تقدم تحالف حزب الله

تقدم تحالف حزب الله

تقدم تحالف حزب الله

 العراق اليوم -

تقدم تحالف حزب الله

بقلم - عمرو الشوبكي

لن تغير جذريا نتائج الانتخابات اللبنانية من قواعد اللعبة «السياسية- الإقليمية» فى لبنان، رغم تقدم واضح لتحالف حزب الله على حساب غريمه تيار المستقبل الذى فقد حوالى ثلث مقاعده فى مجلس النواب اللبنانى، وحصل على 21 مقعدا، فى مقابل 33 فى الانتخابات التى جرت منذ 9 سنوات، فى حين حقق حزب الله وحركة أمل والقوى والأحزاب المتحالفة معه تقدما ملحوظا، إذ حصل على 67 مقعدا وُزعت كالتالى: 14 مقعدا حصل عليها حزب الله (مقابل 12 فى البرلمان السابق) و16 مقعدا لحركة أمل، و27 مقعدا للتيار الوطنى الحر الذى يقوده رئيس الجمهورية ميشيل عون، المتحالف مع حزب الله.

صحيح أن التحالفات فى لبنان سائلة ويمكن أن يختلف المتحالفون فى قضايا ويتفقوا فى قضايا أخرى تماما مثل الخصوم، فالعداءات والتحالفات ليست دائمة مثل المصالح، وإن كان سيبقى أن هناك انقساما سياسيا وطائفيا عميقا بين شيعة حزب الله وسنة تيار المستقبل، وهو جزء من خلاف أعمق يلف أكثر من بلد فى المشرق العربى، فيما يُعرف أيضا بصراع المحاور بين السعودية وإيران.

والمؤكد أن الانتخابات اللبنانية التى توقع نتائجها كثير من المراقبين (الواقعين خارج دائرة الاستقطاب والمحاور) عقب صدور قانون القوائم النسبية الذى أعطى فى بلد تقاس انقساماته السياسية على أساس طائفى وإقليمى ميزة أكبر للطائفة الأكثر عددا، أى شيعة حزب الله وأمل.

كما تعامل حزب الله بعنف مع أى محاولات لاختراق بيئته الحاضنة من قبل المجتمع المدنى أو تيار المستقبل، تشمل الاعتداء أكثر من مرة على مرشحين شيعة مخالفين فى التوجه لحزب الله، فى ظل هيمنة واضحة للأخير على القرار السياسى والأمنى فى البلاد.

والمؤكد أن هناك سلسلة من الأخطاء وقع فيها المحور المناهض لحزب الله منذ استقالة رئيس الوزراء سعد الحريرى من خارج وطنه (فى السعودية) ثم تراجعه عنها فى لبنان، ما خصم من رصيد الرجل وتياره ومن دعم قطاع ليس بالقليل من جمهوره.

وعلينا أن نتصور لو أقدم حسن نصر الله نفسه على الاستقالة من منصبه كأمين عام لحزب الله من طهران.. فماذا سيكون وقع هذه الاستقالة على حزبه وأنصاره والرأى العام؟ بالتأكيد سيكون وقعها كارثيا ومؤلما، رغم معرفة الجميع أن الحزب لا يرتبط فقط عقائديا وماليا وسياسيا بإيران، إنما تحول إلى إحدى أذرعها فى المنطقة.

ومع ذلك فإن خصوصية المعادلة اللبنانية تكمن فى أن هيمنة حزب الله عليها رُبطت بتحالفات لبنانية داخلية اتضحت قبل الانتخابات وبعدها، فحزب الله وأمل حصلا فقط على 30 مقعدا، ولكن حلفاءهما من المسيحيين والسنة جعلا تكتلهما يصل إلى أغلبية أعضاء البرلمان، وهو ما فشل فيه تيار المستقبل وقوى سنية أخرى مدعومة من السعودية ودول الخليج بتأسيسها تحالفات ضعيفة وهشة تقوم فقط على بعض المغريات المالية.

لقد نجح حزب الله فى أن يربط سيطرته على لبنان بالسلم الأهلى الذى تعيشه البلاد، وهو أمر لم يفهمه كل من يحاول أن يقلب الأوضاع رأسا على عقب فى داخل هذا البلد دون تقديم معادلة سلم بديلة.

ستبقى نتيجة الانتخابات اللبنانية فى صالح تحالف حزب الله، وهو ما قد يعنى أن رئيس الحكومة المقبل (السنى) سيكون مضطرا لأن يوازن أوضاعه بشكل أساسى مع هذا التحالف أكثر من أى قوى عربية داعمة له.

المصدر :جريدة المصري اليوم

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

تقدم تحالف حزب الله تقدم تحالف حزب الله



GMT 14:27 2019 الجمعة ,21 حزيران / يونيو

وفاة الحلم الياباني لدى إيران

GMT 14:24 2019 الجمعة ,21 حزيران / يونيو

المواجهة الأميركية مع إيران (١)

GMT 05:35 2019 الخميس ,20 حزيران / يونيو

موسكو في "ورطة" بين "حليفين"

GMT 05:32 2019 الخميس ,20 حزيران / يونيو

(رحيل محمد مرسي)

GMT 05:28 2019 الخميس ,20 حزيران / يونيو

ضرب ناقلات النفط لن يغلق مضيق هرمز

GMT 06:59 2018 الأحد ,17 حزيران / يونيو

"الدانتيل" لديكور مذهل في حفل زفافك

GMT 00:21 2017 الإثنين ,18 كانون الأول / ديسمبر

مروان حامد مخرج أول أفلام سلسلة "رجل المستحيل"

GMT 22:34 2018 الأربعاء ,06 حزيران / يونيو

كم يوم عمل تحتاجه لشراء هاتف أيفون X ؟

GMT 22:44 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

أحمد العكايشي يقود الاتحاد إلى التعادل في مباراة الفيصلي

GMT 17:22 2013 الثلاثاء ,10 كانون الأول / ديسمبر

مقتل وإصابة 30 شخصًا في انفجار عبوة ناسفة بمحافظة ديالي

GMT 22:18 2018 الأحد ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

مشاركة عربية قياسية في نهائيات أمم أفريقيا 2019

GMT 07:10 2018 الأربعاء ,12 أيلول / سبتمبر

نقوش الحيوانات أحدث إطلالة لمواكبة موضة خريف 2018

GMT 16:29 2018 الإثنين ,16 إبريل / نيسان

كريم هنداوي أفضل لاعب في بطولة كأس تركيا لليد

GMT 00:42 2018 الإثنين ,09 إبريل / نيسان

سعر الريال السعودي مقابل دينار كويتي الاثنين

GMT 02:19 2018 الأربعاء ,04 إبريل / نيسان

أفغان يعلنون دفن ضحايا ضربة جوية نفذّتها الحكومة

GMT 08:34 2018 الخميس ,29 آذار/ مارس

مرسيدس C43 AMG 4Matic عائلية من الدرجة الأولى

GMT 09:55 2018 الإثنين ,15 كانون الثاني / يناير

كليب وقفة ناصية زمان لأحمد مكي يتصدر قائمة top tracks مصر

GMT 20:56 2018 السبت ,13 كانون الثاني / يناير

هيدي بفستان مثير في العيد الـ20 لمدينة الإنتاج الإعلامي

GMT 21:29 2018 السبت ,06 كانون الثاني / يناير

هيونداي تخطط لإطلاق سيارتها ذاتية القيادة بحلول 2021
 
Iraqtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Iraqtoday Iraqtoday Iraqtoday Iraqtoday
iraqtoday iraqtoday iraqtoday
iraqtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
iraq, iraq, iraq