إستراتيجية عربية تجاه إيران

إستراتيجية عربية تجاه إيران!

إستراتيجية عربية تجاه إيران!

 العراق اليوم -

إستراتيجية عربية تجاه إيران

بقلم : مكرم محمد أحمد

حسنا أن توافق العرب فى اجتماع وزراء الخارجية العرب الذى انعقد فى القاهرة أخيرا بناء على طلب من السعودية على عدم تصعيد فرص الصدام العسكرى مع إيران الآن، والاكتفاء بالذهاب إلى مجلس الأمن الدولى لفضح عدوانها على الأمن العربى فى السعودية واليمن حيث تحرض الحوثيين وتمدهم بكميات هائلة من الصواريخ يطلقونها من جنوب اليمن فى جيزان ونجران على أهداف حيوية فى الرياض بينها المطار الدولى، ووفقا لتصريحات مصادر سعودية رسمية فإن أكثر من 80 صاروخا إيرانيا أطلقت من اليمن على السعودية، فضلا عن أن معظم العواصم العربية خاصة فى المشرق تقع الآن فى مرمى الصواريخ الإيرانية كما يقول أحمد أبوالغيط أمين الجامعة العربية بما يؤكد تهديدها للأمن القومى العربى دون أن يكون هناك مبرر لهذا العدوان، بحيث يمكن القول إن البرنامج النووى الإيرانى وبرنامجها الصاروخى يهددان أمن العرب بصورة مباشرة بأكثر من تهديد أمن إسرائيل، فضلا عن تدخلها السافر فى الشأن العربى وسعيها الذى لا يتوقف لتخريب دول الخليج سواء فى المنطقة الشرقية حيث توجد نسبة من السكان الشيعة العرب فى السعودية والبحرين وباقى دول الخليج وصولا إلى الكويت، لا تتوقف طهران عن محاولة استخدامهم لتفكيك دول الخليج، والأمر المؤكد أن خطط طهران تستهدف أيضا التخطيط لفتنة كبرى تثير حروبا طائفية لا هدف لها سوى تمزيق الشرق الأوسط، وإثارة حرب طائفية تخرب العالم العربى من داخله بين الشيعة والسنة.

اختار العرب فى اجتماع الجامعة العربية الأخير ضبط النفس رغم تدخل إيران السافر فى لبنان وتشجيعها حزب الله على أن يكون دولة فوق الدولة، يستأثر دون أى حق شرعى بقرار الحرب والسلم فى مجمل شرق المتوسط العربى، لأن حزب الله أضحى أكثر قوة من الجيش اللبنانى، ويساعد الحوثيين فى اليمن ومن المؤكد أن الحرس الثورى الإيرانى هو الذى يدرب الحوثيين على إطلاق الصواريخ الإيرانية لتضرب أرض السعودية، ويحارب بجنوده خارج لبنان ويمد عدوانه إلى العديد من بلاد العرب بينها مصر، والواضح من محاولات مصر أن جهودها فشلت فى كبح جموح طهران ولم تحقق النتائج المرجوة خاصة أن تصرفات إيران تتطلب ردا عربيا واضحا يشكل إنذارا واضحا لإيران بأن العرب لن يصبروا كثيرا على عدوان طهران التى تدعم حركات الإرهاب فى العالم العربى، بحيث يكون هناك موقف عربى واحد يدين الأداء الإيرانى فى لبنان والسعودية والبحرين واليمن أمام مجلس الأمن والعالم أجمع.

وحسنا فعل أحمد ابو الغيط أمين الجامعة العربية عندما بدأ مؤتمره الصحفى أمس الأول مؤكدا أن هدف مؤتمر وزراء الخارجية العرب ليس إعلان الحرب العربية ضد إيران، وإنما هدفه المباشر إرسال رسالة واضحة ومباشرة إلى طهران بأن العرب ضاقوا ذرعا بهذه السياسات التى تأخذ المنطقة إلى حافة الهاوية، لكن رفض العرب الحرب مع إيران الآن، لا يعنى الصمت على تصرفات طهران ولا يعنى الخوف من طهران لأن إيران مهما ادعت أو أنكرت أضعف كثيرا من حالها السابق، هزمها صدام حسين إلى حد جعل آية الله خامنئي يتجرع كأس السم وهو فى عز شعبيته وقوته، وهى الآن بحوزتها الدينية المنقسمة على نفسها بين المحافظين والاصلاحيين اضعف كثيرا، خاصة بعد قرارها الأخير باعتقال الرئيس السابق محمد خاتمى داخل منزله فضلا عن أن مرشدها الأعلى الآن على خامنئي لم يفلح رغم جهوده الضخمة فى انتخابات الرئاسة السابقة فى ترجيح كفة مرشحه إبراهيم رئيسى الذى سقط أمام الرئيس حسن روحانى الذى تعرض خلال حملته الانتخابية لهجوم ضار من المرشد الأعلى وصل إلى حد إتهامه بالتواطؤ مع أعداء الثورة، ولا أظن أن طهران التى لا تزال على مبدأ تصدير الثورة خارج أراضيها قد تعلمت شيئا من تجربة حكمها يجعلها تدرك أن التدخل فى الشأن الداخلى للدول والشعوب بات أمرا مرفوضا ومستنكرا من الجميع .

