هل يخضع ترامب لابتزاز الروس

هل يخضع ترامب لابتزاز الروس؟

هل يخضع ترامب لابتزاز الروس؟

 العراق اليوم -

هل يخضع ترامب لابتزاز الروس

بقلم : مكرم محمد أحمد

فى محاولة لاستيعاب موجة الغضب والانتقاد الحاد لسوء أداء الرئيس الأمريكى ترامب فى قمة هلسنكى، خاصة بعد أن تنامى اعتقاد ملايين الأمريكيين بأن الروس يملكون ما يمكن أن يساعدهم على ابتزاز الرئيس الأمريكى وإظهاره على هذا النحو الضعيف، قال الرئيس الأمريكى ترامب عقب عودته إلى واشنطن، أنه لم يهدر تقارير أجهزة الأمن والمعلومات الأمريكية، وأنه قبل النتائج التى خلصت إليها هذه التقارير من أن الروس حاولوا بالفعل التأثير على انتخابات الرئاسة الأمريكية عام 2016، وقال ترامب وهو يقرأ على الصحفيين من ورقة مكتوبة، إنه لم يكن هناك أى تنسيق مشترك بين حملته الانتخابية والروس، وأنه ربما يكون قد أخطأ فى اختيار بعض الكلمات خلال المؤتمر الصحفى المشترك مع الرئيس بوتين، وردا على سؤال جديد، أيهما تصدق، إنكار الرئيس الروسى بوتين أنه تدخل فى انتخابات الرئاسة الأمريكية أم تقارير المخابرات الأمريكية التى تؤكد تدخل الروس؟، رد الرئيس ترامب بأنه يُصدق الجانبين!، وقال إن لقاءه مع الرئيس الروسى جرى بصورة أفضل من لقائه مع قادة حلف الأطلنطى فى بروكسل، وإن كان لقاء بروكسل أسفر عن نتائج عظيمة زادت من موازنة الحلف وزادت من موازنات دفاع أنصافه.

لكن الرئيس ترامب وجه اللوم الشديد إلى الصحافة لأنها لم تلتزم الحيدة المهنية فى تغطية المؤتمر الصحفى المشترك الذى استمر 46 دقيقة، وأثار عاصفة حادة من الانتقادات بين أعضاء حزبه الجمهورى لم تهدأ بعد، كما أثار شكوك الديمقراطيين فى أن يكون الرئيس الأمريكى خضع لعملية ابتزاز روسى أظهرته على هذه الدرجة من الضعف، وأمس أعلن السيناتور الجمهورى ميتش ماكنويل رئيس الأغلبية فى مجلس الشيوخ تصحيحاً لمواقف الرئيس ترامب، أن الولايات المتحدة تقف مع أصدقائها فى حلف الناتو وتحذر الروس من محاولات التدخل فى الشأن الأمريكى مرة أخرى كما فعلوا مرات عديدة سابقة خلال السنوات القليلة الماضية، منذ عدوانهم على أوكرانيا وضمهم شبه جزيرة القرم، وحضت وسائل الاتصال الجماعى بكثافة الرئيس الأمريكى ترامب على ضرورة أن يشرح للرأى العام الأمريكى، لماذا صف الرئيس الأمريكى إلى جوار الرئيس الروسى بوتين بدلا من أن يصف إلى جوار أجهزة أمنه ومعلوماته، لكن الديمقراطيين فى الكونجرس ركزوا على المباحثات السرية التى جرت بين الرئيسين ترامب وبوتين على امتداد ساعتين لم يشهدها سوى المترجمين، مطالبين بضرورة الكشف عن تفاصيل هاتين الساعتين.

وأعلنت نانسى بلوسى زعيمة الأقلية الديمقراطية فى مجلس النواب، أن لقاء هلسنكى يكشف بوضوح قاطع ضعف الرئيس الأمريكى فى مواجهة الرئيس الروسى بوتين، الذى يؤكد أن هناك شيئا ما، ماليا أو سياسيا، جعل الرئيس الأمريكى ضعيفاً أمام الروسى ومكّنهم من السيطرة الكاملة على ترامب، وربما يكون أخطر ردود الأفعال الأمريكية هو الانتشار الواسع لما يعتقده ملايين الأمريكيين من أن الرئيس الأمريكى تعرض لابتزاز خطير من جانب الروس ألزم الرئيس الأمريكى الخضوع لمطالب بوتين، وأن موسكو تمتلك معلومات وأدلة خطيرة تخص الرئيس ترامب جعلته خانعا إلى هذا الحد، وبسبب ذيوع هذا الاعتقاد وسط ملايين الأمريكيين زادت المطالبات بضرورة الكشف عما حدث خلال الساعتين اللتين جرت خلالهما المباحثات بين الرئيسين رأسا برأس دون حضور أى من أعضاء الوفدين، لكن أكبر أخطاء الرئيس ترامب أنه تجاهل طلب مصلحة العدالة الأمريكية ضرورة محاكمة 12 ضابط مخابرات روساا ضمن أعضاء السفارة الروسية فى موسكو لأنهم تجسسوا على البريد الإلكترونى للحزب الديمقراطى!

