ليس كلاماً عابراً

ليس كلاماً عابراً

ليس كلاماً عابراً

 العراق اليوم -

ليس كلاماً عابراً

بقلم: عمرو الشوبكي

ما قاله الرئيس فى مؤتمر الشباب مؤخرا فى شرم الشيخ، ولم يفهمه البعض، كان شديد الوضوح حين قال: إذا تركناكم تتحركوا كنتوا ستضيعون البلد وتهدوا الدولة وإذا تحركنا نحن تزعلوا»، والحقيقة أن هذه الجملة تعكس بالضبط الإطار الحاكم الذى سارت فيه البلاد عقب ترتيبات 3 يوليو، والتى اعتبرت أن البلد قد ترك الشعب ونخبته يديرون فيه السياسة والحكم باحتجاجات ومليونيات فوضوية أدت فى النهاية إلى وصول الإخوان للحكم بكل ما ترتب عليه من مخاطر سقوط الدولة وأخونتها.

هذا الفشل الذى أعقب ترك الشعب ليتحرك دون وصاية عقب يناير أعطى المبرر للحكم الجديد أن يؤسس لمعادلة فيها إقصاء للشعب وللمجتمع ولنخبته السياسية (هناك تيار واسع من الشعب سعيد بإقصائه)، وأن أى استعادة لتعبير قيادات فى الداخلية الذى قيل عقب ثورة يناير «الشعب ركب يا فندم» ستعنى العودة للفوضى والفشل.

جملة الرئيس لم تكن عابرة ولا لغزا حير البعض، إنما عكست تصورا استند إلى شواهد واقعية جرت على الأرض تقول إن الشعب، ممثلا فى قياداته السياسية والحزبية، فشل فى إدارة البلاد عقب ثورة يناير، وإن تيارا واسعا من نخبته وأحزابه المدنية استدعى الجيش للتخلص من حكم الإخوان أو تقبله لقناعة حقيقية باستحالة إنهاء حكمهم بأى وسيلة ديمقراطية.

وقد أدى ذلك إلى انقسام عميق بين تيار غالب أيد سلطة 30 يونيو وبين تيار آخر عارضها، ومع الوقت انقسمت الأغلبية بين تيار مدنى واسع اقترب من المعارضة مع نهايات الفترة الأولى من حكم الرئيس السيسى، وتيار آخر مؤيد (مطبل) ساهم فى القضاء على الوجه المدنى والشعبى لـ30 يونيو وحولها إلى أداة للإقصاء والتحريض والشتائم. أما تيار الأقلية بقيادة الإخوان الذى عارض كل ترتيبات 30 يونيو منذ البداية فقد حمل مشاعر كراهية وثأر وانتقام من كل التيارات المدنية التى أيدتها ولن يفرق معه أن أغلب الشعب كان معها، ولا أنهم كانوا السبب الرئيسى وراء فشل المسار السياسى عقب ثورة يناير.

إن هذا الانقسام، أو بالأحرى الاحتقان الحالى، سيسهل على أى قيادة سياسية القول: وإذا تركنا لكم السلطة فكيف ستديرون علاقاتكم ببعض، هل لدى الأحزاب السياسية رؤية للبناء وتقديم البدائل؟، أما أن صراعاتها الداخلية وصراعاتها فيما بينها وبين أجيالها تجعلها فى وضع غير قادر، ليس فقط على الحكم إنما أيضا التأثير، كما أن هناك تحريضا متبادلا بين التيار المدنى والإسلامى، وبين الأحزاب التقليدية والأحزاب الثورية، وهناك مجتمع فشل فى تنظيم نفسه فى نقابة أو اتحاد ملاك عمارة، وهى كلها مشاهد تغرى أى نظام سياسى بالقول، كما ذكر الرئيس السيسى، دعونا نتحرك نحن نيابة عنكم، ولا تقفوا أمامنا لأنه حين جاءتكم الفرصة ضيعتموها.