وربما يكون الذهاب إلى مجلس الأمن لفضح تدخلات إيران فى أمن الدول العربية الإنجاز الأفضل شريطة إعداد ملف التدخل على نحو جيد ومقنع وأن إيران تستحق بجدارة لقب (الراعى الأكبر للإرهاب فى العالم) كما فازت قطر بلقب (الممول التاريخى للإرهاب) الذى كان أول من أطلقه الرئيس الأمريكى ترامب، وأظن أن التركيز فى المرحلة الراهنة ينبغى أن يكون على حزب الله الذى أصبح مجرد أداة فى يد طهران وعلى أمينه حسن نصر الله الذى ضبط أخيرا متلبسا بالكذب الفاضح، وما أريد أن أقوله واضحا فى النهاية إن على العرب أن تكون لهم إستراتيجية وسياسة واضحة مع إيران تتقاطع أو تتلاقى أو تختلف مع إستراتيجية ترامب، لكنها إستراتيجية عربية خالصة لأن مثل هذه الإستراتيجية تكون أفضل وأكثر تأثيرا.

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

إستراتيجية عربية تجاه إيران إستراتيجية عربية تجاه إيران



GMT 08:43 2019 الخميس ,30 أيار / مايو

ترامب فى آخر طبعة تغيير جذرى فى المواقف!

GMT 09:11 2019 الثلاثاء ,28 أيار / مايو

أمريكا تدعم حفتر فى حربه على الإرهاب

GMT 08:27 2019 الإثنين ,27 أيار / مايو

أمريكا تُعزز وجودها العسكرى

GMT 07:30 2019 الأحد ,26 أيار / مايو

هل يحارب أردوغان قبرص؟

GMT 06:59 2018 الأحد ,17 حزيران / يونيو

"الدانتيل" لديكور مذهل في حفل زفافك

GMT 00:21 2017 الإثنين ,18 كانون الأول / ديسمبر

مروان حامد مخرج أول أفلام سلسلة "رجل المستحيل"

GMT 22:34 2018 الأربعاء ,06 حزيران / يونيو

كم يوم عمل تحتاجه لشراء هاتف أيفون X ؟

GMT 22:44 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

أحمد العكايشي يقود الاتحاد إلى التعادل في مباراة الفيصلي

GMT 17:22 2013 الثلاثاء ,10 كانون الأول / ديسمبر

مقتل وإصابة 30 شخصًا في انفجار عبوة ناسفة بمحافظة ديالي

GMT 22:18 2018 الأحد ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

مشاركة عربية قياسية في نهائيات أمم أفريقيا 2019

GMT 07:10 2018 الأربعاء ,12 أيلول / سبتمبر

نقوش الحيوانات أحدث إطلالة لمواكبة موضة خريف 2018

GMT 16:29 2018 الإثنين ,16 إبريل / نيسان

كريم هنداوي أفضل لاعب في بطولة كأس تركيا لليد

GMT 00:42 2018 الإثنين ,09 إبريل / نيسان

سعر الريال السعودي مقابل دينار كويتي الاثنين

GMT 02:19 2018 الأربعاء ,04 إبريل / نيسان

أفغان يعلنون دفن ضحايا ضربة جوية نفذّتها الحكومة

GMT 08:34 2018 الخميس ,29 آذار/ مارس

مرسيدس C43 AMG 4Matic عائلية من الدرجة الأولى

GMT 09:55 2018 الإثنين ,15 كانون الثاني / يناير

كليب وقفة ناصية زمان لأحمد مكي يتصدر قائمة top tracks مصر

GMT 20:56 2018 السبت ,13 كانون الثاني / يناير

هيدي بفستان مثير في العيد الـ20 لمدينة الإنتاج الإعلامي

GMT 21:29 2018 السبت ,06 كانون الثاني / يناير

هيونداي تخطط لإطلاق سيارتها ذاتية القيادة بحلول 2021
 
Iraqtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Iraqtoday Iraqtoday Iraqtoday Iraqtoday
iraqtoday iraqtoday iraqtoday
iraqtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
iraq, iraq, iraq