ومن بين ردود الأفعال الأمريكية الخطيرة أن عددا مؤثرا من أعضاء الحزب الجمهورى باعدوا بين مواقفهم والرئيس الأمريكى ترامب، ونافسوا الديمقراطيين فى الترويج لقصة الابتزاز الروسى، وأن موسكو تملك أدلة دامغة ألزمت الرئيس الأمريكى الصمت، وجعلته يتجاهل طلب مصلحة العدالة بضرورة محاكمة الجواسيس الروس الذين تنصتوا على البريد الإلكترونى للحزب الديمقراطى، وعندما سأل الصحفيون الأمريكيون أمس الرئيس ترامب فيما قاله رئيس المخابرات المركزية السابق على عهد الرئيس أوباما من أن ترامب خان بلاده، رد ترامب بأن برنانون رئيس المخابرات السابق شخص بالغ السوء وقد حدثت أخطاء كبيرة فى فترة قيادته للمخابرات المركزية، والواضح أن الديمقراطيين لن يقبلوا شيئا أقل من إدانة الرئيس الأمريكى وأن يمثل وزير خارجيته أمام لجان الاستماع فى الكونجرس، خاصة مع وجود شكوك قوية بأن الرئيس الأمريكى يخضع لابتزاز موسكو لأسباب مالية وسياسية لم يكشف عنها الستار بعد.

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع
المصدر: الأهرام

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

هل يخضع ترامب لابتزاز الروس هل يخضع ترامب لابتزاز الروس



GMT 04:55 2019 الخميس ,21 شباط / فبراير

السباق على استعمار القمر

GMT 04:46 2019 الخميس ,21 شباط / فبراير

نتانياهو متهم والولايات المتحدة تؤيده

GMT 04:40 2019 الخميس ,21 شباط / فبراير

فى حياته.. ومماته!

GMT 13:45 2019 الخميس ,31 كانون الثاني / يناير

الإعلام والدولة.. الصحافة الورقية تعاني فهل مِن منقذ؟!

GMT 01:25 2019 الأربعاء ,09 تشرين الأول / أكتوبر

أفكار متجددة وراقية لديكورات مداخل حفلات الزفاف

GMT 02:14 2017 الإثنين ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

جزيرة سيريفوس في سيكلاديز من أفضل جزر اليونان

GMT 21:26 2019 السبت ,10 آب / أغسطس

تعرفي علي مكونتات أغلى عطر في العالم

GMT 21:13 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

ناصر الخليفي يضع زين الدين زيدان على رأس قائمة المدربين

GMT 00:38 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

منال سلامة تقدم شخصية شريرة في " عائلة الحاج نعمان "

GMT 19:46 2019 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

ختام النسخة 11 لمهرجان منصور بن زايد للخيول العربية الأصيلة

GMT 09:36 2017 الأحد ,01 تشرين الأول / أكتوبر

شركة هيونداي تعلن طرح سوناتا 2018 بمواصفات مذهلة

GMT 02:53 2017 الثلاثاء ,04 تموز / يوليو

العلماء يخترعون ستائر تخزن الطاقة الشمسية

GMT 13:43 2019 الأربعاء ,10 إبريل / نيسان

"Jacquemus" تكشف عن حقائب صغيرة ليس كالتي نتخيلها

GMT 15:15 2018 الأربعاء ,12 كانون الأول / ديسمبر

تدريبات خاصة للاعبي يد النادي الأهلي المصري الدوليين

GMT 21:42 2018 الإثنين ,29 تشرين الأول / أكتوبر

طريقة إعداد كرات الشوكولاتة بجوز الهند والشوفان

GMT 20:06 2016 الأربعاء ,22 حزيران / يونيو

لاعب "الريان" القطري حامد اسماعيل يتعرَّض لحادث سير

GMT 11:12 2021 الثلاثاء ,16 شباط / فبراير

المصمم نجا سعادة من عالم الطبّ إلى تصميم الأزياء
 
Iraqtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Iraqtoday Iraqtoday Iraqtoday Iraqtoday
iraqtoday iraqtoday iraqtoday
iraqtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
iraq, iraq, iraq