المراهقون أفسدوا الكرة

المراهقون أفسدوا الكرة

المراهقون أفسدوا الكرة

 العراق اليوم -

المراهقون أفسدوا الكرة

بقلم - منعم بلمقدم

أي مسخ وأي هراء هذا الذي أصبح اليوم ملازما لجلد مدور يجنن الملايين ويلعب بالأحاسيس، بل ويثير القرف ويستفز مشاعر الفقراء مثلي ومثلكم بتداول كل هذه الأرقام الفلكية التي تخبل العقول وتصيب بالدوار للاعبين مراهقين بالكاد أعلنوا شهادة ميلادهم الكروية وبلا ماض يذكر؟

أي ميركاطو مجنون هذا الذي قص شريطه الخليفي حاكم الإمارة الباريسية وتخطى خلاله الخطوط البنفسجية بالتجرؤ على حمى إمبراطوية البارصا، وسحب أيقونتها نيمار مكرهة برشلونة لا بطلة؟

ما يثار اليوم من أرقام خرافية يشترطها موناكو لتسريح اليافع مبابي من الإمارة، ويربط بها دورتموند الأسمراني ديمبلي وقيد من خلالها ليفربول أقدام كوتينيو، ورفع مهر أسينسيو والمراهق سيبايوس لنحو نصف مليار دولار حالة تستوجب تدخلا فوريا من حكام الكرة كي لا تفقد الأخيرة سليقتها وألقها، وتتحول لآلة فاقدة لكل المتع التي بها سميت الرياضة الشعبية الأولى على مستوى العالم.

الشكل الجديد للميركاطو بعد بدعة السان جرمان، وطلاق الخلع الذي فرضه الخليفي فرضا على باروتيميو وبرشلونة بتقديم مهر نيمار رغما عن أنف البارصا وعشاقها، يسير بفلك الكرة صوب الجنون ويبحر بسفينتها صوب الخيال العلمي والبعد الخامس المحمول على كل أصناف الهوس الممكن وغير الممكن تصورها.

القدرة المالية التي صارت اليوم لفرق مرهونة بيد ملاك أثرياء من قبيل الفريق الباريسي والسيتي بأنجلترا وحتى تشيلسي والريال، لم يعد يصمد معها لا شرط جزائي ولا غيره، وصار المستحيل ممكنا والإعجاز متاحا، لتقفز قيم اللاعبين في بورصة الإنتقالات بشكل لم يكن العقل ليتصوره حتى عقد قريب.

إلى اليوم لا أرى أن لوكاكو يستحق 80 مليون يورو التي دفعها المان لضمه، ولا أعتقد أن مهاجما احتياطيا بقلعة الملكي من طينة موراطا يليق به المهر الذي قدمه تشيلسي لخطب وده، بل منتهى الجنون أن يصر اليوم موناكو على تسريح اليافع مبابي بما يقارب 200 مليون يورو، وعصي على الإستيعاب لمتتبع مثلي واكب فان باسطن وفولر وكلينسمان وبيركامب وروماريو والظاهرة رونالدو وفيالي وفييري والمارد إينزاغي، بل حتى إيطو وأنيلكا وموريانطيس وراوول وسوكر وبوبان وشيرر وغيرهم كثر من قناصي الأزمنة الحاسمة والصعبة، حتى لا أتحدث عن صانعي اللعب ورسامي خطوط الوسط، أن يتجاوزهم مبابي أو ديمبلي اللذين بالكاد يحبوان ويخطوان أولى الخطوات في درب الكرة.

ما تطلبه الفرق الأوروبية اليوم في لاعبين بلا تاريخ ولا ماض من مبالغ خرافية أمر يفرض إشهار «فرمان» على الطريقة التركية يعيد قوم الكرة لجادة الصواب ولرشدهم ويفرض التوازن الذي سيختل لو استمر كل هذا الهدر بالبشاعة المعلنة اليوم بلا حسيب أو رقيب يفرمل السوق ويضبط أوتاره.

ما يطلب من مبالغ في هؤلاء المراهقين سيعني نهاية مبكرة لموهبتهم وسوء تقدير لها، كونهم سيعيشون حالة إشباع مبكرة وسيفقدون حافز الإبداع والإستمرارية وسيتعلق قلبهم وعقلهم بالمال أكثر منه بسحر الكرة وإبداعها.

مستحيل تصور استمرار هذا المشهد ومستحيل قبول انتقال العدوى لمحيطنا الكروي محليا، ولعل حالة قديوي مع الرجاء وعقده الخرافي كما سماه رئيس النادي سعيد حسبان لشاهد فعلي على أن الكرة صارت اليوم بحاجة لجمركي مرور يعيد تحديد الرسوم والتعريفة من جديد لكل راغب في العبور لضفة المجد.

