب

 العراق اليوم -

الانتخابات الرئاسية والحرب على الإرهاب

بقلم : مكرم محمد أحمد

ثمة تكهنات غير صحيحة باحتمال تأجيل الانتخابات الرئاسية المقررة فى مارس المقبل، بسبب انطلاق العملية العسكرية التى تستهدف تنظيف مصر من بؤر الإرهاب شمال سيناء ووسطها، وعلى امتداد الظهير الصحراوى، وصولاً إلى حدود مصر الغربية مع ليبيا، وداخل الدلتا حيث تمارس جماعة الإخوان جرائمها الإرهابية، وأغلب الظن أن هذه التكهنات لا تعدو أن تكون مجرد شائعات كاذبة تطلقها جماعات معادية، هدفها بلبلة الرأى العام المصرى، وإشعاره بغياب الاستقرار، وأن كل شىء يمكن أن يحدث بينما الحقيقة غير ذلك، لأن العملية العسكرية تمضى فى مسارها المحدد وتسير وفق خريطة طريق محددة فى ضوء الأهداف التى رسمتها قيادة العمليات، هدفها النهائى اجتثاث بؤر الإرهاب وجماعاته المحاصرة والمحصورة فى نطاق مساحة جد محدودة من أرض مصر، بينما تمضى الحياة آمنة فى جميع ربوع البلاد لا تعيق خطط التنمية ومشروعاتها التى تنتشر فى كل مكان، تعيد بناء مصر من جديد و لا تستطيع يد الإرهاب أن تطولها فى إطار دولة آمنة ومستقرة، أصبحت بفضل استقرارها نقطة جذب مهمة لكثير من الاستثمارات العربية والأجنبية، حققت هذا العام معدلات تنمية جاوزت حدود 4٫5 فى المائة، وتتنبأ مختلف المؤسسات المالية الدولية بقدرتها على رفع معدلات التنمية العام المقبل إلى حدود تتجاوز 5٫5 فى المائة، فى دولة مستقرة تنفتح موانيها البحرية والجوية والبرية على كل أرجاء العالم وتستعيد على نحو حثيث مكانتها مقصدا سياحيا جاذبا يأتيه السائحون من كل أرجاء العالم . وكما تمضى الحياة فى مصر آمنة مستقرة، تسير الانتخابات الرئاسية فى إطار التنظيم الذى رتبت إجراءاته وحددت مواعيده الهيئة الوطنية العليا للانتخابات، فى إطار قواعد الدستور وقانون الانتخابات الذى ينص على مواعيد محددة لإجراء الانتخابات لا علاقة لها البتة بالعملية العسكرية التى تحكمها الترتيبات والتوقيتات التى حددتها القوات المسلحة . وربما يسأل البعض أيا كانت دوافع السؤال، لماذا يجرى الاستحقاق الانتخابى المتعلق بمنصب رئيس الجمهورية وسط أجواء معركة عسكرية قد لا تشكل المناخ المناسب لحوار وطنى صريح ؟

والأمر المؤكد أن الاستحقاق الانتخابى لمنصب رئيس الجمهورية تفرضه توقيتات حاكمة، حددها الدستور والقانون، لا مسوغ قانونى ولا مبرر عملى لتأجيلها ، بل لعل صدفة التوافق بين المعركتين الاستحقاق الانتخابى وتصفية بؤر الإرهاب، تكون خيرا من ألف ميعاد، إن كلل الله بإذنه تعالى جهود مصر ونجحت فى اجتثاث جماعات الإرهاب، ومع ذلك فإن المعركة مع الإرهاب لم تشكل فى ذاتها أى قيد على عملية الترشح أو الانتخاب فى إطار قوانين ولوائح المؤسسة العسكرية التى تمنع كل من تحت الاستدعاء من الترشح إلا أن تأذن له المؤسسة العسكرية بالانصراف..، ومع الأسف ثمة من ينتقدون ذلك، وقد كان الأولى والأكثر استحقاقاً الالتزام الكامل والأمين بقوانين المؤسسة ولوائحها فى هذا التوقيت، ومع الأسف أيضا ثمة من يقلبون الباطل حقا باجتراء بالغ يتسم بالبجاحة وسوء القصد !