يقينا هناك أسباب تاريخية وسياسية لضعف المجتمع وتعثره فى بناء نظام ديمقراطى، ليس لأن طبيعته «متخلفة» كما يردد بعض «المتخلفين»، فالتحدى هو فى كيف يمكن جعل الشعب والمجتمع والنخب المدنية رقما فى أى معادلة سلطة فى مصر، بعد أن اعتبر الحكم أنه أخذ فرصة وحيدة عقب ثورة يناير ولم يوفق، ويقينا سيكون قادرا على أخذ فرصة جديدة لينجح.

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ليس كلاماً عابراً ليس كلاماً عابراً



GMT 09:29 2020 الثلاثاء ,08 أيلول / سبتمبر

حول التطبيع 2

GMT 05:19 2019 الجمعة ,22 آذار/ مارس

النصوص لا تصنع الإرهاب

GMT 05:33 2019 الخميس ,14 آذار/ مارس

الجزائر على طريق النجاح

GMT 08:31 2019 الخميس ,28 شباط / فبراير

هل نحتاج لمزيد من كليات الطب؟

GMT 04:38 2019 الأحد ,24 شباط / فبراير

مجلس الشورى

GMT 13:41 2019 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

تعرف لقاءً مهماً أو معاودة لقاء يترك أثراً لديك

GMT 21:01 2021 الأربعاء ,06 كانون الثاني / يناير

تتمتع بالنشاط والثقة الكافيين لإكمال مهامك بامتياز

GMT 19:38 2019 الثلاثاء ,03 أيلول / سبتمبر

تجنب اتخاذ القرارات المصيرية أو الحاسمة

GMT 18:00 2018 الخميس ,27 كانون الأول / ديسمبر

نانسي الزعبلاوي تحضر لأغنية جديدة مع "ميوزك تون "

GMT 09:59 2018 الثلاثاء ,25 كانون الأول / ديسمبر

التحالف الدولي يقصف جسرًا للجيش السوري في ريف دير الزور

GMT 14:28 2018 الثلاثاء ,25 أيلول / سبتمبر

السريحي يخوض تجربة احترافية في الدوري الفرنسي

GMT 12:03 2013 الجمعة ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

"سوني" تطرح حاسب "فايو ديو 13" المحمول في الإمارات

GMT 16:48 2018 الثلاثاء ,20 آذار/ مارس

فيديو كليب True Love لمسرحية Frozen على مسرح برودواى

GMT 03:19 2017 الأحد ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

دانا حمدان سعيدة بنجاح "الطوفان" وشخصيتها بالعمل

GMT 23:57 2017 الأحد ,29 تشرين الأول / أكتوبر

تعرفي على كيفية العناية بالشعر المجعد والطرق المناسبة

GMT 11:43 2016 السبت ,18 حزيران / يونيو

اكتشفي كيفية اختبار الحمل في البيت

GMT 04:19 2019 الثلاثاء ,22 كانون الثاني / يناير

الكشف عن تفاصيل مقتل الراقصة التركية "ديدم"

GMT 02:43 2018 الأحد ,09 كانون الأول / ديسمبر

الإعلامية المصرية سميرة الدغيدي تُعلن عن بيع قناتها" LTC"

GMT 19:19 2018 الإثنين ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

تعرف على أسعار ومواصفات "هيونداي إلنترا 2019" المتاحة في مصر

GMT 01:12 2018 الإثنين ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

فيلم "السر 21" يجمع المخرج خالد يوسف والمُنتج كريم السبكي

GMT 01:42 2018 الجمعة ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

"تحريم" اللقاح يهدد بتفشي الحصبة في إندونيسيا
 
Iraqtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Iraqtoday Iraqtoday Iraqtoday Iraqtoday
iraqtoday iraqtoday iraqtoday
iraqtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
iraq, iraq, iraq