الرّياضة المدرسيّة في المغرب تعاني من الإهمال

الرّياضة المدرسيّة في المغرب تعاني من الإهمال

الرّياضة المدرسيّة في المغرب تعاني من الإهمال

 العراق اليوم -

الرّياضة المدرسيّة في المغرب تعاني من الإهمال

سعيد ياسين

لم تثبت نتائج تجربة الاتحاد المغربي للرياضة المدرسية، الذي تأسس في الثاني من أيار/ مايو 1996، ما كان يرجوه العاملون في المجال التربوي، على الرغم من إصدار الميثاق الوطني للتربية والتكوين، بعد عشرة أعوام على تأسيس الاتّحاد، والذي قدم مخططًا استعجاليًا لإنقاذ التعليم العام من الضياع.
وضاعت، وسط هذا المخطط، الرياضة المدرسية، لاسيما أنَّ 80% من المدارس لم تستجب للتشديد على ضرورة ممارسة الرياضة في المؤسسات التعليمية، بسبب غياب مساحات أو فضاءات داخل المؤسسة التعليمية لممارسة نشاط التربية البدنية والرياضة، فضلاً عن ثقل المقرر المدرسي، وكثرة الفروض والامتحانات، وهو ما لم يسعف التلاميذ على الاهتمام أكثر بالرياضة، لأن هاجسهم الأول هو البحث عن النقاط، بغية ضمان النجاح.
وحتى النظام الأساسي الذي يخضع له الاتحاد المغربي للرياضة المدرسية ساهم هو الآخر بوضع هذا النشاط في سلة المهملات، حيث أنّه أقصى حضور آباء وأولياء التلاميذ في مناصب القرار، ما كان له أثرًا سلبيًا على نشاط الاتحاد، لأن الوسط المجتمعي المغربي مازال يؤمن بسلطة الأب على ابنه في اتخاذ مجموعة من القرارات، ومن بينها قرار اختيار الممارسة الرياضية، فما بالك عندما "يرفض" الأباء السماح لأولادهم بالسفر إلى وجهات مختلفة من المغرب، بغية المشاركة في البطولات الإقليمية والمحلية للرياضة المدرسية.
ومن بين الأسباب التي ساهمت في تدني وتراجع مستوى الرياضة المدرسية في المغرب، هناك الإهمال الذي يطال البنيات التحتية الرياضية، وعدم صيانتها، وكذلك التجهيزات والوسائل الضرورية للمارسة بعض الأنواع الرياضية التقنية، إضافة إلى عدم إدماج أساتذة التربية البدنية والرياضة في مؤسسات التعليم الابتدائي، واقتصارها فقط على مؤسسات التعليم الإعدادي والثانوي.
ورأى عدد من المهتمين بالشأن التعليمي، لاسيّما الرياضي، أنَّ "ميلاد اتحاد خاص بالرياضة المدرسية لم يقدم أيّة إضافة للمجال، على العكس من ذلك يلاحظ بأنَّ تجربة الرياضة المدرسية، قبل تأسيس الاتحاد، كانت أفضل من الآن".
وأوضحوا أنَّ "ذلك يعود إلى الجدول الزمني الدراسي الذي ساعد على تكوين الأبطال المدرسيين، فالنظام السابق، قبل تأسيس الاتحاد المغربي للرياضة المدرسية، كان يخصص في المؤسسات التعليمية الإعدادية والثانوية نصف اليوم الثاني من يومي الأربعاء والجمعة من كل أسبوع مناسبة لتنظيم الأنشطة المدرسية، وكانت فرصة للتلاميذ والتلميذات بممارسة النوع الرياضي الذي يختارونه، لكن مع التغييرات التي شهدتها منظومة التعليم المغربية، لاسيما على مستوى الجدول الزمني، انقرضت ظاهرة الأنشطة الرياضية، وبالتالي ضاعت أمجاد هذه الرياضة، التي شهدتها الساحة المغربية في سبعينات وثمانينات ومطلع التسعينات من القرن الماضي، حيث كانت مجموعة من فرق رياضات السلة واليد والطائرة تنهل من معين الرياضة المدرسية".
وتعيش، وفق دراسات قام بها أهل الاختصاص، الرياضة المدرسية المغربية التراجع والإهمال، وذلك بسبب غياب سياسة عمومية للدولة، وللوزارة الوصية على القطاع، عن تأهيل هذا اللون الرياضي.
ويعدُّ خير مثال على ذلك هو أنَّ المجلس الأعلى للتربية والتكوين (مؤسسة دستورية)، الذي تمّ الإعلان عن ميلاده نهاية الأسبوع الماضي، لم يعلن في استراتيجيته عن اهتمامه بالرياضة المدرسية، ظنًا منه أنّ الرياضة مازالت مجرد ترفيه وتسلية لا أقل ولا أكثر، غير أنّ هذا الطرح بات متجاوزًا، بعدما أصبحت الرياضة عِلمًا يُدرّس، ويؤسس عليه تعليم الدول المتقدمة، كما أنّ الرياضة باتت قطاعًا حيويًا، ورافعة لتحقيق التنمية البشرية.
وبات من المفروض على الحكومة المغربية، ومعها المؤسسة التشريعية (البرلمان)، إعادة النظر في المنظومة القانونية المؤطرة للاتحاد المغربي للرياضة المدرسية، واعتماد برنامج دراسي يساعد التلاميذ على ممارسة الرياضة، ربما هكذا قد نساعد على إرجاع توهج الرياضة المدرسية كما كان سابقًا، قبل إحداث اتحاد خاص بهذا الصنف.

iraqtoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الرّياضة المدرسيّة في المغرب تعاني من الإهمال الرّياضة المدرسيّة في المغرب تعاني من الإهمال



GMT 20:41 2019 الجمعة ,14 حزيران / يونيو

"الفار المكار"..

GMT 13:29 2019 الجمعة ,10 أيار / مايو

كأس المدربين وليس كأس الأبطال..

GMT 04:37 2019 الثلاثاء ,23 إبريل / نيسان

صرخة حزن عميق ومرارة....

GMT 16:50 2019 الأربعاء ,20 آذار/ مارس

مهلا يا رونار

GMT 16:21 2019 الأحد ,17 آذار/ مارس

أسد يهدد عرش الفرعون

GMT 10:57 2019 الثلاثاء ,01 كانون الثاني / يناير

الاتحاد «بخروه» من «العين» القاتلة

GMT 08:41 2018 السبت ,15 كانون الأول / ديسمبر

أحمد في ورطة؟

GMT 04:39 2021 الإثنين ,11 كانون الثاني / يناير

يوفنتوس يتخطى ساسولو بصعوبة ورونالدو "حاسم"

GMT 08:34 2017 الأربعاء ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

صحافي إسباني يكشف احتمالية تعاقد الريال مع نيمار دا سيلفا

GMT 09:38 2017 الأحد ,29 تشرين الأول / أكتوبر

الموسيقار نصير شمة يعلن عن تكريم خاص لـ"مزارعة"عراقية

GMT 10:05 2019 الإثنين ,18 شباط / فبراير

قصة حُب بين إيمي غانم وعمر الشناوي في "سوبر ميرو

GMT 00:25 2019 الثلاثاء ,08 كانون الثاني / يناير

اغتصاب جماعي لامرأة صوتت لتحالف المعارضة في بنغلادش

GMT 12:31 2018 الثلاثاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

أبو زيد يؤكّد إيجاد حلول للتغلّب على آثار المناخ

GMT 00:07 2018 الأربعاء ,17 تشرين الأول / أكتوبر

نائب أمير منطقة عسير يزور قرية رجال ألمع

GMT 10:32 2018 الإثنين ,18 حزيران / يونيو

بلد خالد منتصر

GMT 12:36 2018 الخميس ,18 كانون الثاني / يناير

وفاة الكاتب الكبير صبري موسي عن عمر يناهز الـ86 عامًا

GMT 18:16 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

مصغرات وتراث شعبي وفلكلوري بغدادي في قاعة كولبنكيان

GMT 07:05 2017 الثلاثاء ,17 تشرين الأول / أكتوبر

ترامب ينتقد شومز بسبب موافقته على الاتفاق مع إيران

GMT 02:13 2017 الخميس ,12 تشرين الأول / أكتوبر

آسر ياسين يتعاقد على بطولة مسلسل جديد لرمضان
 
Iraqtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Iraqtoday Iraqtoday Iraqtoday Iraqtoday
iraqtoday iraqtoday iraqtoday
iraqtoday
Pearl Bldg.4th floor
4931 Pierre Gemayel Chorniche,Achrafieh
Beirut- Lebanon
iraq, iraq, iraq