مستحيل أيضا متابعة ديمبيلي مستقبلا وهو يباع بأضعاف سعره الحقيقي كون اللاعب سيغنم ماليا ويظلم كرويا، وسيظل رهينة لمقارنات لا تنتهي تضع موهبته في الميزان مع كومة اليوروهات التي يرغب الكناري الألماني حلبها من ضرع البارصا.

هو وكر الدبابير إذن الذي فتحه الخليفي، والحسنة الوحيدة الذي تحسب له كونه أتاح أمام لاعب موهوب من حجم نيمار أن يتسيد عرش الأغلى في العالم وينهي الهجرة صوب الصين التي تغري نجوم المستديرة، بل أكبر حسناته أنه أزاح بوغبا من الصدارة ورفع عنه الضغط والمقارنات، لأنه لا يعقل أن تكون الكرة التي عشقناها وسحبتنا لفلكها يتسيد صفقاتها شيطان المان يونايتد الذي باعه رايولا بأضعاف سعره الحقيقي في جنح الظلام.

iraqtoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

المراهقون أفسدوا الكرة المراهقون أفسدوا الكرة



GMT 11:21 2018 الأحد ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

عقدة حياتو والكامرون

GMT 14:27 2018 الثلاثاء ,16 تشرين الأول / أكتوبر

عذرا بوصوفة لا مجال للعاطفة

GMT 07:40 2018 الأربعاء ,26 أيلول / سبتمبر

أين أخطأ الناصيري؟

GMT 08:08 2018 الأحد ,09 أيلول / سبتمبر

مقاصد الرديف

GMT 11:54 2018 السبت ,04 آب / أغسطس

البنزرتي وبركة المغرب

GMT 21:35 2021 الثلاثاء ,05 كانون الثاني / يناير

تطرأ مسؤوليات ملحّة ومهمّة تسلّط الأضواء على مهارتك

GMT 01:57 2018 الجمعة ,21 كانون الأول / ديسمبر

أميركي يقضي 17عامًا في السجن بسبب وجهه

GMT 14:15 2018 الثلاثاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

تدريبات علاجية في حمام السباحة للاعب طائرة الأهلي

GMT 00:56 2018 السبت ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

فيفي عبده تؤكّد أن خبر وفاة حمدي قنديل سبب لها صدمة

GMT 00:53 2018 الجمعة ,26 كانون الثاني / يناير

اللبنانية بولا يعقوبيان تتوجّه إلى تلفزيون الجديد

GMT 16:14 2018 الإثنين ,15 كانون الثاني / يناير

بعثة المنتخب المصري لكرة اليد تصل الغابون

GMT 09:19 2018 الجمعة ,05 كانون الثاني / يناير

منزل مُصمِّمة المجوهرات روزا دي لا كروز الأنيق

GMT 12:06 2017 الخميس ,31 آب / أغسطس

أمــة عظيمــة

GMT 08:17 2015 الأربعاء ,30 كانون الأول / ديسمبر

البناء على إنجازات عام 2015 ونحن نتطلع إلى عام 2016

GMT 04:16 2016 الإثنين ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

مدينة جرش الأثرية تنظم عروضًا متميزة للجيش الروماني

GMT 15:04 2021 الإثنين ,08 شباط / فبراير

عمرو دياب يطرح ألبوم «يا أنا يا لأ» في الأسواق

GMT 20:25 2019 الإثنين ,15 تموز / يوليو

حيل مكياج لإخفاء الهالات السوداء بالكونسيلر

GMT 18:25 2019 الخميس ,07 آذار/ مارس

ليلة مسرحية في اتحاد كتاب الإمارات

GMT 09:32 2019 الثلاثاء ,22 كانون الثاني / يناير

القياة تعفي رئيس الهيئة العامة للطيران المدني من منصبه

GMT 09:40 2019 الخميس ,17 كانون الثاني / يناير

الجامعات الجزائرية تتذيل الترتيب العالمي في 2019

GMT 17:23 2019 الجمعة ,11 كانون الثاني / يناير

الإعلامية أوبرا وينفري تُبدي إعجابها بفيلم "كفرناحوم"

GMT 14:31 2019 الجمعة ,11 كانون الثاني / يناير

كيندال وكايلي جينر تظهران في جلسة تصوير مفعمة بالحيوية

GMT 06:52 2018 الأحد ,30 كانون الأول / ديسمبر

اكتشاف تأثير السجائر العادية و"الفاب"
 
Iraqtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Iraqtoday Iraqtoday Iraqtoday Iraqtoday
iraqtoday iraqtoday iraqtoday
iraqtoday
Pearl Bldg.4th floor
4931 Pierre Gemayel Chorniche,Achrafieh
Beirut- Lebanon
iraq, iraq, iraq