وحسنا أن جاءت هذه الصدفة ـ التى هى خير من ألف ميعاد ـ ليرى العالم أجمع كيف وقفت مصر على قلب رجل واحد، كتلة حماس وصمود ودعاء بأن ينصر الله أبناءها البواسل فى معركتهم الحاسمة ضد الإرهاب، وما يزيد من قيمة هذه الصدفة، ويرفعها إلى مرتبة الحدث الجلل، أن يدفع التوافق بين الحدثين، خروج الجيش المصرى تحت إمرة قيادية موحدة لتصفية بؤر الإرهاب فى جميع عموم أرجاء مصر، وخروج المصريين إلى صناديق الانتخاب فى زخم عظيم، ليس فقط من أجل إعادة انتخاب الرئيس السيسى رئيسا لمصر قادرا على بلوغ أهداف مهمته، ولكن من أجل تثبيت أهداف ثورة يونيو، عندما خرج 40 مليون مصرى إلى الشوارع فى حدث لا مثيل له فى العالم أجمع، يشكل أعظم ثورة إنسانية ضد الفكر الإرهابى المتخلف لجماعة الإخوان التى خرج من تحت معطفها كل جماعات الإرهاب، يهتفون صيحة واحدة يسقط حكم الجماعة والمرشد ..، وأظن أن توافق الأقدار هيأ الفرصة لخروج المصريين يوم الانتخاب على نحو حاشد ، ليس فقط لانتخاب الرئيس السيسي ، ولكن لتثبيت ثورة يونيو، وتأكيد عزمهم على هزيمة أرباب الإرهاب .

المصدر ـ جريدة الأهرام

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الانتخابات الرئاسية والحرب على الإرهاب الانتخابات الرئاسية والحرب على الإرهاب



GMT 20:51 2021 الأربعاء ,13 كانون الثاني / يناير

«رباعي ميونيخ»... «فَذَكِّرْ إِن نَّفَعَتِ الذِّكْرَى»

GMT 00:16 2020 الخميس ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

تبريد ليبيا وتسخين لبنان

GMT 15:07 2020 الإثنين ,21 أيلول / سبتمبر

موسم هجوم جديد على مصر والسعودية

GMT 20:07 2020 الجمعة ,18 أيلول / سبتمبر

ياسين أقطاي والغزل البارد في مصر

GMT 16:40 2020 الأربعاء ,26 آب / أغسطس

التحرش والتوحش

GMT 06:59 2018 الأحد ,17 حزيران / يونيو

"الدانتيل" لديكور مذهل في حفل زفافك

GMT 00:21 2017 الإثنين ,18 كانون الأول / ديسمبر

مروان حامد مخرج أول أفلام سلسلة "رجل المستحيل"

GMT 22:34 2018 الأربعاء ,06 حزيران / يونيو

كم يوم عمل تحتاجه لشراء هاتف أيفون X ؟

GMT 22:44 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

أحمد العكايشي يقود الاتحاد إلى التعادل في مباراة الفيصلي

GMT 17:22 2013 الثلاثاء ,10 كانون الأول / ديسمبر

مقتل وإصابة 30 شخصًا في انفجار عبوة ناسفة بمحافظة ديالي

GMT 22:18 2018 الأحد ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

مشاركة عربية قياسية في نهائيات أمم أفريقيا 2019

GMT 07:10 2018 الأربعاء ,12 أيلول / سبتمبر

نقوش الحيوانات أحدث إطلالة لمواكبة موضة خريف 2018

GMT 16:29 2018 الإثنين ,16 إبريل / نيسان

كريم هنداوي أفضل لاعب في بطولة كأس تركيا لليد

GMT 00:42 2018 الإثنين ,09 إبريل / نيسان

سعر الريال السعودي مقابل دينار كويتي الاثنين

GMT 02:19 2018 الأربعاء ,04 إبريل / نيسان

أفغان يعلنون دفن ضحايا ضربة جوية نفذّتها الحكومة

GMT 08:34 2018 الخميس ,29 آذار/ مارس

مرسيدس C43 AMG 4Matic عائلية من الدرجة الأولى

GMT 09:55 2018 الإثنين ,15 كانون الثاني / يناير

كليب وقفة ناصية زمان لأحمد مكي يتصدر قائمة top tracks مصر

GMT 20:56 2018 السبت ,13 كانون الثاني / يناير

هيدي بفستان مثير في العيد الـ20 لمدينة الإنتاج الإعلامي

GMT 21:29 2018 السبت ,06 كانون الثاني / يناير

هيونداي تخطط لإطلاق سيارتها ذاتية القيادة بحلول 2021
 
Iraqtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Iraqtoday Iraqtoday Iraqtoday Iraqtoday
iraqtoday iraqtoday iraqtoday
iraqtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
iraq, iraq, iraq