ضباع الموائد وجامعة الكرة

ضباع الموائد" وجامعة الكرة !!

ضباع الموائد" وجامعة الكرة !!

 العراق اليوم -

ضباع الموائد وجامعة الكرة

بقلم : جمال اسطيفي

 الجمع العام هو محطة للتقييم، واستشراف المستقبل ورسم خارطة المرحلة على مختلف المستويات، سواء القريبة أو المتوسطة أو بعيدة المدى.

في الجمع العام لجامعة الكرة الذي انعقد يوم السبت الماضي بمدينة الصخيرات، كان المفترض أن يحدث ما يشبه الانقلاب في التعامل مع الجموع العامة للجامعة، وأن يكون النقاش بناء ومثمرا وغنيا سواء لدى مناقشة الحصيلة، أو لدى إبداء الملاحظات المتعلقة بإصلاح منظومة كرة القدم المغربية وتجويدها، لكن خيبة الأمل كانت كبيرة جدا.

لقد كان هم الحاضرين في الجمع العام هو البحث عن "الإجماع"، والمرور مرور الكرام على تفاصيل مهمة سواء في التقرير الأدبي أو المالي، فلا أحد ممن أتثوا فضاء الجمع العام كانت لديه القدرة على إبداء الملاحظات أو حتى أن يرفع عقيرته ليستفسر ويطلب توضيحات، وقد كان مثيرا للانتباه أن رئيس الجامعة فوزي لقجع طلب من الحاضرين التدخل وأن يدلوا بملاحظاتهم، لكن لا أحد كانت له الجرأة ليدخل على الخط، بل إن أحدهم لم يتردد في القول إنه استفاد من السفر إلى روسيا في المونديال!

والواقع أن هذا المسير لخص كل شيء، فهو أراد أن يقول دون أن تسعفه الكلمات إن السفر إلى روسيا، وخصوصا عندما يكون بدعوة من الجامعة مصحوبة بمصروف الجيب ومعززة بإقامة فخمة يمنع أي نقاش.
وهكذا فبدل أن يتعلق الأمر بمسيرين لديهم القدرة على التعبير عن المواقف، فإننا أصبحنا أمام فصيلة تشبه "ضباع الموائد"، ممن يبحثون عما يمكن أن يقتاتوا أو يسترزقوا به، حتى لو تحولوا إلى أفاقين ومنافقين وماسحي أحذية.

والغريب أن العديد من هؤلاء يشربون حليب السباع في الجلسات السرية وخارج التسجيل، لكن عندما تشعل الأضواء يلوذون بصمت النفاق، حتى لا نقول شيئا آخر.
الوزير الطالبي العلمي الذي لم يتردد في الدخول في حرب غير معلنة مع جامعة كرة القدم بدأت من موسكو، تحول بدوره إلى مطبل من درجة فارس، وهو يشيد بعمل الجامعة ويعتبرها نموذجا يحتدى به في التسيير، مشيرا إلى أنه بخلاف العديد من جامعات اللعبات الجماعية، فإنها تنظم البطولة ومسابقة كأس العرش في وقتها، وأن نتائج المنتخب الوطني أسعدت كل المغاربة.

وهكذا أصبحنا أمام وزير يعتبر تنظيم البطولة وكأس العرش في وقتهما إنجازا، مع العلم أنه كان بمقدور الطالبي العلمي أن يشيد بالجامعة بخصوص أمور أخرى أكثر عمقا.

فعندما يحصر المسؤول الأول عن القطاع النجاح في تأهل المنتخب الوطني إلى المونديال وتنظيم البطولة والكأس في وقتهما، فبلا شك فنحن بصدد وزير ضل طريقه إلى الوزارة، أو "شاهد ما شافش حاجة".

لقد قامت جامعة كرة القدم بالكثير من الأمور الإيجابية، وهو أمر لا يمكن نكرانه، ففوزي لقجع ساهم بشكل كبير في الدينامية التي عرفتها كرة القدم المغربية، غير أن هذه الدينامية لا تعني أن ليس هناك ملاحظات سلبية.

وجود مبلغ 14 مليار سنتيم في خانة الأنشطة الاستثنائية رقم ضخم جدا، أما إذا أضفنا إليه رقم 4 مليار المدرج في خانة أنشطة أخرى، أو مختلفات وفق المسمى القديم، فإننا سنصبح إزاء ما يقارب 20 مليار سنتيم ليس واضحا بشكل كاف أين أنفقت، وهل يتعلق الأمر بأمور استثنائية فعلا لا يمكن التصريح بها.

المنتخبات والإدارة التقنية الوطنية كلفت 24 مليار سنتيم، وهو رقم كبير بطبيعة الحال، علما أن بينها أزيد من 8 ملايير عبارة عن تعويضات للأطر التقنية للمنتخبات الوطنية والإدارة التقنية الوطنية، وهنا لابد أن نتساءل بصوت عال جدا، هل من المعقول أن يحصل القائمون على المنتخبات الوطنية وعلى الإدارة التقنية على رواتب وتعويضات تتجاوز ما يحصل عليهم نظراؤهم بفرنسا الذين يدفعون الضرائب.
إن كرة القدم المغربية تحسنت، وهناك دينامية كبيرة، لكن من المهم أيضا أن نتساءل عن التكلفة الكبيرة لذلك.

iraqtoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ضباع الموائد وجامعة الكرة ضباع الموائد وجامعة الكرة



GMT 17:23 2018 الإثنين ,17 أيلول / سبتمبر

خطاب طويل برسائل مشفرة..

GMT 13:48 2018 الإثنين ,17 أيلول / سبتمبر

ثمانون مليارا لموسم واحد..

GMT 21:35 2021 الثلاثاء ,05 كانون الثاني / يناير

تطرأ مسؤوليات ملحّة ومهمّة تسلّط الأضواء على مهارتك

GMT 22:14 2020 الأحد ,12 إبريل / نيسان

حذار النزاعات والمواجهات وانتبه للتفاصيل

GMT 23:48 2017 الجمعة ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

الهند تدشن أغرب فندق في العالم في مدينة مومباي

GMT 04:23 2016 السبت ,31 كانون الأول / ديسمبر

طالبة روسية تفوز في جائزة المرأة الأكثر جاذبية

GMT 20:20 2021 الخميس ,21 كانون الثاني / يناير

هاجر عفيفي تشارك في مسلسل "ورد" رمضان 2021

GMT 07:09 2017 الأحد ,21 أيار / مايو

عرض julien fourmier لربيع وصيف 2017

GMT 10:52 2016 الإثنين ,16 أيار / مايو

كيك بيتي كروكر

GMT 06:50 2016 السبت ,08 تشرين الأول / أكتوبر

فورد تطلق مونديو استيت 2017 وسط تعليقات إيجابيّة هائلة

GMT 23:57 2015 السبت ,28 آذار/ مارس

حلى السجاد

GMT 03:51 2015 الأربعاء ,29 تموز / يوليو

أقوى امرأة حسناء في بريطانيا ترفع 170 كجم

GMT 21:54 2015 الثلاثاء ,06 كانون الثاني / يناير

مطار باريس يحتجز 170 سلحفاة تصل قيمتها فوق المليون دولار
 
Iraqtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Iraqtoday Iraqtoday Iraqtoday Iraqtoday
iraqtoday iraqtoday iraqtoday
iraqtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
iraq, iraq, iraq